"اسرائيل" تضغط لضربة عسكرية ضد سورية

جو 24 : تدفع إسرائيل باتجاه توجيه ضربة عسكرية أميركية للنظام السوري، لكن الأولوية بالنسبة لها هي استعادة الولايات المتحدة لهيبتها التي فقدتها بسبب حربها على العراق وتشوش سياستها خلال الربيع العربي. الإسرائيليون يؤيدون توجيه ضربة أميركية على سوريا، لكن الأولوية المطلقة بالنسبة لتل أبيب اليوم هي الحفاظ على مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة من أجل ردع إيران. في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس باراك أوباما من أجل توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، فإن الشاغل الرئيسي في إسرائيل هو ليس إمكانية الانتقام إذا ما تدخلت الولايات المتحدة، بل ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على استعادة بعض من المصداقية التي فقدتها على مدى العقد الماضي في الشرق الأوسط بسبب حربها المثيرة للجدل في العراق وسياستها المشوشة إلى حد ما خلال الانتفاضات العربية. واعتبرت صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور" أن استعادة مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعتبر رادعاً حاسماً لطموحات إيران النووية بالنسبة لإسرائيل. "أعتقد أن الضغط الوحيد الذي قد تمارسه اسرائيل على الأميركيين سيكون متعلقاً بالشأن الايراني" يقول افرايم انبار مدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان، مضيفاً: "الطريقة الوحيدة أمام أميركا لاستعادة مصداقيتها في الشرق الأوسط هي بالعمل ضد إيران". لكن بعض المراقبين يعتبرون أن حتى الضربة المحدودة على سوريا قد تساعد على تعزيز مصداقية الولايات المتحدة، فمن منظور أوسع "من المهم لاسرائيل أن تعيد الولايات المتحدة نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط و تحسن مصداقيتها وقوة الردع الخاصة بها في المنطقة"، وفقاً لدراسة أعدها الجنرال السابق في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يادلين وأفنير غولوف تحدد مصالح اسرائيل التي قد تكتسبها من الغارة الأميركية على سوريا. ومن المؤكد أن إسرائيل لا تضع العراقيل في طريق توجيه ضربة أميركية، فهناك دعم قوي من الرأي العام الإسرائيلي لهذه الخطوة. ووجد استطلاع رأي الاسبوع الماضي أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون مثل هذه الضربة، على الرغم من أن النسبة المئوية ذاتها من أفراد العينة أفادت أنه من المرجح أن تجر هذه الخطوة إسرائيل إلى حرب جديدة. وتتوقع إسرائيل من النظام السوري الرد على أي هجوم أميريي مع القليل من ضبط النفس، نظراً لحقيقة أن الانتقام القوي من المرجح أن يثير رد فعل مدمر من إسرائيل. "أعتقد أن بشار الأسد سيرد بطريقة ما" قال اللواء غادي شمني، الذي تقاعد مؤخراً من منصب الملحق العسكري في واشنطن، مضيفاً: "لكن اعتقد انه يفهم أن مهاجمة إسرائيل قد تكون لها عواقب خطيرة جداً بالنسبة لقدرة نظامه على االاستمرار ". ايلاف