“صناع الجوع“.. كفى
سوسن المبيضين
جو 24 :
في ظل إستمرار قرارت الحكومة في رفع الأسعار والغلاء الجنوني، اصبح لدينا شكوك بأنها سياسة جديدة تنتهجها الحكومة، لا نستطيع الا وأن نطلق عليها أمام المشهد العام "تجويع للتركيع والانبطاح".
حكومة دون أي إنجاز يذكر في أي مجال من المجالات المرتبطة بحياة الناس، بل وضعتنا على حد السكين بحيث أصبحت، الأكف هزيلة والأعين شريدة، فتسلطت على رقابنا بلقمة عيشنا، بالرغم من أنها اقسمت اليمين أمام جلالة الملك حفظه الله، على أن تقوم بواجب المسؤولية تجاه المواطنين، وأن توفر له العيش بكرامة، لكنها بدلا من ذلك انتقلت الى سياسة التجويع المباشر، واتخاذ اجراءات وقرارات لتضييق العيش على الناس فأشبعونا تجويعاً و فقراً بسياساتهم الفاشلة، دون حسيب ولا رقيب، حتى أنها لم تملك القدرة على لجم ارتفاع الأسعار الذي يتلاعب به التجار، فها هي تركب السيارات الفارهة، وتأكل ما لذ وطاب من الطعام وتعيش في رغد من العيش.. والشعب يموت جوعا.
أي بلاء نحن فيه، وأي كارثة حلت بنا، وأي مصيبة نزلت علينا، بطالة للشباب، وتجويع للشعب، وقمع للحريات، وتغول على المواقع القيادية، وارتفاع غير معقول للمحروقات، إنها كارثة معيشية ليس لها سابقة في تاريخ البلاد.
وأمام هذا الواقع المؤلم وغير الانساني، الذي اصبح يجثم فوق عقولنا وقلوبنا، هناك بركان يغلي غلياناً، وجثث ستنهض من سباتها، فابناء الاردن الصابرين المحتسبين الذين قدموا الكثير من التضحيات من أجل بناء وطن، لن يناموا على ضيم، والصبر وضبط النفس سينفذ، وسيكونوا قادرين على إسقاط الحكومة كما اسقطوا حكومات سابقة. عند تشكيل الحكومة أردنا ان نحسن الظن بها، وأن نكون عونا لها في كشف بؤر الفساد ومكامنه، ولكن اتضح لنا أن بعضهم أسوأ من سوء الظن نفسه.
ولأن كشف الحقائق هو ديدننا، فسنقولها وبالفم المليان، بعيدًا عن شعارات الأخلاق والمبادئ التي ما باتت تنطلي إلا على السذج، إن فارس حصان طروادة، هو من أصبح العقبة في طريق كرامة الشعب، ضاربا بمطالبه وحقوقه المشروعة عرض الحائط، باستخدامه مفهوم أو اسلوب "العصا والجزرة” التي عفى عليها الزمان.
فيا من تحسبون ألف حساب لأنفسكم، وتعتقدون ان سلطتكم فوق سلطة الشعب، يا من تخرجون المواطن من حسابكم الذي امتطيتم ظهره كي تصلوا إلى الكراسي، اتقوا الله في هذا الشعب المقهور، هذا الشعب الذي يستحق التقدير والوفاء والرعاية وليس التقصير، هذا الشعب العاشق لوطنه ومليكه، المؤمن بنفس الوقت، بان قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، وأنتم قطعتم رزقه، وقلصتم قوت يومه، وخبزه اصبح حافا مغموسا بزفرات الأنين، فكونوا على حذر أيها الفاسدون، فالتاريخ يسجل لكم فكونوا رحماء بتاريخكم، ورحماء بهذا الشعب والحساب اقترب، والمرحلة خطرة وحرجة، فلا تصبوا الزيت على النار، عندها لن ينفع الندم، وتباً لمنصب وكرسي يفقد صاحبه قيمته، وينزع منه أدميته ويورده دروب اللعن والشتم السباب، ألا تباً لحصان طروادة وفارسه وأمثاله..