دراسة: القطط قد تصيب الرجال بمرض عضال
جو 24 :
وجدت دراسة جديدة الآن أن النمو في نفس المنزل مع قطة قد يزيد من خطر التعرض لنوبة ذهانية لاحقا في الحياة، ولكن هذا ينطبق فقط على الرجال.
وفقا للدراسة، فإن هذا الاحتمال المتزايد للإصابة بالأمراض العقلية قد يكون ناتجا عن طفيلي شائع يسمى التوكسوبلازما أو المقوسة الغوندية (Toxoplasmosis gondii))، والذي يمكن أن ينتقل إلى البشر الذين يتلامسون مع فضلات القطط، على ما أفاد موقع healthy.walla.
هل تعرض القطط حياة النساء للخطر؟
كانت الصلة بين التوكسوبلازما والذهان محل نقاش ساخن لعقود من الزمن، حيث تشير بعض الدراسات إلى ارتفاع معدل الإصابة بالفصام بين المصابين بالطفيلي، بينما فشل البعض الآخر في اكتشاف مثل هذه الصلة.
ماذا تدعي الدراسة الجديدة؟
في حين أن الغالبية العظمى من المصابين لا يعانون من أعراض ولا يعرفون حتى إنهم يحملون الطفيلي، يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بمضاعفات متوسطة إلى شديدة مثل الحمى أو مشاكل التنفس.
أظهرت الدراسات السابقة أيضا أن الأطفال الذين نشؤوا في منازل بها قطط هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية كبالغين.
للتحقق من الموضوع، أجرى مؤلفو الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة الأبحاث النفسية (Journal of Psychiatric Research) مقابلات مع 2206 بالغين من وسط مدينة مونتريال الكندية حول قطط طفولتهم، بالإضافة إلى تاريخ نوبات الذهان إن وجد.
سُئل المشاركون أيضا عن عوامل الخطر الأخرى للذهان، مثل إصابات الرأس والتدخين وعدد المرات التي انتقلوا فيها من مسكنهم في الطفولة.
كتب المؤلفون: "ارتبط امتلاك القطط في مرحلة الطفولة بالتعبير عن الذهان الأكبر في مرحلة البلوغ، ولكن فقط في وجود عوامل معينة”.
على وجه التحديد، لاحظ الباحثون زيادة خطر الإصابة بالذهان لدى الرجال الذين كانوا يمتلكون قططا تقضي وقتا طويلا بالخارج في طفولتهم، لكنهم لم يجدوا مثل هذا الارتباط في النساء اللائي يحتفظن بالقطط المنزلية في طفولتهن وشبابهن.
من المهم ملاحظة أن الباحثين لم يحللوا دم المشاركين بحثا عن الأجسام المضادة لـ T. gondii، مما يعني أنهم لا يستطيعون التأكد من أن هذا الخطر المتزايد مرتبط بالطفيلي.
ومع ذلك، تشير نتائجهم إلى أن هذا قد يكون هو الحال، حيث لا يمكن إصابة القطط بالطفيلي إلا عن طريق صيد القوارض المصابة، وهو بلا شك شيء تفعله القطط المنزلية التي تخرج كثيرا من المنزل.
لاحظ الباحثون أيضا أن امتلاك القطط بمفردها قد لا يزيد من خطر الإصابة بالذهان، حيث لوحظت أكبر زيادة في احتمالية حدوث نوبات ذهانية لدى أولئك الذين لديهم تاريخ من إصابات الرأس، وانتقلوا للعيش في أماكن مختلفة عدة مرات في مرحلة الطفولة، واحتفظوا بقطط.
علاوة على ذلك، فإن المؤلفين غير قادرين على تفسير سبب تأثر الرجال فقط وعدم تقديم دليل على أي آلية عصبية بيولوجية تربط T. gondiiبالاضطرابات النفسية.
ومع ذلك، فقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن طفيلي التوكسوبلازما قد يتداخل مع نوع من خلايا الدماغ يسمى الخلايا الدبقية الصغيرة ويعطل تكوين الروابط العصبية.
بشكل عام، لا تزال العلاقة بين تربية القطط والذهان مثيرة للجدل، على الرغم من أن أي شخص قلق بشأن الخطر الذي يمثله الطفيلي يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالعدوى عن طريق غسل يديه جيدا بعد تنظيف صينية الفضلات الخاصة بالقطط.