لعلاج كآبة وعدوانية الاطفال: ان كبر ابنك خاويه
خلصت دراسة اجتماعية مؤخرا إلى أن الآباء الذين يعتمدون في تربية وتهذيب أطفالهم على الصوت المرتفع الذي يبلغ حد الصراخ أحيانا إنما يتسببون بذلك لأبنائهم بالكآبة، خاصة إذا كان الصراخ مصحوبا بالإهانات والشتائم، بغض النظر عن مدى الصلة الوثيقة بين أولياء الأمور وأبنائهم.
ويؤكد العلماء أن التعنيف من جانب أولياء الأمور، حتى وإن اقتصر على اللفظ، يحفز مشاعر الغضب لدى المراهقين
وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة بعد دراسة خضعت لها 976 أسرة، تحت إشراف فريق من العلماء في جامعة بيتسبيرغ الأمريكية، حيث كشفت أن أولياء الأمور تخلوا عن وسائل التربية الجسدية واصبحوا يعتمدون الوسائل اللفظية أكثر، وذلك بنسبة تقترب من 50% بين الأسر التي شملتها الدراسة.
كما أفاد العلماء، وفق الدراسة، بأن الصراخ على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما يتسبب بخلل على المستوى العاطفي، فيما يأخذ التأثير منحى آخر ويصبح الطفل المعنف الذي تجاوز 13 عاما أكثر عدوانية ويبدأ باستخدام قوته الجسدية لحل مشاكله مع أقرانه كما لا يجد حرجا في اللجوء الى السرقة.
واستمرت الدراسة سنتين بحث فيها العلماء في أساليب التربية لدى الأسر التي خضعت لها، أفاد خلالها 90% من الآباء أنهم يعنفون أبناءهم.
وينصح الخبراء أولياء الأمور بالتواصل مع أطفالهم بنفس أطول ومحاولة التعرف على مشاكلهم والإسهام في حلها عوضا عن الصراخ وكيل الشتائم لهم.
وينبغي لأولياء الأمور الأخذ بعين الاعتبار أن عدم رضاهم إزاء سلوك أبنائهم المراهقين العدائي وغير السوي في الكثير من الأحيان ليس إلا ارتداد وانعكاس لسلوكهم هم مع أبنائهم، والالتفات إلى المثل الشعبي العربي "إن كبر ابنك خاويه"، وذلك بهدف الخروج من دائرة العنف والعنف المضاد.