jo24_banner
jo24_banner

هل تحاول روسيا عزل مواطنيها عن الإنترنت؟

هل تحاول روسيا عزل مواطنيها عن الإنترنت؟
جو 24 :
بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت موسكو اتخاذ عدد من الخطوات والقرارات التي من شأنها عزل مواطنيها داخل أراضيها عن الإنترنت تدريجياً.

ومع تسارع الأحداث في أوكرانيا وشيوع حالة من الرفض والغضب والتوتر داخل روسيا بسبب قرار الحرب، اتخذت موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة من القرارات خلال الأيام الماضية، من شأنها التضييق على مشاركة أي معلومات بشأن الحرب الدائرة داخل أوكرانيا، والتي من غير المسموح لوسائل الإعلام المحلية وصفها بـ"الحرب"، وإنما يستخدمون بدلا من ذلك وصف "عملية عسكرية خاصة".


 ووقّع بوتين قراراً يُجرّم مشاركة أي معلومات أو أخبار مغلوطة ومزيفة على الإنترنت، وفقاً للمقاييس الروسية للأخبار المزيفة، ومن يخالف ذلك سيتم معاقبته بالحبس 15 عاماً.

وعلى غرار ذلك، انسحب بالفعل عدد من وسائل الإعلام من روسيا مثل بلومبرغ وبي بي سي، وسي إن إن، ويبدو أن الحكومة الروسية وجدت أنه الوقت المناسب لتوجيه ضربتها للمنصات الاجتماعية.

حجب فيسبوك
أعلنت هيئة تنظيم الإنترنت الروسية "روسكوماندزور"، الجمعة الماضي، حجبها لشبكة فيسبوك كليا داخل روسيا، معللة قرارها بأن الشبكة الاجتماعية، المملوكة لشركة "ميتا"، ارتكبت 26 مخالفة ضد وسائل الإعلام ومصادر المعلومات الروسية منذ أكتوبر 2021.

وأشارت الهيئة كذلك في قرارها، المنشور على موقعها الرسمي، إلى أن فيسبوك أقدمت على حجب الصفحات الخاصة بمجموعة من وسائل الإعلام الروسية مثل روسيا اليوم، وسبوتنك، وريا نوفوسيتي، وLenta.ru وZvezda TV.

وقالت "روسكوماندزور" إن الإجراءات التي اتخذتها فيسبوك تخالف قانون رقم 272 من القانون الفدرالي، الذي يضمن الحق في نقل المعلومات وحرية التعبير، مؤكدة أن قرارات فيسبوك تسببت في منع الروس من الوصول إلى المعلومات بسهولة عبر صفحات وسائل الإعلام المحلية على المنصة.

وكان نيك كليج، رئيس العلاقات الدولية بفيسبوك، أعلن عن محاولات روسيا لمنع الشركة من تطبيق  نظام مراجعة وتدقيق المحتوى، على ما تنشره صفحات وسائل الإعلام الروسية، مشيراً إلى أن الشركة رفضت الطلبات الروسية.


حتى الآن، لم يتضح موقف الحكومة الروسية من بقية المنتجات المملوكة لشركة "ميتا" مثل ماسنجر وواتساب وإنستجرام، وما إذا كانت ستلقى نفس مصير فيسبوك من الحجب أم لا.

تقييد تويتر
واعترفت شركة تويتر بأن خدمتها بالفعل تواجه صعوبات مع المستخدمين داخل روسيا، نتيجة التضييقات المستمرة من جانب موسكو، إلا أنها قالت في بيان رسمي إنها ستبذل قصارى جهدها للاستمرار في إتاحة خدمتها للروس بشكل آمن.


إيقاف متوقع ليوتيوب
شركة جوجل، وخدمتها يوتيوب، اصطدمت مع الحكومة الروسية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن حذفت منصة الفيديوهات القنوات الخاصة بوسائل الإعلام الروسية، والمدعومة بشكل رئيسي من موسكو، مما دفع "روسكوماندزور" للطلب بشكل مباشر من جوجل رفع الحظر عنها، وهو ما رفضته الشركة الأميركية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر على شاشة قناة "آر تي" الروسية بعد الهجوم العسكري على أوكرانيا- 27 فبرايرالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر على شاشة قناة "آر تي" الروسية بعد الهجوم العسكري على أوكرانيا- 27 
وحذفت يوتيوب آلاف القنوات والفيديوهات التي تنشر وتروج أخباراً ومعلومات مغلوطة عن مجريات الأحداث في أوكرانيا، في محاولة لتقليل انتشار الدعاية السياسية الداعمة لقرارات وتحركات بوتين في الأراضي الأوكرانية.

"عزل كامل"
ويبدو أن موسكو استعدت لمثل تلك الظروف الحالية منذ أكثر من عامين، حين أجرت الحكومة في 2019 سلسلة من الاختبارات الهادفة إلى تجربة قدرة الإنترنت المحلي لديها، على العمل خارج نطاق الشبكة العالمية، وذلك ضمن خطة تنفيذ قرار صدر في مايو الماضي وصادق عليه الرئيس الروسي.

مشروع قرار "Runet"، أي "الإنترنت الروسي"، يهدف إلى إنشاء شبكة محلية مستقلة عن الشبكة العالمية، تُدار من خلال معدات يتم تثبيتها لدى مزودي الإنترنت الروس، تُمكن الجهات المعنية من السيطرة على حركة البيانات.


وفقاً للكرملين، فإن القرار يأتي رداً على "السياسة العدائية للولايات المتحدة" في مجال الأمن السيبراني، ويهدف إلى حماية المنظمات الروسية من الهجمات الإلكترونية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دمتري بسكوف، إن المؤسسات الروسية، بما في ذلك موقع الكرملين، تتعرض بانتظام لهجمات إلكترونية مصدرها الولايات المتحدة وأوروبا.

وأعلن نائب وزير الاتصالات الروسية ألكسي سوكولوف عن إجراء اختبارات نظام "الشبكة المنعزلة" لأيام عدة، على المؤسسات الحكومية والعاملين في مجال التواصل ومزودي الإنترنت، مؤكداً أنها تمت بنجاح.

وأشار سوكولوف إلى أن التجارب "أثبتت أن المؤسسات الحكومية والعاملين في مجال التواصل قادرون على دحر المخاطر المحيطة ومواصلة العمل بشكلٍ فعال".

يذكر أن الاختبارات الأولية لمشروع "Runet" شهدت احتجاجات موسعة شارك فيها قرابة 15 ألفاً، رددوا شعارات تنادي بحرية التعبير وترفض العزلة عن العالم الخارجي.

 الشرق

تابعو الأردن 24 على google news