الضربة السورية المتوقعة توحد الفنانين: موالين ومعارضين
تفاوتت آراء الفنانين السوريين من الضربة العسكرية الغربية المرتقبة ضد النظام السوري، وتراوحت ما بين مؤيد ومعارض، كما واكبوا موضوع الضربة في تغريداتهم على تويتر وأجمعوا على وحدة سوريا بوجه أي تدخل خارجي.
نقلت مواقع سورية محسوبة على النظام أنّ الفنان رفيق سبيعي بكى متأثرًا عندما سُئل عن موقفه من الضربة العسكرية التي قد تُوجّه لسوريا، وقال: "وصلنا إلى مرحلة بتنا نُسأل فيها عن مواقفنا من الضربة".
وأضاف أنه يعتقد بأن الضربة العسكرية لن تتم بإذن الله، ورفض الإتّكال على أي طرف دولي أو إقليمي لمساعدة سوريا في ظرفها العصيب. ورأى السبيعي أن سوريا لا يساعدها إلا السوريون، على الرغم من أنها تعودت أن تساعد غيرها، فكيف إذا كانت هي المستهدفة هذه المرة؟
وأشار إلى أنّ سوريا تحررت من الإحتلال الفرنسي واستعاد السوريون القنيطرة، كما حُرّر جنوب لبنان من الإسرائيليين، لذلك اعتبر أن بلاده ستتجاوز هذه المحنة أيضًا، فالشعب السوري تعوّد على قسوة الظروف. وأكّد السبيعي أنّه لن يغادر دمشق خوفًا من الضربة الأميركية، "وما يحصل للسوريين، يحصل لي".
قالت الفنانة السورية رغدة، التي عرفت بمواقفها الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ودفاعها عنه، إن سوريا تتعرض لعدوان غربي وعربي منذ سنتين ونصف السنة، وإن التهديدات الأميركية ليست وليدة اللحظة، والجيش السوري يواجه عناصر إرهابية من كل أصقاع الأرض، تقطع الرؤوس وتأكل القلوب، بناءً على فتاوى التحريض والقتل ممن أسمتهم شيوخ الفتنة.
وأكدت رغدة في اتصال مع قناة القاهرة والناس أن ما تشهده المنطقة ليس ربيعًا عربيًا، "بل هو ربيع واشنطن وتل أبيب، ومؤامرة تتعرض لها البلاد العربية، كما هو الوضع في سوريا اليوم، لكن سوريا بتلاحم شعبها وجيشها قادرة على الصمود والرد والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة".
وأعربت رغدة عن أسفها لتغييب الشارع المصري عن حقيقة ما يحدث في سوريا، وعن انسياق الإعلام المصري وراء الصورة المشوهة عن الجيش السوري الذي يواجه إرهابيين قادمين من كافة أنحاء العالم، لكنها في نفس الوقت اعتبرت أن هذه الصورة بدأت تتراجع بعدما استفاق الشارع المصري على حقيقة الأمور في سوريا.
ودعت رغدة وسائل الإعلام المصرية إلى إيصال المشهد السوري على حقيقته، وعدم انتظار سنتين من الدماء والفوضى من أجل معرفة هوية الدولة المستعربة التي صرفت طاقات هائلة من أجل دعم الإرهاب في سوريا، في حين تدعي وبازدواجية واضحة أنها تقف مع مصر.
أضافت رغدة:" لا يمكن لأي شخص يدعي الوطنية أن يستدعي الغزو الخارجي لبلده، وأن يكون رأس حربة العدوان الغربي على بلده، فهؤلاء الطامحون إلى السلطة لن ينالوا مبتغاهم، وسيكون مصيرهم مزبلة التاريخ كما كان مصير من ساروا على طريقهم من قبل".
واعتبرت أن أعداء سوريا حاولوا اللعب على وتر الطائفية في بداية الحرب عليها، والإساءة لسمعة ودور الجيش السوري، "لكنهم خسروا الرهان، فهذا الجيش قادر اليوم على الرد على أي عدوان وبالشكل الذي يراه، كما أن الشعب السوري مصرّ على الصمود ومصمم على أن يعيش حياته الطبيعية برغم ظروف الحرب".
وقالت الفنانة السورية جمانة مراد إن جلّ اهتمامها الآن ينحصر بالأحداث السياسية والاضطرابات التي يشهدها العالم العربي.
وأضافت: "الناس تموت كل يوم، وهناك من فقد أهله وشُرد من بيته"، واصفة الوضع بأنه يصيب الجميع بالمرارة، ورأت في تصريحات متفرقة أن الوضع في سوريا بات مأساويًا، وأنها لا تفكر سوى بالمشردين، ودعت الله أن يلطف بعباده، معربة عن أملها "بأن ربنا سيحلها لأنه رحيم"، وقالت مراد إنها لا ترى حلًا للأزمة السورية في الظرف الراهن، مشددة على أنها مع وحدة سوريا التي ستعود كما كانت، "فالشعب السوري بأجمعه يحب بلده، وهناك مخطط لهدم سوريا ومصر، لكن ما هو الحل؟".
وأعلنت عن عجزها في الاجابة عن السؤال، وقالت: "لا أعرف لأنني لست سياسية، أنا مع الشعب أولًا وأخيراً، وما يهمني مصلحة الغلابى فقط، لكنني ضد من وصل بنا إلى هذه المرحلة، والذي أوصلنا إلى ذلك لا يحب سوريا، وأتمنى أن نصل إلى حل سريع".
كما دارت تغريدات بعض الفنانين السوريين على موقع تويتر حول موضوع الضربة العسكرية المرتقبة. وتساءلت الفنانة جيني إسبر في تغريدتها: "شو الفرق بين الكروز والهاون؟ تعدّدت الأسباب والموت واحد". وأضافت: "يا تراب بلادي، لاقي لحبابك، وهديهون دمعة وفا، لا تبكي عليهن، غني وغنيلن، سراجن ما عاد ينطفا، ويا أمي يا سوريا، ودمعاتك خبيا"...
وتمنّت نسرين طافش في تغريدة لها الابتعاد عن السياسة، فكتبت: "الرجاء الدعاء لسوريا، كل سوريا، والرجاء ما حدا يحكي سياسة، أحبائي سوريا بحاجة إلى دعائكم وصلواتكم من القلب أكثر من أي وقت مضى".
من جانبها قالت الفنانة قمر خلف: "بين أول رصاصة وآخر رصاصة، تغيّرت الصدور وتغيرت الأهداف وضاع الوطن".
وتمنّى رامز أسود ضرب أهداف إسرائيلية، وقال في تغريدته: "أي صاروخ أميركي يضرب سوريا، سيردّ عليه بصاروخ سوري على تل أبيب، أصبحت أتمنى أن نُقصف بعد هذا التصريح، أليس كذلك!؟".
تغريدات الفنانات اللبنانيات حول هذا الموضوع تراوحت ما بين مؤيد ومعارض، حيث قالت الفنانة نوال الزغبي: "صلاتنا ودعاؤنا للحبيبة سوريا وأهلها، الله يحميهم، كلّنا نضويلهم شموع الليلة، ونتمنّى هالأزمة تزول يا رب، وبالصلاة بس فينا نساعدهم".
أما كارول سماحة، فاعتبرت أنّ هدف الهجوم الأميركي على سوريا، ليس إلا تأمين مصالح إسرائيل في المنطقة، وإضعاف الجيوش العربية المتبقية والسيطرة على الشرق الأوسط.
(إيلاف)