متطرفون يستعدون لاقتحام “الأقصى” وهدم قبة الصخرة نهاية الشهر
جو 24 :
مع اقتراب موعد ما تزعمه الجماعات اليهودية المتطرفة "بالاقتحام الكبير لهدم قبة الصخرة”؛ يستعد المستوطنون المتطرفون لاقتحام جماعي واسع للمسجد الأقصى المبارك نهاية الشهر الجاري، تلبية لدعوات ما يسمى "جماعات الهيكل”، المزعوم، التي تكثفت مؤخرا، وسط تحذير فلسطيني من المساس بالأقصى ومطالب بالاحتشاد لنصرته والدفاع عنه.
وعلى وقع استئناف المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى أمس بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، فقد نشطت الجماعات اليهودية المتطرفة لتكثيف دعوات الاقتحام الجماعي الحاشد للأقصى في "يوم القدس”، يوم الأحد المقبل، باعتباره "يوم البدء بهدم قبة الصخرة” المشرفة، تمهيدا للسيطرة عليه، كما يزعمون.
فقد دعا زعيم ما يسمى منظمة "لاهافا” الاستيطانية المتطرفة، "بنتزي غوبشتاين”، أنصاره المستوطنين المتطرفين إلى الحشد الواسع لاقتحام الأقصى، أسوة بما يسمى "اتحاد جماعات المعبد” المتطرفة.
فيما حثت ما يسمى جماعة "نساء من أجل الهيكل”، المزعوم، المستوطنات اليهوديات على المشاركة الواسعة في اقتحام باحات المسجد، في ذكرى احتلال شرقي القدس، أو كما يطلقون عليه يوم "توحيد القدس”، الذي يحل في 29 من الشهر الحالي.
وتزعم مطالبات الجماعات والمنظمات المتطرفة بالسعي إلى تكريس واقع جديد للمسجد الأقصى، بالتقسيم "الزماني” و”المكاني” عبر الاقتحامات الجماعية الواسعة للمستوطنين واستهداف المنطقة الشرقية من المصلى المرواني حتى مصلى باب الرحمة، بالمسجد.
تزامن ذلك مع اقتحام جديد لعشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، لباحات المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة”، بحراسة أمنية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، من خلال مجموعات كبيرة، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وأضافت "الأوقاف الإسلامية”، أن المقتحمين أدوا طقوسا تلمودية استفزازية ونفذوا جولات مشبوهة في باحات المسجد، فيما قدم الحاخامات روايات عن "الهيكل”، المزعوم.
من جانبها؛ دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، حملات التحريض المتواصلة والمتصاعدة التي تطلقها الجماعات اليهودية المتطرفة، بمن فيهم ما تسمى "اتحاد جماعات المعبد”، لحشد أوسع مشاركة في اقتحام الأقصى واستباحة البلدة القديمة بالقدس المحتلة لمناسبة ما يسمى "يوم القدس”.
واعتبرت، أن "مسيرة الاعلام” وما يرافقها من حملات تحريضية، جزء لا يتجزأ من مشاريع ومخططات الاحتلال الرامية إلى استكمال عمليات تهويد القدس المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وتكريس ضمها، وامتداد لتصعيد العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وإمعان في تخريب أي جهود مبذولة لتهدئة الأوضاع في ساحة الصراع.
وأشارت إلى أن سماح الاحتلال "بمسيرة الأعلام”، تزامنا مع الحملة الشرسة من التحريض على العنصرية والكراهية على اقتحام الأقصى، دليل قاطع على فشل دولة الاحتلال في فرض سيادتها على القدس، محذرة من خطورتها.
وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن قراراتها المتطرفة وأنشطتها الاستعمارية التهويدية في القدس، والمحاولات المستميتة لإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس ومحاولة كسر إرادة المقدسيين في الصمود والتحدي.
وانتقدت "الخارجية الفلسطينية” ازدواجية المعايير الدولية وتراخي الموقف الدولي والأميركي تجاه انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة وخرقه للقانون الدولي، بهدف تعميق وتكريس الاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس المحتلة.
ودعت المجتمع الدولي للتحرك لوقف عدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومحاسبته ومحاكمته على جرائمه المتواصلة بحقه.
في السياق حذر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس”، إسماعيل هنيّة، قادة الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على اقتحام الأقصى وتنظيم "مسيرة الأعلام”، المزمعة نهاية الشهر الحالي، داعياً الفلسطينيين إلى الجهوزية الكاملة والاستعداد لحماية المسجد الأقصى.
وأكد هنية، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات "المؤتمر الوطني الكبير” أمس الذي تنظمه حركة "حماس” في قطاع غزة بحضور القوى والفصائل الفلسطينية بمناسبة ذكرى معركة "سيف القدس” التي بدأت في 10 أيار (مايو) من العام الماضي واستمرت 11 يوماً، أن "الشعب الفلسطيني، ومن خلفه المقاومة، في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لن يسمح باستباحة الأقصى والمساس بالقدس المحتلة”.
ودعا هنية إلى الاحتشاد الواسع بالأقصى للتصدي لعدوان الاحتلال والمستوطنين، وللدفاع عن المسجد وحمايته.
واعتبر أن "الصراع مع المحتل دخل مرحلة جديدة بكل أبعادها وتداعياتها”، مؤكداً استمرار المقاومة حتى إنهاء الاحتلال من كامل أرض فلسطين التاريخية وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين إلى أراضيهم”.
ورأى أن "معركة "سيف القدس” أحدثت تحولات استراتيجية، وشكلت نقطة تحول مهمة في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني، وضربت نظرية الأمن الصهيوني التي حكمت العمل الصهيوني على مدار سنوات الصراع معه، كما وحدت الشعب والأرض والقضية”.
بدورها؛ أكدت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أن "مسيرة الأعلام” تمسّ بمنجزات معركة "سيف القدس”، مشددة على أنها لن تسمح بذلك.
ودعت إلى التصدي للدعوات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى عبر مسيرة الأعلام، وتصعيد المواجهة ضد انتهاكات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح باستباحة المسجد الأقصى.
وأكدت أن "المقاومة تواصل إعدادها وتجهيزها على كافة المستويات في سبيل معركة التحرير من الاحتلال”، داعية إلى تضافر الجهود الوطنية في مواجهة الاحتلال.