انتقادات لمتزلجة صينية أمريكية المولد سقطت عدة مرات خلال المنافسات
تعرضت المتزلجة الصينية الأمريكية المولد، تشو يي، لانتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، بعد أن سقطت عدة مرات خلال منافسة فريقها الأولمبي في التزلج على الجليد في دورة الألعاب الشتوية المقامة في بكين.
وشهد ظهورها الأول يوم الأحد إخفاقها في الهبوط من قفزة أثناء التزلج، الأمر الذي دفع فريقها الصيني إلى الخروج بدون الحصول على ميداليات.
وتعرضت اللاعبة لانتقادات أخرى بعد تمثيلها الثاني يوم الاثنين، بعد أن سقطت مرتين في حلبة التزلج.
ووصف البعض أداء تشو يي بالمخزي والمحرج، وانتقادات لشخصها بسبب خلفيتها، وفهمها الضعيف للغة الماندرين (اللغة الصينية).
ويبدو أن الانتقادات ذات صلة باستياء من أن المتزلجة مولودة في الولايات المتحدة، وتربت هناك، ووقع الاختيار عليها لتمثيل البلاد بين متزلجين مولودين في الصين.
وتساءل كثيرون عن سبب اختيار الفتاة، البالغة من العمر 19 عاما، وروجوا ادعاءات لا أساس لها من الصحة، من بينها أن تشو يي اُختيرت لأن والدها عالم بارز.
وانتشر على منصة "ويبو" الصينية للتواصل الاجتماعي هاشتاغ يحمل عنوان "تشو يي سقطت"، قبل حجبه في وقت لاحق، وعلى الرغم من ذلك تظل عمليات بحث المستخدمين عن اسم المتزلجة على منصات الإنترنت مستمرة.
كما دفعت الانتقادات اللاذعة الموجهة للمتزلجة منصة "ويبو" إلى حذف ما يزيد على 300 مشاركة، وتعليق حسابات مستخدمين.
وبدت تشو، التي تنازلت عن جنسيتها الأمريكية للانضمام إلى الفريق الصيني في عام 2018، متوترة بشكل واضح أثناء التزلج حتى قبل أن تسقط من قفزة مبكرة، وتصطدم بالحائط.
وقالت بعد أدائها يوم الأحد، إنها شعرت بالضيق والحرج.
وأضافت: "أعتقد أنني شعرت بضغوط كبيرة لأني أعرف أن الجميع في الصين فوجئوا باختياري في تمثيل منافسات فردي سيدات، وأردت بالفعل أن أظهر لهم كم أنا قادرة على إنجاز المهمة، لكنني للأسف لم أفعل".
وُوجهت انتقادات مرة أخرى يوم الاثنين بعد أن سقطت تشو، التي كانت تبحث عن فرصة لإنقاذ موقفها، أثناء قفزات متتالية وتعثرها في بقية الحركات.
حاولت تشو يي كبح دموعها أثناء التزلج على الجليد، لكنها بكت علانية بعد الانتهاء.
وعلى الرغم من تشجيع زملائها في الفريق لها أثناء عودتها بحرارة، كان رد الفعل على الإنترنت سلبيا إلى حد كبير.
وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "ليس لديها قوة ويبدو أنها لا تملك الشغف والحماس على حلبة التزلج".
وسخر آخرون من محنتها، وكتب أحدهم: "أنا أكره أن تبكي. هل يمكن للبكاء أن يحل أي شيء".
بيد أن كثيرين انتقدوا أيضا رد الفعل العنيف، ودافعوا عن المتزلجة الشابة وتعاطفوا معها.
وقال هو تشي جين، رئيس تحرير سابق لصحيفة "غلوبال تايمز" الوطنية، في مشاركة حظيت بتداول واسع النطاق على المنصات: "للتنفيس عن مشاعر تجاه هذه اللاعبة الشابة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وقذفها بالحجارة داخل بئر عندما ترتكب أخطاء، هذا تنمر إلكتروني بغض النظر عما يحدث".
وغالبا يواجه لاعبو الفرق الصينية تدقيقا شديدا من الجمهور وضغوطا هائلة من أجل الفوز بميداليات لتحقيق مجد وطني، وكانت تشو يي واحدة من بين عشرات الرياضيين الذين استعانت بهم الصين في حملتها للفوز بميدالية في الأولمبياد الشتوية.
وعلى الرغم من ذلك عقد آخرون مقارنات بين معاملة تشو يي وإيلين قو، لاعبة أمريكية المولد اختارت التنافس مع الصين، وفازت بالميدالية الذهبية في نهائي التزلج الحر للسيدات يوم الثلاثاء.
وتحظى إيلين قو بشعبية كبيرة في الصين، بل لُقبت بـ "أميرة الثلج" الصينية، واُشيد بها ليس فقط لقدرتها الرياضية، بل بمهاراتها في اللغة الصينية واحتضانها للثقافة الصينية.بي بي سي