هل ينقذ نفط الخليج العالم؟ اوبك+ تحدد موقفها غداً..
جو 24 :
*عامر الشوبكي
* خيارات اوبك+ واجتماع غداً بزيادة 750 الف برميل يومياً بدل 400الف
* تأثير الروبل مقابل الغاز على روسيا واوروبا والشرق الاوسط
أزمة اسعار النفط المرتفعة تؤرق الحكومات، و وتربك الاقتصاد العالمي، تترافق مع مخاطر جيوسياسية وتحديات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، في وقت يتعافي فيه الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا ويزداد الطلب على الطاقة، الا ان دول الخليج فقط من تملك مفتاح الحل مع احتياطي انتاج يسد رمق عالم لا يقوى على الحركة بدون النفط والغاز.
* خيارات اوبك+
بكل وضوح ورغم الضغوط تأتي الاشارات مكررة من كبار منتجي النفط في الخليج، بأن خطة اوبك بلس مستمرة دون تغيير، الا أن اجتماع غداً مختلف، فهو يحدد انتاج النفط لشهر مايو، والخطة المقرة من قبل كافة الاعضاء في يوليو الماضي، تقضي بزيادة اساس الانتاج المرجعي بواقع 1.63 مليون برميل تتقاسمها خمس دول هي السعودية 0.5 مليون برميل وروسيا 0.5مليون برميل والامارات 0.33 مليون برميل و150 الف برميل لكل من العراق والكويت، وحسب الخطة يتم توزيع الانتاج المتبقي على خمسة أشهر من مايو الى نهاية سبتمبر 2022، وهذا يعني زيادة الانتاج اعتباراً من مايو بواقع 750 الف برميل يوميا، بدل 400 الف المعتادة.
وتبقى التحديات في اغلاقات الصين المؤقتة، وفي فقدان كزخستان خُمس انتاجها ، وفي عودة النفط الايراني الوشيكة للاسواق، والاهم العقوبات التي قد تمحو 3ملايين برميل من انتاج روسيا مع بداية ابريل، وهذا يتتطلب خطط طوارئ في انتظار عقوبات شاملة على الطاقة الروسية تدرسها اوروبا بشكل جدي ستعقد المشهد بشكل اكبر امام اوبك بلس.
* تأثير الروبل مقابل الغاز على روسيا واوروبا وعلى الشرق الاوسط.
غدا ستبدأ روسيا تنفيذ تعليمات بوتين، بيع الغاز فقط بالعملة المحلية الروبل الروسي ويشمل الاتحاد الاوروبي و 21 دولة اخرى تعتبرها روسيا دول غير صديقة، والخيارات خطيرة امام اوروبا ، وقبول الشرط يعني توفير قرابة 13 مليار روبل يومياً، تعادل قيمة مشتريات اوروبا اليومية من الغاز الروسي، ومن الصعوبة توفير هذه الروبلات الا من المركزي الروسي الذي تقع عليه عقوبات اوروبية وامريكية، مما قد يدفع باتجاه الخيار الآخر وهو انهاء عقود شراء الغاز بين الشركات الاوروبية و غازبروم الروسية قبل استحقاقها بدافع الاخلال بشروط التعاقد، وقد يرتب هذا غرامات على الشركة الروسية، واخراجها من دائرة الموثوقية، وسيسرع في فرض عقوبات اوروبية شاملة على النفط والغاز الروسي، مما يجعل الرهان ينقلب ضد المصالح الروسية، في 121 مليار دولار مبيعات غاز ونفط، كانت تورد للموازنة الروسية من الاتحاد الاوروبي وحده وتشكل ربع الايرادات السنوية الروسية، من جهة اخرى سترتفع فاتورة الطاقة واسعار الغاز في اوروبا، ويضع دول الاتحاد الاوروبي في خطر ركود اقتصادي وفقدان مئات الآلاف من الوظائف، وكذلك سترتفع اسعار النفط والفحم العالمية، لاستخدامهما كبديل للغاز الروسي، مما يعظم الاثر ليشمل العالم، وسيكون اخطر على الدول الفقيرة المستوردة للطاقة، ويضاعف الخطر من ناحية اخرى فاتورة الغذاء الغير مسبوقة، مما ينبئ بثورات شعبية ستحدث لا محال خاصة في الشرق الاوسط وبعض دوله التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي، و مع تداعيات ستطول لأعوام حتى لو توقفت هذه الحرب المجنونة.
** الكاتب باحث اقتصادي متخصص في شؤون الطاقة..