ترك رسالة وداع.. شاب يمني معلق بشجرة داخل جامعة صنعاء
جو 24 :
هزت صورة تداولها ناشطون لشاب يمني انتحر بعدما شنق نفسه بحبل معلق على جذع شجرة داخل أسوار جامعة صنعاء، مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنه ترك وراءه رسالة مؤثرة، اعتبرها كثيرون رسالة وداع.
فقد كشف مصدر أمني داخل الجامعة، بحسب أصدقاء الشاب المنتحر، أن اسمه فيصل فهد المخلافي، ويبلغ من العمر 30 عاماً، نافياً صحة ما يتم نشره بأنه طالب في كلية الهندسة أو جامعة صنعاء.
ولم يصدق نشطاء مقربون خبر الانتحار، وقالوا إن الشاب المنحدر من مدينة تعز اليمنية، كان متقداً بالحماس ومليئاً بحيوية الأمل، ولا يمكن أن يفكر بإنهاء حياته بهذا النحو المريع.
واعتبروا هذه الحادثة صدمة حيث شكلت فاجعة حقيقية خاصة بالنسبة للأصدقاء المقربين منه.
"جريمة قتل"
من جهته، قال وثيق القاضي لـ"العربية.نت"، وهو صديق مقرب لفيصل: "أنا متأكد أنه لن يفعلها، لأنه حدثني كثيراً أن لديه أسلحة فتاكة سيقارع بها تفاهات الحياة وسيخرج منتصراً وفيصل لا يكذب".
وشكك الكثير من الأصدقاء المحيطين به بأن حادثة انتحاره ربما تكون وراءها جريمة قتل، مطالبين بإجراء تحقيق جنائي في ملابسات هذه الحادثة.
كما استنكروا أن يلجأ الشاب الصغير الذي عرف بإيمانه وشغفه بالحياة إلى فعل الانتحار، مشيرين إلى أنه لم يكن يعاني من أي مشكلات نفسية، إلا أن البعض خمن أن لديه ضغوطات أخرى ربما أدت إلى ارتكابه هذا الفعل بحق نفسه.
رسالة وداع
وفي آخر منشور للشاب فيصل في صفحته على فيسبوك، كتب "الدعاء لمن تحب هو أجمل صور الحب"، وعلى الرغم من أن غالبية منشوراته تتضمن أدعية ومقاطع تلاوة القرآن، إلا أن بعض كتاباته تحمل نوعاً من المعاناة والبحث عن الذات والعزلة.
فقد ورد في أحد منشوراته فيما يشبه رسالة وداع حيث كتب "عشت أبحث عني رغم كل الإدراك الذي أملك أني لن أجدني، وكنت أعلم أني غير قادر على حمل هذا الثقل لكني حملته وتحررت".
وتابع : "كثيراً ما كنت أرغب بالموت وأوجه هذا الأمر لنفسي كعقوبة، ولكني أدركت أن العدمية التي أعيشها ليست بحاجة لمغادرة هذه الأراضي القاحلة إلى العدم مرة أخرى".
تزايد حالات الانتحار
وتزايدت حالات انتحار الشباب في اليمن داخل البلاد وحتى خارجها، حيث شهدت ماليزيا انتحار 3 طلاب بسبب ضغوطات معيشية.
ومع استمرار الحرب التي دخلت عامها الثامن منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية والسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، أدى ذلك إلى تدهور مستمر نتيجة تراكم العجز والإحباط الشديد عن توفير أبسط عناصر المعيشة، وانعدام فرص العمل وانقطاع الرواتب وتفاقم مشكلات البطالة.
جدير بالذكر أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع نسبة الفقر وحدة الضغوط النفسية جراء اتساع الصراعات المحتدمة، مما ساهم في تكاثر أعداد حوادث انتحار شباب في عمر الورود، حيث يرى الكثير من الشباب اليمنيين المحبطين أن الانتحار هو الحل الأخير للتخلص من ظروف حياة قاسية.