الشهيد قبها تمنى الشهادة في القدس وارتقى مدافعاً عن "يعبد"
جو 24 :
"تمنى الشهادة بالمسجد الأقصى وسعى لها واستشهد على أرض يعبد وكان دائماً في خط المواجهة مع الاحتلال وفي المسيرات وتشييع الشهداء"، هذا ما كان يسيطر على تفكير الشهيد بلال قبها قبل استشهاده، حسب وصف والدته.
واستشهد قبها (26 عاماً) من بلدة يعبد غرب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، متأثرا بجراحه بعد إصابته بثلاث رصاصات أطلقها عليه جنود الاحتلال، خلال تصديه بسلاح محلي الصنع لاقتحام البلدة الليلة قبل الماضية أثناء هدم منزل الاستشهادي ضياء حمارشة منفذ عملية "بني براك" قبل عدة أشهر.
وتقول والدة بلال لوكالة "صفا": "كان يتمنى الشهادة في المسجد الأقصى ويرددها دائما وخرج إلى الأقصى للدفاع عنه خلال شهر رمضان رغم كل المضايقات والصعوبات، وبعد عودته قال لي ها أنا عدت ولكنني لا زلت أتمنى الشهادة في سبيل الله".
وتضيف والدته "كلما جلست معه يقول لي أنا أريد أن أموت شهيدًا، وعندما يقتحم الاحتلال البلدة يخرج من البيت ليدافع ويواجه صلف الاحتلال، وكنت انتظر عودته، لكنه الآن خرج بدون عودة".
وتلفت الوالدة وهي تذرف دموعها أنها شهدت "في الفترة الأخيرة التزامه الديني والحفاظ على قراءة القرآن وصلاة الفجر في المسجد ومثابرته على حضور صلاة التراويح في رمضان الماضي، وليلة استشهاد صلى المغرب ولم يعد للبيت بعدها".
وشيع الآلاف جثمان بلال الذي ينتمي لحركة حماس بمشاركة فصائلية وشعبية انطلاقاً من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي باتجاه مركز مدينة جنين.
ونقل بعدها إلى بلدته يعبد، وانطلقت مسيرة حاشدة باتجاه منزله ومن ثم إلى مسجد البلدة ثم إلى المقبرة الشمالية".
قال القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة:" يعبد منذ عهد القسام تأبى إلا أن تكمل الفسيفساء القومية والوطنية والإسلامية، تمزج بين التاريخ والجغرافيا تاريخ ثورة القسام حتى اليوم وجغرافيا القسام السوري التي مازالت تكمل مسيرته حتى اليوم مرورا بأبي جندل وأبو علي مصطفى وجميع الشهداء ونقدم التهاني لأهل يعبد وذوي الشهيد والتعازي للمطبعين والمتقاعدين والمستسلمين".
من جانبه، قال القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان: إن "ارتقاء الشهيد بلال أكبر دفاع عن بيوت الشهداء، اليوم يعبد تقول وجنين والسيلة الحارثية واليامون".
وأضاف خلال مراسم التشييع "جنين تحمي وتحفظ أهالي الشهداء ضياء حمارشة ورعد خازم في حدقات العيون وأيضا بالدماء التي مهرها بلال دفاعا عن بيت ضياء، وجنين لازالت تتقدم مع الضفة في خيار الجهاد عن الأقصى المبارك".
وأكدت الأسيرة المحررة ريم حمارشة عمة الشهيد ضياء أن "الاحتلال فشل في كسر عزيمة الشعب الفلسطيني من خلال ممارسة سياسة العقاب الجماعي هدم البيت".
وأضافت "لكن العلم الفلسطيني بقي مكانه رغم التفجير والهدم ولم تنته الحالة حاولوا كسر أهل ضياء فتصدى لهم بلال وارتقى شهيداً، العلم بقي مرفوعاً ومسيرة الشهداء مستمرة".