زيادة الأسئلة المقالية لـ”التوجيهي”.. هل هي خطوة لصالح الطلبة؟
عقب أربع دورات امتحانية سيطرت فيها الأسئلة الموضوعية على الورقة الامتحانية في الامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) لأسباب تتعلق بتبعات جائحة كورونا، أعلنت وزارة التربية والتعليم مؤخرا عن رفع نسبة الأسئلة المقالية (الإنشائية) لثلاثة مباحث بنسبة تتراوح بين 40 % إلى 50 %.
وكان العام الماضي شهد تغييرات وتعديلات مقارنة بالعام 2020، على الورقة الامتحانية في مباحث الثقافة المشتركة للفروع الأكاديمية والمهنية (الرياضيات، اللغتان العربية والانجليزية)، بعودة الأسئلة المقالية (الانشائية) الى جانب الاسئلة الموضوعية (اختيار من متعدد)، خلافا للدورة الامتحانية 2020.
وقرر مجلس الامتحان العام في جلسته مؤخرا التي حدد فيها نهج الامتحان للعام الدراسي 2021/ 2022، رفع نسبة الاسئلة المقالية لمباحث (اللغة العربية واللغة الانجليزية، والرياضيات) لتتراوح ما بين 40 % الى 50 % مع الإبقاء على الأسئلة الموضوعية بنسبة 100 % لباقي الأوراق الامتحانية.
كما قرر توزيع الأسئلة في الورقة الامتحانية على مستويات القياس كالآتي: المعرفة 40 %، الفهم والتطبيق وتوظيف المعلومات 40 %، وقدرات عقلية عليا مثل التحليل والاستنتاج 20 %، فضلا عن توحيد الورقة الامتحانية لجميع الخطط الدراسية، بحيث يتقدم جميع الطلبة للامتحان وفق الطلبة النظاميين.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد كنانة قال إن الأسئلة الموضوعية (الخيار من متعدد) نمط عالمي وسائد ومعتمد في الاختبارات الدولية، وله قدرة عالية على قياس معظم المهارات، إلا أنه لا يقيس بشكل دقيق القدرة التعبيرية لدى الطلبة.
واضاف كنانة، في تصريح لـ”الغد” أمس أن مجلس الامتحان العام قرر هذه السنة رفع نسبة الاسئلة الانشائية التي يألفها الطلبة، والتي تمت العودة إليها في امتحان الثانوية العام الماضي، ادراكا منه لأهمية قياس مهارة التعبير في مبحثي اللغتين العربية والانجليزية، الذي يظهر الفروقات الفردية بين الطلبة في هذه المهارة.
وأوضح أن الأسئلة الانشائية متنوعة المهارات، عليا ووسطى ودنيا، بالاضافة لوجود مطالبات من الطلبة بزيادة الاسئلة الانشائية في امتحان الرياضيات، نظرا لإمكانية حصول الطالب على جزء من العلامة المرصودة للسؤال حتى لو لم يتمكن من الوصول لإجابة النهائية، وذلك عبر خطوات الحل، ما يعد غير موجود في الأسئلة الموضوعية التي تعتمد على اختيار رمز الإجابة الصحيحة أيا كانت الخطوات التي اتبعها الطالب في الحل.
وبين أن الوزارة قامت هذا العام برفع نسبة الاسئلة المقالية في مباحث الرياضيات واللغتين العربية والانجيلزية، والتي كانت موجودة أيضا في العام الماضي ولكن بنسبة اقل، حيث بلغت نسبتها في الدورة الامتحانية الماضية في مبحث اللغة الانجليزية (الثقافة المشتركة) والرياضيات 30 % والموضوعية 70 %، في حين شكلت في مبحث اللغة العربية (الثقافة المشتركة) 40 %، والموضوعية 60 %.
وفيما ترتفع نسبة الأسئلة المقالية إلى نحو قد يصل الى 20 % عن الدورة الامتحانية الماضية، أكد خبراء تربويون أن من شأن هذا الرفع أن يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وتحسب لصالح الطلبة.
وهذا ما قاله الخبير التربوي عايش النوايسة، معتبرا ان الرفع يمثل عودة للوضع الطبيعي الذي كان سائدا قبل جائحة كورونا.
واضاف النوايسة ان هذا النوع من الأسئلة يألفه الطلبة، حيث شهدت الدورة الامتحانية الماضية العودة له في بعض المباحث، خلافا للدورة التي سبقتها التي سيطرت فيها الاسئلة الموضوعية.
وبين أن هذا النوع من الأسئلة يصب في مصلحة الطلبة، كونه يمتاز بشمولية في تغطيته للمحتوى الذي درسه الطلبة، فضلا عن امكانية حصول الطالب على جزء من العلامة المرصودة للسؤال حتى لو لم يتمكن من الوصول لإجابة نهائية.
وأشار إلى أن الأسئلة المقالية تعد أفضل من الأسئلة الموضوعية، كونها تساعد الطلبة على تحقيق درجات تتناسب مع مستوى معرفتهم وإدراكهم.
وشاطره الرأي أستاذ اللغة العربية الدكتور سهيل عفانة، الذي قال إن رفع نسبة الأسئلة المقالية يعد خطوة صحيحة وإيجابية لصالح الطلبة.
وبين عفانة أن الطلبة سيتمكنون من اكتساب جزء من العلامات المرصودة للسؤال عبر خطوات الحل حتى إن لم يتمكنوا من الوصول الى الاجابة النهائية، على عكس الاسئلة الموضوعية التي تعتمد على اختيار رمز الاجابة الصحيحة دون النظر الى الخطوات التي اتبعها الطالب في الحل.