إلى مجلس التربية والتعليم؛ رئيسا وأعضاء
د. محمود المساد
جو 24 :
عندما تكون مفردة الفلسفة هي الغاية!!
لا أحد ينكر أن التخريب وإثارة الفتنة وتمزيق نسيج الأمة هي الغاية المنشودة للأعداء والناقمين، ولكن أن تكون هذه المخاطر أيضا هي الغاية لمجموعة ممن يدعون أنهم من مثقفي الأمة تطوعت لتقديم هذه الخدمة بالنيابة عن الأعداء، فهذه هي الكارثة العظمى، والمصيبة الكبرى واللعنة الأبدية!!
تم التحليل المتعمق لمضامين الفلسفة، وتم تقليبها بوعي كامل، وتم عجنها بمهارة فائقة، وتم استخلاص المفيد منها، وتم تضمينه في مصفوفات المفاهيم والمهارات العابرة للمحتوى الدراسي لدمجه في كل المباحث الدراسية، والصفوف، من مثل: تعليم مهارات التفكير والمنطق والحوار المفضي إلى الحكمة، إلا أن هذا التوجّه لم يعجبهم، وأصروا على أن الغاية هي مفردة الفلسفة… يا ناس، (إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وكل من يدعو إلى إيقاظها).
اقرأ أيضا: عن اغتصاب السيادة!!
إن الأمل معقود على المجلس الذي أوكله المجتمع والنظام بأمانة الحفاظ على السياسة التربوية والتعليمية المعنية، في تنمية أبنائه بمنظومة القيم، وتحقيق توجهات الأكاديميا التي يرغب فيها، ويحتاجها لقوته وازدهاره، لا إلى ما يحرفه عن وطنيته ويشوهه!!
لقد عايشتُ أعمال اللجنة التي تم تشكيلها لإعداد منهج مبحث الدراسات الاجتماعية، وتحدثنا مطوّلا عن فلسفة التطوير وما ينقص التعليم، وما يحتاج إليه الطلبة لتعزيز الأبعاد الوطنية والثقافيه لديهم، وما يلزمهم لربطهم بأرضهم، وما يحتاجه المجتمع من أبنائه؛ للذود عن أرضهم وإرثهم ومستقبلهم، لكن أصرّ بعض أعضاء اللجنة ومن كان خارجها مدفوعين بمنطق القوة، بإضافة كتب الفلسفة في المرحلة الثانوية، وعلى مساحات واسعة في المرحلة الأساسية على حساب تاريخ الأردن، وجغرافيته، والتربية الوطنية والانتماء الوطني للطلبة!!
أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة، تريّثوا، ودقّقوا النظر قبل موافقتكم، وقبل إنفاذ تقريركم بتمرير المنهاج، فالتاريخ لا يرحم من يفتك بنسيج الأمة، ويعبث بجسد الوطن!!