اغتيال شيرين أبو عاقلة.. واشنطن تشدد على انتهاء التحقيقات سريعا ورئيس لجنة بالكنيست: إسرائيل ستعتذر إذا ثبتت مسؤوليتها
جو 24 :
جدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس القول إن بلاده تتوقع محاسبة كاملة لمن تثبت التحقيقات اتهامهم بقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وأوضح برايس، خلال المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة لن تفرض موعدا نهائيا للانتهاء من التحقيقات في القضية، لكنها تريد ذلك في أسرع وقت ممكن.
وأضاف المتحدث الأميركي "لقد أوضحنا لكل من السلطات الإسرائيلية والفلسطينية أننا نتوقع أن تكون تحقيقاتهم في ظروف مقتل شيرين أبو عاقلة شفافة وحيادية ووافية، كما نتوقع المحاسبة الكاملة لأولئك المسؤولين عن قتلها. لن نحكم مسبقًا على نتائج التحقيقات فهي ما تزال جارية من كلا الجانبين، وقد أبلغنا شركاءنا أننا نتوقع أن يمدّانا بآخر التحديثات بشأنها. لكن في النهاية نريد أن نرى مساءلة".
من جانبها، قالت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني إن قطر تدين بأشد العبارات اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة وإصابة علي السمودي في جنين.
ووصفت المندوبة القطرية، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، مقتل شيرين أبو عاقلة وإصابة علي السمودي بالجريمة الشنيعة والانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي. كما أكدت دعوة المجلس إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف وعادل ومحايد وضمان محاسبة المسؤولين.
في المقابل، قال رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، خلال الجلسة، إن اغتيال شيرين أبو عاقلة أظهر أن الشعب الفلسطيني تُرك بلا دفاع في مواجهة هجمات متكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين.
بدوره، قال المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث في مقابلة مع الجزيرة من دافوس إن الوقت لم يفت لفتح تحقيق في اغتيال شيرين أبو عاقلة. لكنه أوضح أن هناك تاريخا طويلا من التحقيقات الإسرائيلية التي تنتهي دون عقاب أو محاسبة.
وقد انتقد مسؤولون إسرائيليون تحقيق "سي إن إن" (CNN)، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين في تل أبيب قولهم إن التحقيق مليء بالمغالطات وعلامات الاستفهام وإنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة قاطعة قبل استكمال تحقيق شامل، على حد تعبيرهم.
من جانبه، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست رام بن براك للإذاعة الإسرائيلية إن الجيش لا يطلق النار عمدا على الصحفيين على حد تعبيره، لكنه أكد أن إسرائيل ستعتذر عن قتل شيرين أبو عاقلة إن كانت فعلا هي من قامت بذلك، حسب قوله.
وفي مداخلة مع الجزيرة قال كريس كوب سميث المستشار والخبير الأمني المتخصص في الأسلحة والذخائر -أحد الذين شاركوا في تقرير "سي إن إن" حول مقتل شيرين- إنه يصعب تصديق أن القوات الإسرائيلية لا تستهدف الصحفيين.
وكانت شبكة "سي إن إن" ذكرت أنها جمعت أدلة تؤكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين بشكل متعمد. وقال تقرير للشبكة الأميركية إن تحقيق فريقها والأدلة التي جمعها تشير إلى أن شيرين استهدفت من قبل القوات الإسرائيلية، وإن الأدلة تؤكد عدم وجود مسلحين أو مواجهات مسلحة قرب شيرين خلال اللحظات التي سبقت قتلها.
كما خلُص تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" إلى أن الرصاصة التي قتلت شيرين أُطلقت من بندقية جندي إسرائيلي، ووفقا للتحقيق ذاته فإن مقاطع فيديو وصورا متعددة التقطت صبيحة الحادثة تظهر قافلة عسكرية إسرائيلية متوقفة قرب شيرين، وكان لديها مجال رؤية واضح للمكان الذي اغتيلت فيه.
يشار إلى أن تحقيقا للجزيرة كان توصل في وقت سابق للنتيجة نفسها.
وسام أردني لشيرين
من ناحية أخرى، منح ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين مراسلة الجزيرة الراحلة شيرين أبو عاقلة وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، تقديرا لدورها في تأدية مهامها وتغطية الأحداث بكل شجاعة. جاء ذلك خلال رعايته للاحتفال الوطني بذكرى استقلال المملكة الـ76، في باحة قصر الحسينية بالعاصمة عمّان وفق بيان للديوان الملكي.
وتسلم الوسام طارق أنطون أبو عاقلة شقيق الراحلة شيرين.
ووصف الملك عبد الله الثاني منتصف الشهر الجاري، اغتيال أبو عاقلة بأنه جريمة وتعدٍّ على حرية الصحافة، وذلك خلال تقديم العزاء لذويها هاتفيا.
ووجه الملك آنذاك معهدا إعلاميا حكوميا في البلاد بتخصيص منحة ماجستير سنوية للصحفيات الفلسطينيات تحمل اسم الراحلة وتحت مسمى "منحة شيرين أبو عاقلة".
ولا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمتنع عن فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم أن فحوصها الأولية أثبتت أن جنودها أطلقوا الرصاص باتجاه الموقع الذي كانت فيه مراسلة الجزيرة أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها في 11 مايو/أيار الجاري.
المصدر : الجزيرة + وكالات