إليكم آثار ومضاعفات الحرمان من النوم
جو 24 :
يتحدث معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، في نشرة اليوم السبت، عن آثار ومضاعفات الحرمان من النوم على أجهزة جسم الإنسان (العصبي، والمناعي، والتنفسي، والهضمي، والقلب والأوعية الدمية، والغدد الصماء).
وتوضح نشرة المعهد الأعراض المختلفة للحرمان من النوم عند البالغين والأطفال، إضافة إلى بيان الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الحرمان من النوم.
يشير مصطلح "الحرمان من النوم” إلى حصول الفرد على أقل من القدر المطلوب من النوم، والذي يتراوح للبالغين، من سبع إلى تسع ساعات من النوم في الليلة. يحتاج الأطفال والمراهقون إلى مزيد من النوم ليلاً أكثر من البالغين.
كما يتم تعريف الحرمان من النوم بناءً على مدة النوم، وهي إجمالي الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم. في الواقع، إن الحصول على قسط جيد من الراحة هو أكثر من مجرد عدد ساعات نومك. نتيجة لذلك، يتم استخدام مصطلحات نقص النوم أو قصور النوم بشكل متكرر لوصف العوامل التي تقلل كمية و/ أو نوعية النوم وتمنع الشخص من الاستيقاظ بانتعاش.
أعراض الحرمان من النوم عند البالغين:
تشمل أعراض الحرمان من النوم عند البالغين ما يلي:
- التثاؤب المستمر.
- الميل إلى الغفوة عند عدم ممارسة الأنشطة لفترة؛ على سبيل المثال، عند مشاهدة التلفزيون.
- الترنح عند الاستيقاظ في الصباح.
- الشعور بالنعاس والدوار طوال اليوم.
- ضعف التركيز وتغيرات المزاج (حيث يصبح الشخص أكثر عصبية).
أعراض الحرمان من النوم عند الأطفال:
تختلف ظواهر الحرمان من النوم عند الأطفال عما هي عليه عند البالغين. تشمل الأعراض:
- المزاجية والتهيج.
- نوبات الغضب.
- الميل إلى التأثرعاطفياً عند أدنى استفزاز.
- النشاط المفرط والسلوك المفرط النشاط.
- الرغبة بالقيلولة في النهار.
- الترنح عند الاستيقاظ في الصباح.
- الامتناع عن النهوض من الفراش في الصباح.
تشمل الأسباب الشائعة للحرمان من النوم ما يلي:
- الاختيار الشخصي، حيث لا يدرك بعض الناس أن الجسم يحتاج إلى نوم كافٍ. بدلاً من الذهاب إلى الفراش بانتظام في ساعة مناسبة، يفضلون السهر للتواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب جيد.
- المرض، حيث يمكن لأمراض مثل الزكام والتهاب اللوزتين أن تسبب الشخير والتقيؤ والاستيقاظ المتكرر، ولها تأثير مباشر على النوم من خلال تفتيته.
- العمل، حيث أن الأشخاص الذين يعملون بنظام مسائي يعطلون دورات نومهم واستيقاظهم. يميل المسافرون بشكل مستمر أيضاً (على سبيل المثال، طاقم الخطوط الجوية) إلى المعاناة من أنماط نوم غير منتظمة.
- اضطراب النوم، يمكن لمشاكل مثل توقف التنفس أثناء النوم والشخير واضطراب حركة الأطراف الدورية أن تؤثر على نوم الشخص عدة مرات أثناء الليل.
- الأدوية، فبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات مثل الصرع أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يمكن أن تسبب الأرق.
- بيئة النوم، قد يتعطل النوم لمجموعة من الأسباب البيئية؛ على سبيل المثال، لأن غرفة النوم شديدة الحرارة أو البرودة أو بسبب الضوضاء.
- ممارسات ما قبل النوم غير الصحية، فعادات بعض الناس مدمرة؛ على سبيل المثال، شرب القهوة أو تدخين السجائر بالقرب من وقت النوم يحفز الجهاز العصبي ويقلل من احتمالية النوم. مشكلة شائعة أخرى هي الاستلقاء في السرير والقلق، بدلاً من الاسترخاء.
- في حالات الرضع والأطفال الأكبر سنًا والأطفال الصغار، فيعاني الآباء في أغلب الأوقات من الحرمان من النوم لأن أطفالهم الصغار يستيقظون كثيرًا في الليل طلباً لوجبة الطعام أو الراحة.
تأثير الحرمان من النوم على الصحة:
الجهاز العصبي المركزي:
يُعد الجهاز العصبي المركزي طريق المعلومات الرئيسي السريع للجسم. ويُعد االنوم ضرورياً للحفاظ على وظائف الجهاز العصبي المركزي بشكل صحيح. أثناء النوم، تتشكل مسارات بين الخلايا العصبية في الدماغ والتي تساعد على تذكر المعلومات الجديدة التي يتعلمها الفرد. يؤدي الحرمان من النوم إلى إرهاق الدماغ، فلا يمكنه أداء واجباته أيضًا.
قد يجد الشخص أيضًا صعوبة في التركيز أو تعلم أشياء جديدة. قد تتأخر أيضًا الإشارات التي يرسلها الجسم، مما يقلل من التناسقا ويزيد من مخاطر التعرض للحوادث.
إذا استمر الحرمان من النوم لفترة طويلة، فقد يبدأ الفرد في الشعور بالهلوسة. يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب.
الجهاز المناعي:
أثناء النوم، ينتج الجهاز المناعي مواد مقاومة للعدوى مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات. تستخدم هذه المواد لمكافحة الاجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات.
تساعد بعض السيتوكينات أيضًا على النوم، مما يمنح الجهاز المناعي مزيدًا من الكفاءة للدفاع عن الجسم ضد المرض.
يمنع الحرمان من النوم جهاز المناعة من بناء قوته. إذا لم يحصل الفرد على قسط كافٍ من النوم ، فقد لا يتمكن الجسم من مقاومة العدوى، وقد يستغرق أيضًا وقتًا أطول للتعافي من المرض. كما يؤدي الحرمان من النوم طويل الأمد أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل داء السكري وأمراض القلب.
الجهاز التنفسي:
يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة، مثل أمراض الرئة المزمنة.
الجهاز الهضمي:
إلى جانب تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة الرياضة، فإن الحرمان من النوم هو عامل خطر آخر لزيادة الوزن والسمنة. يؤثر النوم على مستويات هرمونين: هرمون اللبتين والجريلين، اللذين يتحكمان في الشعور بالجوع والامتلاء.
يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى إفراز الجسم كمية أقل من الأنسولين بعد تناول الطعام. حيث يساعد الأنسولين على خفض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم.
نظام القلب والأوعية الدموية:
يؤثر النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تؤثر على نسبة السكر في الدم وضغط الدم ومستويات الالتهاب. كما أنه يلعب دورًا حيويًا في قدرة الجسم على التئام وإصلاح الأوعية الدموية والقلب.
نظام الغدد الصماء:
يعتمد إنتاج الهرمونات على النوم. لإنتاج هرمون التستوستيرون، يحتاج الشخص إلى ما لا يقل عن 3 ساعات من النوم غير المتقطع. يمكن أن يؤثر الاستيقاظ طوال الليل على إنتاج الهرمونات.
فمثلاً، يمكن أن يؤثر هذا الانقطاع على إنتاج هرمون النمو، خاصة عند الأطفال والمراهقين. تساعد هذه الهرمونات الجسم على بناء كتلة العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، بالإضافة إلى وظائف النمو الأخرى.
تفرز الغدة النخامية هرمون النمو طوال اليوم، لكن النوم والتمارين الرياضية الكافية يساعدان أيضًا في إطلاق هذا الهرمون.