«زوزو».. الحرب لا تترك الذاكرة

جو 24 : الطفل عندما يكون هو الشاهد على الحرب وعلى الموت وعلى الدمار، يتخيل للبعض أن لعبة قد تلهيه أو تنسيه ما كان يحدث أمامه، لكن الحقيقة أن ذاكرتهم الطرية لا تتوقف مع توقف الحرب، فالأثر النفسي لا ينتهي مع هؤلاء الأطفال ما عاشوا ولن تتوقف لا سلباً ولا إيجاباً في حياتهم، والتاريخ شاهد على ذلك، في روايات على لسان أطفال الحروب، فمن ينسى الطفلة الفلسطينية التي كانت حانقة على الحرب الأخيرة على غزة لأنها هدمت بيتها وتسببت في إضاعة «سوارها وحلقها»، ومن ينسى المشهد الذي تناولته وسائل الإعلام، أخيراً، حول الشقيقتين اللتين تهددان الجنود «الإسرائيليين» بفضحهم عبر وسائل الإعلام لأنهم اعتقلوا أمهما أمامهما، ومن سينسى الروايات الأكثر قرباً لأيامنا لأطفال سوريين كثر، بدأت مع خلو مقاعد الدراسة من زملاء راحوا ضحية القصف، الذي أودى بحياتهم ولم تنته في فيديو نشر على «يوتيوب»، أخيراً، لطفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها، وهي تحلل الوضع السوري لتنهي التحليل «إذا وقعنا ما عاد فينا نقوم».
مع كل تلك المشاهد الحقيقية، لم يكن مصادفة ربما أن تقدم شركة «اتصالات» في الدولة ضمن عروض أفلامها المنزلية فيلم «زوزو» للمخرج السويدي من أصل لبناني جوزيف فارس، والذي أنتج في عام 2005، من بطولة الطفل عماد كريدي، كارمن لبس، وإلياس غيرجي. هو فيلم ليس عن الحرب اللبنانية الأهلية، بقدر ما هو محاولة اقتراب من مشاعر من عايش الحرب من خلال الطفل (زوزو) الذي يحمل عنوان الفيلم.
من الممكن أن تكون البداية الحقيقية للفيلم غير منوطة بمشاهد الفيلم الأولية التي تقترب من عائلة لبنانية تعيش في بيروت الشرقية، تتعرض لسؤال يومي من قبل (زوزو) أصغر أفرادها «طلعت الفيزا للسويد؟»، فالحبكة ظهرت بالفعل بعد أن أيقظت الأم ابنها (زوزو) لتقول له «سنذهب الى السويد اليوم»، هذا المشهد هو بداية تكوين الذاكرة تجاه الحرب في عقل (زوزو) الصغير، ففي الوقت الذي ذهب لشراء الماء قبل السفر ينفجر منزله ويفقد جميع عائلته باستثناء أخيه الذي يحاول تغطية عيون شقيقه الصغير بألا يشاهد منظر موت عائلته دون جدوى، واقترابه من جثة والده لأخذ حقيبة جوازات السفر وأذونات الدخول الى السويد التي يعيش فيها الجد والجدة.
وللعودة الى تفاصيل الفيلم من بدايته، والتي تدور في عام 1987 في ذروة الحرب اللبنانية الأهلية، يسلط المخرج كاميرته على الطفل (زوزو) أينما ذهب، في مدرسته، مع أصدقائه، وسط عائلته، في الشارع وحتى الملجأ، لا يخلو مشهد تقريباً من وجوده، هو الطفل العادي في أحلامه وشقاوته، ومشاجرته المفتعلة مع صديق يحب شقيقة صديق ثالث، هو الذي لا تهمه الأخبار التي يتسمر جميع أفراد عائلته أمامها، لأنها تلهيهم عنه وعن موهبته في صنع تماثيل من خشب، هو السائل دوماً عن السويد ومتى الذهاب اليها، فقد سئم مناظر البنايات المهدمة، حسب ما قاله لأصدقائه، واصفاً جمال السويد من صور أرسلها الجد والجدة، هو طفل حقيقي قادرعلى حماية صوص وبناء حوار خيالي معه، ولهذا الصوص حكاية أخرى.
الانفجار الذي أودى بحياة عائلته وفرق بينه وبين شقيقه الذي لم يعلم المشاهد هل مات أو مازال حياً، لكن أحداث فوضى الحرب تحسن الموضوع لصالح الموت، يظل (زوزو) الذي خبأه شقيقه في حاوية قمامه، مع صديقه «الصوص» الذي يتحاور معه ويشجعه على الذهاب إلى السويد، ما دام جوازالسفر معها وتأشيرة الدخول، خصوصاً أن الحلم الذي زاره كان عبارة عن ضوء كالشمس فيه صوت أمه تقول له «اذهب الى السويد لا تخاف أنا معك»، هذا الضوء يزوره مرة ثانية في السويد في أولى عقبات اندماجه في المجتمع الجديد كلياً عليه، ثقافياً واجتماعياً، وحتى من ناحية الشكل.
تبدأ الخطوات الأولى لـ(زوزو) لوحده في مكان مملوء برائحة الموت، هو و«صوصه» الصغير رفيق دربه، ومشجعه في تعدي الصعاب، يجوع، يقف أمام مخبز يطلب «منقوشة»، لكنه لا يحمل النقود، فيصرخ في وجهه البائع، لتتدخل ابنة صاحب المخبز، وتأمره بإعطاء «المنقوشة» لـ(زوزو)، هذه الطفلة الصغيرة التي ستكمل حلماً في رأس زوزو في السويد هي ببساطة العودة إلى الأصل إلى الوطن مهما ابتعدنا عنه، يعيش معها أجمل اللحظات الطفولية بين الأشجار والعصافير، إلى ان تقرر أن تسافر معه بقرار طفولي وكأن المطار والقوانين ستفرش لهما الورد، يهربان معاً، إلى أن يقبض عليهما أمن المطار التابع للميليشيات، فيظهروالد الطفلة الذي يهم بضربها، لتظهر معه أولى ردات تأثير الحرب على نفسية (زوزو) بأن يهجم عليه ويضربه بكل ما أوتي من قهر وظلم وعذاب وفقدان.
بعد مساعدة ضابط في المطار لـ(زوزو) في السفر وإجراءات المغادرة، خصوصاً انه يحمل جميع جوازات سفر عائلته، الأمر الذي يثير الاستغراب فيتم تحويله إلى التحقيق، كل هذا يتعرض له هذا الطفل، وبكل سذاجة، تقرر الجدة عدم ارتداء اللون الأسود حداداً على ابنها وعائلته كي لا يفهم (زوزو) حقيقة الذي حدث، فهما لا يعلمان أن من عاش الحرب ليس بالسهولة ان تمحى بمجرد عدم ارتداء الاسود حداداً. الحرب تعيش فيه، تظهر في كوابيسه التي تزوره ليلاً وفي يقظته، فمجرد أن يمر أمام مشهد عنيف يتمثل بمشاجرة بين طلاب مدرسة، يتحول المشهد فوراً الى مشهد من الحرب.
في السويد والعلاقة بين الطفل وجده، خصوصاً، تبدأ بمحاولة الجد زرع القيم العربية في قلبه الصغير، وتعليمه الشجاعة ومواجهة العنف بعنف، وهذا لا يدخل ببال الصغير، وهنا المواجهة الفكرية بين جيلين، وبالفعل يتعرض «زوزو» لاضطهاد من قبل زملائه، خصوصاً أنه يحب سلَطة التفاح، المستهجنة سويدياً، يحاول أن يقول لهم كيف تصنع فيزداد الضحك. التفاصيل في المدرسة هي أولى خطوات محاولة الاندماج مع مجتمع جديد كلياً، هو الآتي من كارثة لا تعني كثيراً لمن لم يعايشها، فلم يسأله أحد عن سبب الحزن الدائم في عينيه، ومن الواضح أن المنبوذين يجتمعون سوية، فلم يمِل (زوزو) سوى لزميل له مضطهد هو الآخر، لكن بسبب ضعف شخصيته التي تسبب بها والده (السكير)، وهنا المدخل لـ(زوزو) لمعرفة معاناة آخرين، لكن هذه المرة ليس من جراء الحروب.
أولى خطوات الإندماج الفعلية بالنسبة لـ(زوزو) كانت بإعجاب زميله بالممحاة التي يقتنيها، وبردة فعل لها علاقة بالكرم العربي ربما يقدمها (زوزو) له، مع استغراب من الزميل، الذي يقول لزميل آخر، وهكذا حتى تصبح أشياء (زوزو) للجميع، ويصبح لديه شعبية، لكنها مكلفة اوصلته إلى حد سرقة أشياء من المكتبة تكشفها المعلمة، وهنا النوبة الثانية التي لها علاقة بالحرب وأثرها أيضاً، بانفعال (زوزو) وقلب الطاولة على المعلمة والهرب.
يجلس (زوزو) بعيداً عن عيون كل من في المدرسة، وتجلس الى جانبه (حمامة) فيتذكر (صوصه) ويعتقد لوهلة أنه هو، فيبدأ الحديث معها، لكنها لا تجيبه، الحديث هذه المرة باللغة السويدية، فيحاول أن يسألها اذا كانت عربية، فلا تجيب، هنا ينسلخ الطفل (زوزو) عن خياله ليقرر العيش في الواقع مهما كان صعباً، لن يكون أصعب من مشهد جثة والدته.
بعيداً عن المدرسة وقريباً من علاقة الجد بحفيده المليئة بالحب والكوميديا، يتعرض الجد لكسر في قدميه، فينهار (زوزو) مرة أخرى من الخوف من فكرة الفقدان، لكن جده يعيش، لكن لم يعد قوياً كما كان، ويدرك (زوزو) أن العنف من الممكن مجابهته بالعقل أو بالتجاهل، ويجرب هذا مع صديقه حين يتعرضان لمحاولة استفزاز من قبل طلاب أكبر منهما سناً، يقترب مشهد الانفجار منه متمثلاً دوماً بالعودة الى الوراء الى لبنان مع أمه التي تأخذه من يده لحمايته من وابل الرصاص، ليوقفها في مشهد وهمي «ماما هون ما في شي وصوت القنابل مش حقيقي، ما عاد تخافي» فيعود مشهد المجابهة الحقيقية، ليتأبط صديقه ويقرر تجاهل العنف، فينتصر بالفعل.
ليلحقه المشهد الأخير في الفيلم، فـ(زوزو) وصديقه السويدي يحاولان اصطياد السمك في حضرة الجد والجدة الذين يلعبان الشدة، حوار طفولي بين الصغيرين بمحاولة تنبؤ عدد السمك الموجود في البحر، وضحكة مكبوتة تخرج الى الملأ لحوار غير مضحك بقدر ما هو حاجة كان ينتظرها (زوزو) فقط ليضحك.
(علا الشيخ- الامارات اليوم)
مع كل تلك المشاهد الحقيقية، لم يكن مصادفة ربما أن تقدم شركة «اتصالات» في الدولة ضمن عروض أفلامها المنزلية فيلم «زوزو» للمخرج السويدي من أصل لبناني جوزيف فارس، والذي أنتج في عام 2005، من بطولة الطفل عماد كريدي، كارمن لبس، وإلياس غيرجي. هو فيلم ليس عن الحرب اللبنانية الأهلية، بقدر ما هو محاولة اقتراب من مشاعر من عايش الحرب من خلال الطفل (زوزو) الذي يحمل عنوان الفيلم.
من الممكن أن تكون البداية الحقيقية للفيلم غير منوطة بمشاهد الفيلم الأولية التي تقترب من عائلة لبنانية تعيش في بيروت الشرقية، تتعرض لسؤال يومي من قبل (زوزو) أصغر أفرادها «طلعت الفيزا للسويد؟»، فالحبكة ظهرت بالفعل بعد أن أيقظت الأم ابنها (زوزو) لتقول له «سنذهب الى السويد اليوم»، هذا المشهد هو بداية تكوين الذاكرة تجاه الحرب في عقل (زوزو) الصغير، ففي الوقت الذي ذهب لشراء الماء قبل السفر ينفجر منزله ويفقد جميع عائلته باستثناء أخيه الذي يحاول تغطية عيون شقيقه الصغير بألا يشاهد منظر موت عائلته دون جدوى، واقترابه من جثة والده لأخذ حقيبة جوازات السفر وأذونات الدخول الى السويد التي يعيش فيها الجد والجدة.
وللعودة الى تفاصيل الفيلم من بدايته، والتي تدور في عام 1987 في ذروة الحرب اللبنانية الأهلية، يسلط المخرج كاميرته على الطفل (زوزو) أينما ذهب، في مدرسته، مع أصدقائه، وسط عائلته، في الشارع وحتى الملجأ، لا يخلو مشهد تقريباً من وجوده، هو الطفل العادي في أحلامه وشقاوته، ومشاجرته المفتعلة مع صديق يحب شقيقة صديق ثالث، هو الذي لا تهمه الأخبار التي يتسمر جميع أفراد عائلته أمامها، لأنها تلهيهم عنه وعن موهبته في صنع تماثيل من خشب، هو السائل دوماً عن السويد ومتى الذهاب اليها، فقد سئم مناظر البنايات المهدمة، حسب ما قاله لأصدقائه، واصفاً جمال السويد من صور أرسلها الجد والجدة، هو طفل حقيقي قادرعلى حماية صوص وبناء حوار خيالي معه، ولهذا الصوص حكاية أخرى.
الانفجار الذي أودى بحياة عائلته وفرق بينه وبين شقيقه الذي لم يعلم المشاهد هل مات أو مازال حياً، لكن أحداث فوضى الحرب تحسن الموضوع لصالح الموت، يظل (زوزو) الذي خبأه شقيقه في حاوية قمامه، مع صديقه «الصوص» الذي يتحاور معه ويشجعه على الذهاب إلى السويد، ما دام جوازالسفر معها وتأشيرة الدخول، خصوصاً أن الحلم الذي زاره كان عبارة عن ضوء كالشمس فيه صوت أمه تقول له «اذهب الى السويد لا تخاف أنا معك»، هذا الضوء يزوره مرة ثانية في السويد في أولى عقبات اندماجه في المجتمع الجديد كلياً عليه، ثقافياً واجتماعياً، وحتى من ناحية الشكل.
تبدأ الخطوات الأولى لـ(زوزو) لوحده في مكان مملوء برائحة الموت، هو و«صوصه» الصغير رفيق دربه، ومشجعه في تعدي الصعاب، يجوع، يقف أمام مخبز يطلب «منقوشة»، لكنه لا يحمل النقود، فيصرخ في وجهه البائع، لتتدخل ابنة صاحب المخبز، وتأمره بإعطاء «المنقوشة» لـ(زوزو)، هذه الطفلة الصغيرة التي ستكمل حلماً في رأس زوزو في السويد هي ببساطة العودة إلى الأصل إلى الوطن مهما ابتعدنا عنه، يعيش معها أجمل اللحظات الطفولية بين الأشجار والعصافير، إلى ان تقرر أن تسافر معه بقرار طفولي وكأن المطار والقوانين ستفرش لهما الورد، يهربان معاً، إلى أن يقبض عليهما أمن المطار التابع للميليشيات، فيظهروالد الطفلة الذي يهم بضربها، لتظهر معه أولى ردات تأثير الحرب على نفسية (زوزو) بأن يهجم عليه ويضربه بكل ما أوتي من قهر وظلم وعذاب وفقدان.
بعد مساعدة ضابط في المطار لـ(زوزو) في السفر وإجراءات المغادرة، خصوصاً انه يحمل جميع جوازات سفر عائلته، الأمر الذي يثير الاستغراب فيتم تحويله إلى التحقيق، كل هذا يتعرض له هذا الطفل، وبكل سذاجة، تقرر الجدة عدم ارتداء اللون الأسود حداداً على ابنها وعائلته كي لا يفهم (زوزو) حقيقة الذي حدث، فهما لا يعلمان أن من عاش الحرب ليس بالسهولة ان تمحى بمجرد عدم ارتداء الاسود حداداً. الحرب تعيش فيه، تظهر في كوابيسه التي تزوره ليلاً وفي يقظته، فمجرد أن يمر أمام مشهد عنيف يتمثل بمشاجرة بين طلاب مدرسة، يتحول المشهد فوراً الى مشهد من الحرب.
في السويد والعلاقة بين الطفل وجده، خصوصاً، تبدأ بمحاولة الجد زرع القيم العربية في قلبه الصغير، وتعليمه الشجاعة ومواجهة العنف بعنف، وهذا لا يدخل ببال الصغير، وهنا المواجهة الفكرية بين جيلين، وبالفعل يتعرض «زوزو» لاضطهاد من قبل زملائه، خصوصاً أنه يحب سلَطة التفاح، المستهجنة سويدياً، يحاول أن يقول لهم كيف تصنع فيزداد الضحك. التفاصيل في المدرسة هي أولى خطوات محاولة الاندماج مع مجتمع جديد كلياً، هو الآتي من كارثة لا تعني كثيراً لمن لم يعايشها، فلم يسأله أحد عن سبب الحزن الدائم في عينيه، ومن الواضح أن المنبوذين يجتمعون سوية، فلم يمِل (زوزو) سوى لزميل له مضطهد هو الآخر، لكن بسبب ضعف شخصيته التي تسبب بها والده (السكير)، وهنا المدخل لـ(زوزو) لمعرفة معاناة آخرين، لكن هذه المرة ليس من جراء الحروب.
أولى خطوات الإندماج الفعلية بالنسبة لـ(زوزو) كانت بإعجاب زميله بالممحاة التي يقتنيها، وبردة فعل لها علاقة بالكرم العربي ربما يقدمها (زوزو) له، مع استغراب من الزميل، الذي يقول لزميل آخر، وهكذا حتى تصبح أشياء (زوزو) للجميع، ويصبح لديه شعبية، لكنها مكلفة اوصلته إلى حد سرقة أشياء من المكتبة تكشفها المعلمة، وهنا النوبة الثانية التي لها علاقة بالحرب وأثرها أيضاً، بانفعال (زوزو) وقلب الطاولة على المعلمة والهرب.
يجلس (زوزو) بعيداً عن عيون كل من في المدرسة، وتجلس الى جانبه (حمامة) فيتذكر (صوصه) ويعتقد لوهلة أنه هو، فيبدأ الحديث معها، لكنها لا تجيبه، الحديث هذه المرة باللغة السويدية، فيحاول أن يسألها اذا كانت عربية، فلا تجيب، هنا ينسلخ الطفل (زوزو) عن خياله ليقرر العيش في الواقع مهما كان صعباً، لن يكون أصعب من مشهد جثة والدته.
بعيداً عن المدرسة وقريباً من علاقة الجد بحفيده المليئة بالحب والكوميديا، يتعرض الجد لكسر في قدميه، فينهار (زوزو) مرة أخرى من الخوف من فكرة الفقدان، لكن جده يعيش، لكن لم يعد قوياً كما كان، ويدرك (زوزو) أن العنف من الممكن مجابهته بالعقل أو بالتجاهل، ويجرب هذا مع صديقه حين يتعرضان لمحاولة استفزاز من قبل طلاب أكبر منهما سناً، يقترب مشهد الانفجار منه متمثلاً دوماً بالعودة الى الوراء الى لبنان مع أمه التي تأخذه من يده لحمايته من وابل الرصاص، ليوقفها في مشهد وهمي «ماما هون ما في شي وصوت القنابل مش حقيقي، ما عاد تخافي» فيعود مشهد المجابهة الحقيقية، ليتأبط صديقه ويقرر تجاهل العنف، فينتصر بالفعل.
ليلحقه المشهد الأخير في الفيلم، فـ(زوزو) وصديقه السويدي يحاولان اصطياد السمك في حضرة الجد والجدة الذين يلعبان الشدة، حوار طفولي بين الصغيرين بمحاولة تنبؤ عدد السمك الموجود في البحر، وضحكة مكبوتة تخرج الى الملأ لحوار غير مضحك بقدر ما هو حاجة كان ينتظرها (زوزو) فقط ليضحك.
(علا الشيخ- الامارات اليوم)