2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

قرار الحرب على سوريا متسرع والحل سياسي لا عسكري

قرار الحرب على سوريا متسرع والحل سياسي لا عسكري
جو 24 : وسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأميركية مهمتها في القضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ردًا على استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في ريف دمشق، ما زالت إدارة الرئيس باراك آوباما مصرة على ضرب سوريا، بانتظار قرار الكونغرس الأميركي. لكن محاولات الرئيس الحثيثة مستمرة لإقناعه بضرورة شن الضربة لمعاقبة النظام على التهمة الموجهة إليه، معربًا في الوقت ذاته عن ثقته في الحصول على الموافقة من الكونغرس بالرغم من كل التحديات، في ظل حملة تقوم بها إدارته لإقناع ممثلي الشعب الأميركي بذلك، مشيرا إلى أن لديه خططًا أوسع لمساعدة المعارضة السورية المسلحة للإنتصار على القوات الحكومية. وأكد أوباما في خطابه أمس الأربعاء للشعب الأميركي إنه طلب من الكونغرس تأجيل التصويت على الضربة العسكرية للنظام السوري، وأعطى الأمر للجيش كي يبقى مستعدا لإبقاء الضغط على الأسد.

قرار الحرب فاقد للشرعية
لا يعتقد الدكتور كلوفيس مقصود، المندوب السابق للجامعة العربية في الأمم المتحدة وأستاذ القانون الدولي في واشنطن، بأن ضرب سوريا هو الخيار الوحيد والأمثل، لأنه فاقد للشرعية، ولا بد من تفويض من مجلس الأمن الدولي ليستكمل شرعيته. واعتبر أن الوسائل الدبلوماسية الممكنة للخروج من الأزمة لم تستنفذ بعد، فليس هناك قرار حرب، لكن هناك ما يسمى حق العقاب لخرق اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. قال: "لا يوجد قرار حرب، لكن أوباما يستطيع التفرد بقرار الحرب، مع أن ذلك سيساهم في تأزيم الحالة الدولية، لذلك فالأيام القادمة ستكون حاسمة". وأقر مقصود في الوقت نفسه بعدم وجود مؤشرات على حتمية الحرب خلال الأيام القادمة، "فإدارة أوباما لديها الوقت لممارسة المزيد من الضغوط على الكونغرس للحصول على الموافقة، التي يبدو أنها غير محتملة حتى الأن، ما يعطي فرصة للجهود المبذولة من قبل الأخضر الإبراهيمي وبان كي مون لحرف الأنظار عن العمل العسكري، من خلال عقد مؤتمر جنيف-2 لتنفيس الإحتقان، ومحاولة إنهاء الحرب الأهلية، والدخول في المرحلة آلإنتقاليه، ثم وقف إطلاق النار".
أضاف: "لا بد من إلتقاء الفرقاء على طاولة التفاوض للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية"، محذرًا من مغبة فشل الجهود الدبلوماسية والسياسية، والإلتجاء للعمل العسكري، لأنه سيضر بسوريا والمنطقة العربية برمتها، كما يشكل خطرًا على القضية الفلسطينية.

القرار متأخر ولكن!
يرى الناشط السياسي حسان المالح بأن قرار الحرب متأخر جدًا ولا بديل عنه، لأن أعداد القتلى تتزايد يوميًا، في ظل ضعف الجامعه العربية، وعجز المجتمع الدولي عن إداء دورهما، في الوقت الذي اهتزت فيه صورة أميركا أمام العالم راعية حقوق الإنسان. وقال: "لا أظننا بحاجة للتأني والتفكير، فنحن لا نطلب إلا الحرية التي قاتل من أجلها الأميركيون أنفسهم في العام ١٧٧٦". وأكد المالح أن الضربة ستحقق ٨٠ بالمئة من أهدافها، "والباقي سيحققه الجيش الحر، فالنظام انهار معنويًا، ولم يبق منه إلا قليل من عناصر حزب الله والشبيحة ومقتدى الصدر والحرس الثوري الإيراني". كما لا يرى المالح أن ثمة بديل جاهز للنظام، لكنه يتوقع وصول شخصية دينية لسدة الحكم، ذلك أن الثورة أخذت طابعًا إسلاميًا، وذلك بعد تشكيل حكومة مؤقتة واستقرار الوضع في البلاد. غير أن المالح، الصحفي والمحلل السياسي، يعارض التدخل الغربي في الشأن السوري عن طريق توجيه ضربة لسوريا، "لما سيترتب عليها من نتائج سلبية على المدى الطويل، تسهم في تدمير البنية التحتية السورية والجيش السوري أكثر مما تدمر النظام". وقال: "ضربة عسكرية لسوريا لن تكون ذا فائدة، ولن تجلب غير الدمار على الشعب السوري الحالم بالحرية، الذي قد لا يرى ضوء الحرية بل الدمار، والدليل تجربة العراق الفاشلة".

الحل سياسي
الحل الوحيد، بحسب المالح، هو أن تلعب الولايات المتحدة دورها في الضغط على الأطراف المتصارعة المعارضة من جهة والنظام من الجهة الأخرى، لجلبهم لطاولة الحوار والتفاوض، فالحل السياسي لم يعط الفرصة الكافية حتى الأن، كما أن روسيا تستطيع أن تلعب دورًا بارزًا بالضغط على الأسد لوقف نزيف شلال الدم. وأشار إلى أن آلة القتل والدمار لم تتوقف منذ اندلاع الثورة، وتساءل: "ما الفرق بين من يقتل بالأسلحة الكيميائية أو من يقتل بالصواريخ والمدافع، لذلك هناك دومًا سؤال يسأل لماذا يكون قرار الحرب الأن؟".
أضاف: "الحرب على سوريا قد تسهم في هدم البنية التحية للبلد بعد معاناة ثلاثة أعوام من الحرب، وسيعمل على القضاء على الجيش، ونحن نحتاج أن يبقى الجيش السوري قويًا لا أن يتم تصفيته، لأنه الدرع الوحيد لحماية البلاد من أعداء الخارج، وبالقضاء على الجيش تتحول البلاد إلى عصابات وميليشيات لحماية الناس، ما يساهم في زيادة منسوب الطائفية، وقد نكون مقبلين على تقسيم طائفي، لذلك ندعم الحل السياسي، ثم نقرر الخطوات القادمة، فقد جربنا عامين من القتال ولم نحصل على شئ، فلنجرب السياسة".
(ايلاف)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير