جريمة "نزار بنات" تعود للواجهة.. ما هي ردود الفعل وكيف علّقت فتح؟
عادت قضية اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات إلى الواجهة من جديد بعد أن سلط برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة، مساء الجمعة، الضوء على خفايا جريمة الاغتيال، حيث تضمن وثائق مسربة، ومقابلات مع شهود عيان، وحقوقيين، وأفراد من عائلة بنات.
وتضمن البرنامج معلومات يتم الإفصاح عنها لأول مرة مثل ما كشفه غسان بنات شقيق المغدور نزار، والذي قال: إن مكتب الرئيس محمود عباس عرض على العائلة- عبر وسطاء- 10 مليون دولار و30 وظيفة بعضها عليا، من أجل إغلاق ملف القضية، ولاسيما على المستوى الدولي، مؤكدا رفض العرض.
كما كشف البرنامج وثيقة مسربة عن النائب العام أكرم الخطيب أن مذكرة اعتقال نزار صدرت لشرطة الخليل، ومحاولة اعتقاله من الأمن الوقائي لم تكن وفق القانون، فيما أكد طبيب التشريح سمير أبو زعرور تعرض المغدور لـ42 ضربة في أنحاء جسده.
ردود الفعل
واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات النشطاء الذين جددوا استنكارهم لجريمة اغتيال الناشط بنات، وطالبوا بتحقيق العدالة ومحاسبة القتلة ومن أعطاهم الأوامر.
واعتبر الصحفي محمود مطر أن حلقة "ما خفي أعظم" كانت في غاية الأهمية، "إذ قدمت رؤية أكثر وضوحاً حول جريمة قتل نزار بنات مع إدانة وتعرية واضحة للجهة المسؤولة عن الحادثة".
وأبدى مطر استغرابه مما ورد فيها من محاولة الجهات الرسمية التنصل من المسؤولية وسوق تبريرات وأسباب غريبة أدت لمقتل بنات، ومنها أن نزار ضرب رأسه بالحائط عند اعتقاله وخلال نقله بالسيارة.
كما أبدى استهجانه مما كشفه البرنامج بأن "عائلة نزار تلقت عرضاً بدفع مبلغ 10 مليون دولار لهم ومنحهم 30 وظيفة من بينها وظيفتين في مراتب عليا لأبناء العائلة مقابل التنازل عن القضية وسحبها".
أما الصحفي عماد بخيت فاعتبر أن الأمور أصبحت بائنة بينونة كبرى في عملية اغتيال الشهيد نزار بنات، فالـ"السلطة قتلت نزار بدافع سياسي بحت، والواضح أن المتهمين ما هم الا كبش فداء، وهناك رأس بارز في السلطة هو من أعطاهم القرار ويتم المماطلة في المحاكمة لحمايته والتضحية بالعناصر الصغار".
وأثنى بخيت على صمود عائلة بنات لكشف الحقيقة، وقال: "الخيانة التي شاهدناها في فعل السلطة، على نقيضها تماماً ما يونس وحشتنا بفقد شخصية كأبو كفاح ما شاهدناه من عائلته التي سارت على دربه ولم تفرط بنهجه ولم تبع دمه رغم كل الاغراءات والأموال والوظائف التي عرضت عليهم.. هي نموذج يحتذى به ونفخر بهم".
وعلق الناشط جاد القدومي على البرنامج قائلًا: "محاكمة علنية.. رأينا فيها الأدلة والشواهد والشهود.. ونجح فيها "محامي" الجناة في اقناع الرأي العام أنه لا يملك في ملف القضية شيء سوى البعبعة.. الله يرحمك يا نزار بنات ويجعل مثواك الفردوس الأعلى وتبقى الكابوس اللي بلاحق كل ظالم وفاجر على هذه الأرض".
ناشط آخر قال: "وضع نزار بنات واول ثلاثة اسماء على قائمة بنك الأهداف للمطلوبين في محافظة الخليل بتهمة التهجم والتحريض، يؤكد بأن هذه المنظومة منظومة فاسدة لا تتحرك الا على ما يهدد وجود المنتفعين بها".
تعليق حركة فتح
وعلّق مفوض التعبئة والتنظيم بحركة فتح منير الجاغوب على البرنامج بقوله: "برنامج ما خفي اعظم يكشف مدى الازدواجية في التعامل مع القضايا في الساحة الفلسطينية تحديدا والخداع الذي تفرضه قناة الجزيرة في نهجها المُمارس على مشاهديها في العالم".
بدوره، وصف زيد الأيوبي، محامي عناصر الأمن المتورطين بقتل الناشط بنات، الأشخاص الذي أدلوا بشهاداتهم بالبرنامج، والذين عقلوا على جريمة الاغتيال بأنهم "مرتزقة". وقال: "ما خفي أعظم لم يأتي بشيء جديد، كان مجرد تجميع لتطبيلات المرتزقة والنتيجة صفر كالعادة".
وكانت صحيفة "دار الحياة" نقلت عن مصادر لم تسمها قولها: إن "جهوداً كبيرة بذلتها السلطة خلال الأيام القليلة الماضية من أجل عدم بث حلقة ما خفي أعظم عن الناشط بنات الذي قتل على يد قوة أمنية فلسطينية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة في 24 يونيو/ حزيران الماضي".
وأضافت المصادر أن "مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج طلب من وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للتدخل؛ من أجل الضغط على قناة الجزيرة لتأجيل بث الحلقة أو تخفيف حدتها، لكن الأخير أكد عدم تدخل المؤسسة الرسمية القطرية في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة".
ولفتت إلى أن تعليمات صدرت من قادة الأجهزة الأمنية في السلطة إلى جميع العاملين في الأطر الإعلامية الرسمية للبدء في حملة مضادة ضد قناة الجزيرة ومقدم البرنامج تامر المسحال.
واشتهر بنات على مدار السنوات الماضية بمواقفه المعارضة لسياسات السلطة والتنسيق الأمني و"الفساد" لدى مؤسساتها ومسؤوليها، ما دفع الأخيرة لتصفيته بعد مداهمتها منزلاً يعود لأحد أقربائه يوم 24 يونيو، وفق ما أكدته عائلته ومؤسسات حقوقية.
وفيما يلي عينة من أراء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: