توتر شديد.. الاحتلال يُواصل إغلاق مداخل الشيخ جراح والتضييق على سكانه
تسود حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، حالة من التوتر الشديد والهدوء الحذر، وسط مواصلة شرطة الاحتلال الإسرائيلي إغلاقها لمداخل الحي، والتضييق على سكانه المقدسيين.
ويأتي ذلك، فيما شهد الشيخ جراح، مساء الإثنين، مواجهات عنيفة بيان قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة وأهالي الحي من جهة أخرى، أدت لإصابة 4 مواطنين وأحد المستوطنين بجراح.
وأفاد الناشط المقدسي صالح ذياب لوكالة "صفا" بأن الشيخ جراح يشهد توترًا شديدًا، ومخاوف من تجدد اعتداءات المستوطنين على السكان اليوم، خاصة بعد ليلة قاسية وصعبة عاشوها بفعل مواصلة جرائم الاحتلال ومستوطنيه في الحي.
وأوضح أن اعتداءات المستوطنين بحق سكان الشيخ جراح ازدادت وحشية وعنهجية، وباتت أشد قسوة، كونها تتم تحت حماية قوات ومخابرات الاحتلال.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال تنتشر بشكل مكثف داخل الحي وعند مداخله، ولا تزال تواصل إغلاق مداخله وفرص حصار عليه، بالإضافة إلى استمرار عمليات التضييق على سكانه، والتدقيق في هوياتهم أثناء دخولهم وخروجهم منه.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال حولت الشيخ جراح الليلة الماضية، إلى ثكنة عسكرية، وعزلته عن محيطه، ومنعت دخول الوفود والمتضامنين إليه، في وقت سمحت للمستوطنين بالتجول في الحي، واستفزاز سكانه والاعتداء عليهم.
وأضاف أن السكان تفاجأوا صباح اليوم بإقدام المستوطنين على تخريب نحو 15 مركبة، والاعتداء عليها، وتحطيم زجاجها، وإعطاب إطارات المركبات، دون أي محاسبة ولا ملاحقة لما حدث، لافتًا إلى أن هذه الاعتداءات تمت تحت أعين شرطة الاحتلال.
ولفت إلى أن المستوطنين ينفذون أعمال "عنف وعربدة"، وعمليات تطهير عرقي بحق أهالي الشيخ جراح على مسمع ومرأى العالم، وأمام الكاميرات دون أي تحرك حقيقي لا من الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الدولي ولا منظمات حقوق الإنسان.
وطالب ذياب الجميع بالوقوف والتضامن مع أهالي الشيخ جراح، والتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية لهم، ووقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
ومساء الاثنين، اقتحمت قوات الاحتلال الحي واعتدت على الأهالي والمتضامنين معهم بوحشية باستخدام الهراوات ورش غاز الفلفل الحارق تجاههم، ما أدى لوقوع إصابات، واعتقال عددًا من الشبان بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
وتفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا حول محيط الحي، لليوم الثالث على التوالي، ونصبت السواتر الحديدية والأشرطة الحمراء عند الشارع الرئيس والشوارع الفرعية.
وأعلن عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير عن إبقاء مكتبه في حي الشيخ جراح، وسط حماية مُشددة من قوات وعناصر الاحتلال المدججة بالأسلحة، والتي هاجمت الأهالي والمتضامنين معهم، واعتدت عليهم.
وفي السياق، نفذ نشطاء من المنظمات اليسارية والداعمين لنضال أهالي الشيخ جراح، حملة لمنع تهجير عائلة سالم من بيتها في الحي.
وأوضح القائمون على الحملة في بيان "أن المتطرف بن غفير عاد من جديد الى الحي، ليحتفل بالطرد الوشيك لعائلة من ثلاثة أجيال من منزلها. وكما وقفنا أمس، سنقف كل يوم إلى جانب الشيخ جرّاح وندعم مقاومة أهاليه للقمع، وللاحتلال والعنصرية".