كريستيانو رونالدو.. من تناول بقايا الطعام إلى قائمة الأثرياء
جو 24 :
يتقاضى نجوم كرة القدم رواتب ضخمة تضعهم في فئة أصحاب الملايين وربما المليارات، رغم أنهم في بداية حياتهم كانوا على النقيض تماما.
البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد، هو أحد أبرز اللاعبين الذين عاشوا أياما صعبة في بداية حياتهم، قبل أن تتبدل أحوالهم بسبب "الساحرة المستديرة".
مستنقع الفقر
وُلد كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو في مدينة فونشال بجزيرة ماديرا البرتغالية، وهو رابع وأصغر أبناء خوسيه دينيس أفيرو وماريا دولوريس، ولديه شقيق وشقيقتان أكبر منه، تشارك معهم جميعا الغرفة في طفولته.
نجوم وضحايا.. كريستيانو رونالدو عاشق الأحمر والأبيض
رونالدو عرف الفقر قبل حتى أن تبدأ حياته، حيث حاولت والدته إجهاضه لضيق ذات اليد، لكن الأطباء نصحوها ألا تفعل خوفا على حياتها.
تقول والدة رونالدو عن هذا الأمر في الكتاب الذي تناول سيرتها الذاتية: "قال لي انظري إليّ الآن يا أمي، لقد أردت إجهاضي والآن أنا الشخص الذي يتكفل بالعائلة".
والدة رونالدو كانت تعمل طاهية، فيما عمل والده كبستاني وعامل غرفة ملابس في نادي أندورينيا المحلي، الذي انضم له كريستيانو في سن مبكرة عام 1992.
ازداد وضع الأسرة سوءا بعد وفاة الأب، الذي كان مدمنا للكحول، وحين بلغ رونالدو عامه الـ14 عمل على إقناع والدته بالتركيز في كرة القدم وترك الدراسة، فهو لم يكن طالبا مجتهدا على أي حال.
في عام 2019 كشف رونالدو أن 3 عاملات في أحد مطاعم البرجر الشهيرة كانوا يقدمون له بقايا الطعام حين كان ناشئا، وقدم لهم الدعوة لتناول العشاء معه في منزله، بعدما بات أحد أثرياء العالم، ويُعامل كبطل خارق في وطنه.
وقالت باولاو ليكا، واحدة من العاملات: "اعتدنا ظهور هؤلاء اللاعبين اليافعين، وأحدهم كان كريستيانو رونالدو الذي ربما كان الأكثر خجلا بينهم، ما زلت أضحك على كل هذا الآن، أخبرت ابني عن ذلك، لكنه اعتقد أنها كذبة لأنه لم يستطع تخيل والدته تعطي رونالدو بقايا الطعام".
وأضافت: "كان زوجي يعرف ذلك بالفعل لأنه في بعض الأحيان كان يذهب لاصطحابي من العمل ليلا ورآه أيضا، كريستيانو يظهر تواضعه بالحديث عن هذا الأمر، على الأقل الآن يعرف الناس أنني لم أكن أكذب".
طريق غير ممهد
صحيح أن حياة كريستيانو تبدلت تماما بسبب كرة القدم، لكن طريقه للنجاح في اللعبة لم يكن مفروشا بالورود، ففي الواقع معاناته في بداية مسيرته لم تقل صعوبة عن معاناته مع الفقر والعوز.
في عام 1995 انتقل رونالدو من أندورينيا إلى ناسيونال ماديرا مقابل 20 كرة وبعض ملابس التدريب واللعب، وبعد عامين انضم إلى أكاديمية سبورتنج لشبونة، بعدما جذب انتباه كشافي العملاق البرتغالي.
لكن بعد فترة قصيرة من انضمامه إلى أكاديمية سبورتنج اكتشف الأطباء معاناة رونالدو من عدم انتظام دقات القلب، وهي حالة كانت ستجبره على التوقف عن لعب كرة القدم.
خضع رونالدو لعملية جراحية معقدة في القلب باستخدام الليزر لتغيير معدل ضربات قلبه، وعاد للتدريبات بعد أيام من خروجه من المستشفى.
حين وصل رونالدو سن 16 عاما، تم تصعيده من فريق الشباب إلى الفريق الأول بناء على طلب المدير الفني لازلو بولوني الذي أعجب بطريقة لعبه، ليصبح أول لاعب يلعب لفرق تحت 16 وتحت 17 وتحت 18 عاما والفريق الرديف والفريق الأول في نفس الموسم.
بداية مشوار المجد
بعد تألقه مع سبورتنج لشبونة، تحرك مانشستر يونايتد الإنجليزي للتعاقد مع رونالدو في صيف 2003 مقابل 19 مليون يورو، ومن هنا انطلق كريستيانو نحو المجد.
بات السير أليكس فيرجسون، مدرب مانشستر يونايتد التاريخي (1986-2013) بمثابة الأب الروحي لرونالدو، حيث يقول عنه النجم البرتغالي: "لقد كان والدي في كرة القدم، وهو أحد أهم عوامل نجاحي وصاحب التأثير الأكبر في مسيرتي".
رونالدو طلب ارتداء القميص رقم 28، رقمه في سبورتنج، إلا أنه حصل على القميص الأيقوني رقم 7، الذي كان يرتديه نجوم كبار مثل جورج بست وإريك كانتونا وديفيد بيكهام، ومنذ ذلك الحين ارتبط كريستيانو بهذا الرقم، وبات ارتداء الرقم 7 خلفه إرث كبير يفشل الكثير من اللاعبين تحمله.
خاض رونالدو في فترته الأولى مع رونالدو 292 مباراة سجل خلالها 118 هدفا، وحقق 9 ألقاب مع الفريق، فضلا عن بجائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم والحذاء الذهبي في عام 2008.
بعد 6 مواسم مع يونايتد انتقل رونالدو إلى ريال مدريد في صفقة قياسية حينها بلغت قيمتها 94 مليون يورو، ومع الفريق الملكي وصل إلى قمة نضوجه الكروي وأصبح أحد الأساطير الخالدة في تاريخ الكرة.
قضى كريستيانو 9 مواسم مع ريال مدريد قبل رحيله إلى يوفنتوس في 2018، خاض خلالها 438 مباراة وسجل 450 هدفا أصبح بها الهداف التاريخي للميرينجي، وحقق 15 لقبا مع الفريق، بجانب 4 كرات ذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم مرتين والحذاء الذهبي 3 مرات.
وعلى المستوى الدولي قاد رونالدو منتخب البرتغال لتحقيق اللقب الأول في تاريخه، بالفوز ببطولة يورو 2016، كما قاده أيضا للفوز بلقب النسخة الأولى من بطولة دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
اللاعب المليونير
بجانب الرواتب والمكافآت الضخمة التي اعتاد رونالدو أن يحصل عليها من يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، فإن مكانته كلاعب كرة فتحت له أبوابا يحصل منها على مبالغ طائلة، ويتجاوز صافي ثروته حاليا 500 مليون يورو.
رونالدو يرتبط بعقود رعاية مع العديد من الشركات والعلامات التجارية الكبيرة أبرزها "Herbalife" لمواد للأغذية الصحية، و"Armani" للأزياء، و"Clear Shampoo" لمنتجات العناية بالشعر، التي تدر عليه حوالي 39 مليون يورو سنويا بحسب ما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كذلك يعد رونالدو أحد أبرز الرياضيين المتعاقدين مع شركة "Nike" للملابس والأحذية الرياضية، وهو مرتبط معها بعقد طويل الأجل يدر عليه 17 مليون يورو سنويا.
ويجني كريستيانو أرباحا متغيرة كل عام بفضل منشوراته الدعائية عبر حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "أنستقرام".
وفي فبراير/شباط 2021 كان رونالدو أول شخص في العالم يصل إلى 500 مليون متابع عبر منصات فيسبوك، وتويتر، وأنستقرام.
وبجانب صفقات الرعاية مع العلامات التجارية، فإن رونالدو يملك العديد من المشاريع الناجحة في عدة مجالات مثل الأزياء والعطور والملابس الداخلية، وجميعها تحمل علامته المميزة "CR7"، كما افتتح سلسلة فنادق في عدة مدن حول العالم.
ويملك كريستيانو قصورا فاخرة في أكثر من دولة، بجانب أسطول سيارات تتجاوز قيمته 20 مليون يورو.