اقتصاديون: استمرار الحكومة بالنهج الحالي سيجرّ الاردن الى ازمة اقتصادية وخيمة
جو 24 :
مالك عبيدات - أكد اقتصاديون أن استمرار الحكومة بالنهج الحالي القائم على التوسع بالانفاق وزيادة المديونية سيجرّ الأردن إلى أزمة اقتصادية عواقبها وخيمة.
وحذّر الخبراء من أن تؤدي السياسة الحالية بالاقتراض والانفاق إلى زيادة حالة الانكماش، نظرا لكون الحكومات المتعاقبة استنفدت كلّ ما لديها من وسائل مساندة، وأوصلت المديونية إلى أقصى حدّ.
وقال الخبراء إن الأردن وصل إلى مرحلة خطيرة من الانكماش الاقتصادي والدين العام في ظلّ عدم وجود نموّ اقتصادي وارتفاع نسب البطالة واستنزاف مقدرات الضمان الاجتماعي.
البشير: النهج الحكومي جعل الاقتصاد الأردني ضعيفا
وقال الخبير والمحلل الاقتصادي، محمد البشير، إن الحكومة تجاوزت قانون الدين العام وأصبحت القروض تُخصص لأجل النفقات وليس الاستثمار في مشاريع استراتيجية تساعد في تدعيم هيكل الاقتصاد الوطني.
وأضاف البشير لـ الاردن24 أن النهج الحكومي جعل من الاقتصاد الاردني ضعيفا، والمشكلة الحقيقية بالتوسع بالانفاق دون رفع الناتج المحلي الاجمالي، ولا يمكن معالجة هذه القضية دون معالجة جذور المشكلة والتي تتمثل في فرض ضريبة المبيعات بشكل أثر على القوة الشرائية للمستهلك.
وبيّن البشير أن جمود الموازنة والمتمثل بوجود 65% من النفقات كرواتب و15% خدمة دين، وتخصيص ما يبقى للنفقات العامة والمشتريات الحكومية والنفقات الرأسمالية، ولذلك نجد أن الحكومة تقوم بالاقتراض لاجل سد عجز الموازنة بسبب وجود فساد اداري ومالي وعدم ضبط مباشر للنفقات.
ولفت البشير إلى أن مديونية الشركات والأفراد وصلت أيضا مستويات قياسية، حيث بلغت 30 مليار دينار، وهذه من أعلى النسب العالمية، ما يؤدي إلى تكبيل الافراد والشركات معا.
زوانة: الاردن وصل مرحلة خطيرة من الدين العام
من جانبه، قال الخبير والمحلل الاقتصادي زيان زوانة إن الأردن وصل مرحلة خطيرة من الدين العام، ولدينا اقتصاد ضعيف منذ 15 عاما في ظلّ عدم ارتفاع نسبة النمو عن 2,2% وانهاك الخزينة والمصادر المساندة لها مثل الضمان الاجتماعي الذي قام بضخ 2 مليار أثناء جائحة كورونا، ومؤخرا ارتفاع سعر الفائدة وارتفاع أسعار المواد الاولية للصناعة والغذاء وغيرها.
وأضاف زوانة لـ الاردن24 أن المرحلة الحالية من الاقتصاد العالمي بمنتهى الصعوبة وسينعكس أثرها على الدول ضعيفة المديونية ومنها الأردن، مشيرا إلى أن هذه الآثار خطيرة، سيما وأن معظم الدول أصبح اقتصادها شبه منهار، وخلال الاسابيع الاخيرة شهد العالم اضطرابات في بعض الدول، وبالتالي لا بدّ من حلول حصيفة تتعامل مع واقع الأزمة.
ولفت زوانة إلى أهمية أن تحدّ الحكومة من الاستدانة خلال المرحلة الحالية، نظرا لكون المديونية وصلت أقصى حدّ ممكن وأصبحت الحكومة تدفع مليار و600 مليون خدمة للدين، وهذا يؤدي لمزيد من الضعف، سيما وأن الاقتراض اصبح لاجل الانفاق وليس الاستثمار ومعالجة قضايا الفقر والبطالة.