مفاجأة من العيار الثقيل.. عودة علي حاتم السليمان إلى بغداد تشعل الجدل في العراق
جو 24 :
فجّر أمير قبائل الدليم في العراق الشيخ علي حاتم السليمان قنبلة من العيار الثقيل، عندما أعلن عن عودته إلى بغداد بعد غياب دام 8 سنوات، بعد اتهامه بالإرهاب عقب صراعات مع حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وصلت إلى الصدام المسلح، في تطور أثار ردود فعل متباينة في الشارع العراقي.
وقال السليمان عبر حسابه على تويتر "بعدما عانت الأنبار من مشاريع التطرف والإرهاب وتحولت إلى مرحلة الهيمنة والدكتاتورية وتكميم الأفواه والفساد، نعلنها من بغداد أن هذه الأفعال ستواجه بردة فعل لن يتوقعها أصحاب مشاريع التطبيع والتقسيم ومن سرق حقوق المكون، وعلى من يدعي الزعامة أن يفهم هذه هي الفرصة الأخيرة".
وتحدثت تقارير عن أن المالكي استضاف السليمان في بيته ببغداد على وجبة السحور، لكن المكتب الصحفي للمالكي نفى ذلك.
ما الهدف؟
واعتبر مراقبون ومتخصصون في الشأن العراقي أن عودة السليمان إلى المشهد السياسي مجددا محاولة لضرب تحالف السيادة (السني)، الذي يضم كتلتي "تقدم" بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي و"عزم" بزعامة خميس الخنجر، ولعزل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، مؤكدين أن السليمان عاد بالاتفاق مع الإطار التنسيقي الذي يضم معظم القوى الشيعية البارزة -ما عدا التيار الصدري- وبضيافة قياداته.
ورحب عضو مجلس النواب عن تحالف السيادة مشعان الجبوري بعودة الشيخ السليمان، وأعرب عن قناعته بأنه كان مطاردًا أو مطلوبًا في قضايا كيدية اخترعتها الدولة العميقة صاحبة النفوذ في بعض أجهزة الدولة. وأضاف الجبوري عبر حسابه على تويتر "أما عودته وانتهاء القضايا ضده فهي من خصوم تحالف السيادة ويهدفون لإثارة المشاكل في الأنبار ولكني أعتقد أنهم لن ينجحوا لحكمة الفرقاء وتعقلهم".
وقال الكاتب والأكاديمي مصطفى علاء، عبر حسابه على تويتر، "عودة علي حاتم السليمان إلى المشهد الاجتماعي في الأنبار ستخلق عامل منافسة يطوّق رمزية الحلبوسي وأداة قوة تعيق استحواذه على المكون وزعامته"، مشيرا إلى أن عودة سليمان تؤدي إلى "توفير دعم للأصوات المعارضة لحزب تقدم في الأنبار بمكانته الاجتماعية التي لا يمكن تحجيمها في محافظة ذات هوية عشائرية"، متسائلا "هل عودته صدفة أم تكتيك شاطر؟".
تباين الآراء
وتباينت ردود فعل العراقيين على منصات التواصل الاجتماعي بشأن عودة السليمان إلى بغداد، على الرغم من كل التهم التي كانت موجهة إليه، ومهاجمته بشكل صريح قيادة تحالف السيادة.
وقال الباحث في الشأن السياسي مجاهد الطائي، عبر حسابه على تويتر، "قوى الإطار التنسيقي كانت تحذر من الانقسام الشيعي من أن يتحول إلى صراع شيعي، لكنها رسخت للانقسام الكردي عبر إيجاد تفاهمات مع الوطني الكردستاني ضد الديمقراطي الكردستاني. كما بدأت بإعادة بعض الشخصيات التي اتهمتها بالإرهاب والنزاهة من أجل إيجاد حالة انقسام سني".
وعلق عضو التيار الصدري عصام حسين، عبر حسابه على تويتر، قائلا "علي حاتم السليمان يدخل بغداد بحماية الإطار التنسيقي ويعلن الحرب على الأنبار، وبعد أن يسيطر عليها يعلن الحرب على بغداد، وبعد أن يسيطر على بغداد يعلن الحرب على المنافذ الحدودية، وبعد أن يسيطر على المنافذ الحدودية تنزل الأسعار".
وكتب الباحث في الشأن السياسي بسام القزويني، على حسابه في تويتر، "كأن خبر عودة علي حاتم السليمان إلى بغداد أجهض النظام السياسي واهتزت بسببه الديمقراطية في العراق، في حين أن (المنطقة) الخضراء تحديدا مكتظة بالمدانين وليس المتهمين فقط".
وتساءل الكاتب الصحفي جاسم الشمري، عبر حسابه على تويتر، "لماذا طاردتم علي حاتم وهجرتموه هو وأهله وكل من له علاقة به والآلاف من المواطنين؟"، وأضاف "أن علي حاتم كان من (الإرهابيين) فالإرهاب جريمة لا تسقط بالتقادم، وإن ظلمتم الرجل ومن كان على شاكلته فالخلل في الظالم ويجب أن يقدم للعدالة".
وبرز اسم أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان في احتجاجات المحافظات السنية في العراق والتي استمرت منذ عام 2013 حتى اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية لتلك المحافظات عام 2014، وكان سليمان من أبرز قيادات ساحة التظاهر في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، ومن أشد المناوئين لحكومة نوري المالكي والنظام السياسي في البلاد.
(الجزيرة)