jo24_banner
jo24_banner

صحفيون برتغال تسللوا الى الداخل السوري يسردون ل jo24 قصة نظام مفلس

صحفيون برتغال تسللوا  الى الداخل السوري  يسردون ل jo24  قصة نظام مفلس
جو 24 :
 أمل غباين - انتزعوا الخوف من عقولهم قبل القلوب ليرسموا صورة الحقيقة كما هي وكما توجب مهنة المتاعب.. ثلاثة صحفيين برتغاليين TIABO CARRASLO  , JOAO ONTES,  JOAO HENRIGUES  كسروا حاجز الرهبة ليتسللوا الى سورية ضمن جولتهم على دول الربيع العربي من اجل انتاج فلم وثائقي يعكس حقيقة الثورات ولنقل معاناة شعوب قبعت تحت حكم أنظمة قمعية.
من "مستنقع" على الحدود السورية التركية بدأت الحكاية لثوتيق ما اعتبره ثلاثتهم قبل الرحلة"زيفا"و"تشويها" للصورة والكلمة من وسائل اعلام لها ما لها من غايات ومآرب فكيف لقائد ان يقتل شعبه وينكل به هذا ما دار بمخيلتهم؟!.
في "الوحل" غرقوا لينقلوا للعالم الحقيقة.. حقيقة ثورة دخلت عامها الثاني حاصدة أرواح نحو 8500 سوري بحسب منظمات دولية.. وليشكفوا محاولات النظام السوري إخفاء الحقائق حول الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء شعبه الذين انتفضوا طلباً للحرية والكرامة.
الشعب السوري عانى سابقاً من الآلة العسكرية إبان حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ومورست بحق أبنائه جرائم لا تقارن بتلك التي يتعرضون لها اليوم الا أن الفرق  في وقتنا الحاضر انه لا يُمكن لاي نظام قمعي  إخفاء جرائه بظل الثورة الاعلامية التي أصبحت أهم مصدر لتوثيق الحقائق والاحداث .
ومنذ اندلاع  الثورة السورية بدأ النظام ومن والاه باتهام وسائل الاعلام التي تنقل الحقائق حيال القمع الوحشي التي يُمارس بحق العزل ومن كسروا قيداً فُرض عليهم من عقود بالكذب والتضليل.
الصحافيون وفي مشروع لعمل فلم وثائقي حول الثورات العربية والصراعات في بعض الدول الافريقية كانت سورية محط اهتمامهم رغم خطورة الأمر وصعوبته استطاعوا الوصول لحقائق ومشاهدات على ارض الواقع شكلت لهم صدمة كبيرة فلم يسبق ان مروا بتجارب مشابهة .
الصحفي البرتغالي CARRASLO والبالغ من العمر 26 عاماً سرد لـ  jo24  مشاهداته حيال الثورة السورية وبدأ قصته بالطريقة التي تكمنوا فيها من دخول سوريا ،حيث  بدات الرحلة من انطاكيا والتي جرى منها التواصل مع نشطاء سوريين اطلعوهم  على امكانية إدخالهم للاراضي السورية الا انهم بذات الوقت اطلعوهم بأن فيها مخاطرة جمة.
وبعد التشاور لثلاثة أيام قرر الفريق الصحفي الدخول لسورية رغم معرفتهم بأنها تعد تضحية بحياتهم  الا انهم اعتبروها واجب يميله عليهم ضميرهم المهني بنقل الحدث و بهدف إيصال معلومات حقيقة موثقة.
دخل الفريق سورية والشك يدور في انفسهم حيال حقيقة الجرائم التي تقع على الشعب السوري كونهم وحسب  لم   يتخيلوا  ان يسعى أي نظام الى سحق ثورة شعبه بهذه الطريقة التي تظهرها الصور والفيديوهات المصورة على وسائل الاعلام.وبدأت الرحلة بدخول الصحافيين في 1 /2 /2012 من خلال عبور  مستنقع على الحدود السورية التركية يعمل الثوار السوريين على تهريب الدواء والغذاء من خلاله لأبناء الشعب السوري المحاصر .
دخل الصحفيون سورية ولم تكن رحلتهم الحدودية بالهينة إذ شابها الخوف والتعب جراء صعوبة قطع طريق" المستنقع" مبينا بأن الوحل خلال سيرهم وصل لاكتافهم وبعدها وصلوا لنهر ووجدوا قاربا بانتظارهم اقلهم الى الجانب السوري.
وبعد ان قطعوا النهر وجد الصحفيون عددا من السوريين اصطحبوهم الى مدينة بانياس بسيارة إلى طرق التفافية لحمايتهم ترافقهم سيارات اخرى.
وحال دخولهم بانياس تأكد لهم بأنها تحت سيطرة الجيش السوري الحر الا انه بين أنها غير مستعصية على الجيش السوري.
وهنا بدا الصحفيون  الثلاثة  او اذا صح التعبير "الفرسان الثلاثة" التعرف على  حقيقة الثورة فبدأوا فور وصولهم الالتقاء بالثوار ليصلوا لقناعة بان هنالك انشقاق واسع بين صفوف الجيش السوري نجم عن رفض عدد من الجنود قتل المواطنين والتنكيل بهم بدم بارد .
يقول ... "تأكدنا بعد مقابلتنا لعدد كبير من المنشقين عن الجيش وبعد ان رأينا بطاقاتهم العسكرية بأنهم احرار أبوا الا ان يقفوا بصف الشعب نظراً لبشاعة ما يمارس من قبل الجيش تجاهه".
وقضى الصحفيون ليلتهم الأولى وبدأ يتسرب اليهم بداية قناعة بما يبث على معظم وسائل الاعلام حيال الثورة السورية ليقضوا ليلتهم الثانية بعد ان اعلن عن حدوث مجزرة بحمص خلفت وراءها 230 شهيداً ليخرج بعدها المواطنون بإدلب بشكل سلمي للاحتجاج على المجزرة.
وتبين للصحفيين خلال يومين بان الجيش السوري الحر منظم رغم عدم توفر السلاح  وهي حالة قالوا انها تختلف عما شاهدوه من فوضى بين صفوف الثوار الليبيين .
وعن كيفية حصول الجيش السوري الحر على السلاح قال بأنهم يقومون بشرائه من بعض منتسبي  الجيش النظامي السوري بمبالغ تصل لألفي دولار للقطعة الواحدة. وتحدث عن أسلحة كان مصدرها حزب الله الا أنه بين ان تلك الاسلحة كانت معطوبة.
الجيش السوري الحر وحسب قوله يعانون من نقص شديد في التسليح والمواد الغذائية إذ شاهد بأم عينه وحسب قوله سكان المناطق التي زاروها كيفية تزويد سكان تلك المناطق للثوار بالطعام.
يومهم الثالث قضاه الصحفيون  بين المواطنين في ادلب ليتبين لهم حسب قول احدهم  ان الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبته باسقاط النظام إذ بين أن الاصرار بدى عليهم واضحاً.
ولم ينم الصحفيون في يومهم الرابع سوى ساعتين ونصف ايقضهم خلالها عدد من اعضاء الجيش السوري الحر بعد ان تعرض سائق حافلة صغيرة للقنص في رأسه ما استدعى الثوار اعلان حالة الطوارئ وقاموا بتأمين الحماية للصحفيين قاطعين عهد حمايتهم ولو على حساب أرواحهم.
وانطلق الصحفيون مع اعضاء الجيش السوري وسط غضب شديد من الثوار والأهالي مؤكداً ان اللهجة التي سمعها ممن يوصفون بالشبيحة كانت فارسية.
وفي اليوم الذي يليه جمع الصحفيون قصصاً وروايات حول اوضاع الشعب السوري بظل حكم الأسد الأب والذي ارتكب  عام 1982 ما تعرف بـ" مجزرة حماة "  التي أودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي المدينة بعد اجتياحها وقصفها من الجيش السوري
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة السادسة والأخيرة من الجولة سمع الصحفيون  اصوات  اسلحة وطائرات وعندها تم تهريبهم من قبل افراد  في "الجيش الحر" الى قرية  قريبة من المطار ليجدوا في حديقة عامة  فتاتان مقتولتان حديثاً وفي غرفة بالحديقة كان هنالك ثلاثة مصابين يعالجهم الاطباء بشكل سري ليكتشفوا فيما بعد ان الفتاتين بنات عمومة تبلغ احداهما الرابعة عشر من العمر فيما تبلغ الأخرى سبعة عشر عاماً.
وبذات المنطقة قصف الجيش السوري مزرعة كان تواجد بها ما يقارب الأربعين فرداً من عائلة واحدة مخلفاً القصف ستة مصابين استشهد منهم اثنين وهرب البقية لغرفة بالحديقة العامة بينهم عدد كبير من الأطفال كانوا بحالة هلع شديد.
وأثارت الحادثة الغضب لدى أقارب المزارعين الذين توعدوا النظام بالانتقام .
المنشقون عن الجيش السوري النظامي يمتلكون قصصاً مشابهة  فغالبتهم قرروا الاصطفاف بجانب ابناء شعبهم لرفضهم قتل الابرياء  الذي كانوا يجبرون عليه والبنادق موجهة اليهم.
احد المنشقين بين للصحفيين بأنه كلما كان يصوب السلاح تجاه المتظاهرين كان يدعو الله بأن لا يصيب اي متظاهر وعندما سنحت له فرصة الهرب انظم للجيش السوري الحر بعد ان هرع  باتجاه  احد بيوت حمص إذ قام السكان باستقباله واعطائه ملابس كي ينزع عنه الزي العكسري.
القناعة التي خرج بها الفريق الصحفي بأن الشعب بحاجة للمساعده وان غالبيتهم ضد التدخل العسكري لكنهم مع الحظر الجوي ..
وبات الفريق على قناعة ان ما يبث عبر بعض وسائل الاعلام حول جرائم النظام السوري جزء يسير من الواقع المؤلم الذي يرزح تحت وطأته الشعب الشقيق خاصة أن الثورة بدأت اثر اعتقال 15 طفلا في درعا كتبوا على جدران بلدتهم شعارات ضد بشار وما تفوه به رجال الامن السوري لذوي الاطفال الذين طلبوا الافراج عنهم "اننا لن نفرج عنهم وعليكم بانجاب غيرهم وان كان لديكم مشكلة بالانجاب فاحضروا لنا نساءكم ونحن نقوم باللازم "وهذه  كانت الشرارة التي دفعت بالسوريين للمطالبة باسقاط النظام والأكثر اهمية من ذلك ان الطريقة الوحشية التي واجه بها شعبه تزيد من اصرارهم ليس فقط على الخلاص من النظام بل الانتقام .
 
تابعو الأردن 24 على google news