علاقة وثيقة بين تلوث الهواء والإصابة بكورونا

فسّرت منظمة الصحة العالمية خلال مقابلة تلفزيونية، ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الجمعة، سبب اعتبارها تلوث الهواء حالة طوارئ صحية.

وبينت المنظمة خلال المقابلة التي أجرتها فيسميتا جوبتا سميث، مع مديرة إدارة الصحة العامة والمحددات البيئية والاجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية، مدى تأثير فيروس كورونا بشكل مختلف على من يعيش في بيئة شديدة التلوث.

السؤال الأول:

لماذا تعتبر منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء حالة طوارئ صحية رئيسية؟

الجواب: عندما يكون لديك أكثر من 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام مرتبطة بالتعرض لتلوث الهواء، أنا متأكد من أن الجميع متفقون على أن هذه مشكلة صحية عامة كبيرة. في الواقع، تسعة من كل 10 أشخاص حول العالم، لا سيما أولئك الذين يعيشون في المدن، يتنفسون هواءً لا يتوافق مع ما تعتبره منظمة الصحة العالمية من المعايير الجيدة وفقًا لإرشادات جودة الهواء للتنفس. وكما تعلمين، لسنوات عديدة، اعتقدنا أن معظم الأمراض المرتبطة بالتعرض لتلوث الهواء كانت تعتبر فقط مؤثرة على جهازنا التنفسي. وهذا لا يزال صحيحا، فالتعرض لتلوث الهواء مسؤول عن أمراض الانسداد الرئوي المزمنة وسرطان الرئة والالتهاب الرئوي. ولكن بالإضافة إلى ذلك، نعلم الآن أن هذه الجزيئات السامة ستصل إلى رئتينا ومن هناك إلى مجرى الدم ثم ستصل إلى نظام القلب والأوعية الدموية لدينا، ومن ثم تكون مسؤولة عن أمراض القلب والاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية والمشاكل العصبية أيضًا ومشاكل الجهاز التناسلي. لذا، كما يمكنك أن تتخيل، تخبرنا كل هذه الأسباب أن تلوث الهواء هو أحد أكبر مشكلات الصحة العامة التي نواجهها اليوم.

السؤال الثاني:

ماريا، إذا كان الشخص يعيش في بيئة شديدة التلوث حيث ما إذا كانت مستويات تلوث الهواء عالية جدًا. هل يؤثر كوفيد-19 عليهم بشكل مختلف؟

الجواب: نعم، لدينا الآن المزيد والمزيد من الأدلة العلمية. أحد الأسباب هو أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء سيؤثر على جهاز المناعة لديك، وبالتالي سيجعلك أكثر عرضة للإصابة بأي نوع من أمراض الجهاز التنفسي. ومن الواضح أن كوفيد-19 هو مرض تنفسي. بالإضافة إلى ذلك، نعلم أن التعرض لتلوث الهواء سيزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والرئة، مثل أمراض التمثيل الغذائي والسكري. ونحن نعلم جميعًا الآن أن هذه الأمراض هي ما يسمى بالاعتلالات المشتركة التي ستزيد من خطر الإصابة بمزيد من الشدة وحتى النتائج اللاحقة إذا كنت مريضًا مصابًا بـكوفيد-19. لذا نعم.

السؤال الثالث:

ماريا، عندما نفكر في تلوث الهواء، يبدو أن المقياس كبير جدًا وما الذي يمكننا فعله لتقليله؟ شاركي معنا بعض الأمثلة على المبادرات التي اتخذتها الحكومات والمنظمات، والتي أدت بالفعل إلى الحد من تلوث الهواء.

الجواب:

حسنًا، من الواضح أن أفضل طريقة لتقليل تلوث الهواء هي التوقف عن حرق الوقود الأحفوري. أعني، أن احتراق الوقود الأحفوري لا يساهم فقط في تغير المناخ، ولكن في توليد هذا المستوى المرتفع من الملوثات التي تنتهي بعد ذلك في رئتينا. لذا فإن تغيير تلك السياسة حول مصدر الطاقة الذي نستخدمه سيكون من أكثر السياسات فعالية. بالنسبة للتشريع، من الممكن أن نذهب لتطبيق إرشادات جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية. ولكن إذا ذهبنا إلى تدابير ملموسة، بالطبع على مستوى المدينة، فلديك الآن تدابير تتجه نحو التغيير في النقل بشكل عام ونظام النقل العام، والترويج لطرق أكثر استدامة للنقل العام، وتقليل استخدام السيارات الخاصة، والذهاب إلى استخدام أكثر كفاءة للطاقة لمبانينا، مع التأكد من أنها تقلل من الازدحام المروري في مناطق معينة. ويمكننا أن نرى أن كل هذه الإجراءات لديها نتائج إيجابية فورية. من الواضح، كفرد، أن أفضل ما يمكنك فعله هو الضغط على السياسيين، وعلى رؤساء البلديات. تأكد من وجود أنظمة لمراقبة جودة الهواء الذي تتنفسه كل يوم في مدينتك. وبذلك، ضمان اتخاذ الإجراءات على المستوى السياسي. إذا كان تلوث الهواء سيئًا فإن اتخاذنا التدابير يبعث على التفاؤل. يمكنك أن ترى أنه في البلدان الأوروبية، على سبيل المثال، أو أمريكا الشمالية، تحسن الوضع كثيرًا في العشرين عامًا الماضية. أما في أجزاء أخرى من العالم فما زلنا بعيدين وما زلنا بحاجة إلى اتخاذ تدابير بشأن النقل المستدام والاستخدام النظيف والحديث لمصادر الطاقة وجميع طرق الاستهلاك وإعادة التدوير. وبالتالي سنكون قادرين على معالجة هذه المشكلة الضخمة لتلوث الهواء. ستحقق معالجة أسباب تغير المناخ فوائد هائلة أيضًا وتساعد على الحد من أسباب تلوث الهواء وبالتالي المساهمة بشكل كبير في صحتنا.