عن تعادل مدريد وكاسياس دوري الأبطال

محمد عواد - أخفق ريال مدريد بحصد النقاط أمام فياريال صاحب البداية القوية هذا الموسم، الريال توقف عند 10 نقاط سامحاً لأتلتيكو مدريد وبرشلونة بالتقدم عليه بفارق نقطتين، تعادل أثار بعض القلق لدى جماهير الملكي خصوصاً أن الأداء كان سيئاً للغاية.

عن التعادل:

يمكن تلخيص التعادل بثلاثة أركان سريعة من الناحية المدريدية، دفاع يصلح للظهور في مسرحية كوميدية، وفشل في صناعة الألعاب المتأخرة من قبل لوكا مودريتش التي قدم أسوأ مباراة له مع ريال مدريد، وعدم تجانس واضح نتيجة الدفع بعدة لاعبين جدد أمثال ناتشو وايارامندي وبيل في مباراة واحدة ومنذ البداية.

عندما باع الريال البيول قلت إنه يتوجب شراء مدافع لكن الجماهير تحدثت عن ناتشو وهو لاعب لم يقنعني في أي لحظة الموسم الماضي، وما رأيته منه يوم أمس يؤكد لي قناعتي بأنه لا يليق بريال مدريد أبداً، وأما بيبي فواضح أن اللاعب خسر الكثير من مستواه منذ إصابة الموسم الماضي، في حين لم يقدم ايارامندي أي إضافة في خط الوسط ولكن نعذره بأنها مباراته الأولى تماماً مثل بيل الذي قدم أدلة على قدرات بدنية ملفتة، فأن تلعب وتجري وتسجل بعد غياب أكثر من 100 يوم عن التدريب واللعب فهو أمر مهم.

نقطة أخرى يجب الالتفات إليها في هذا التعادل وهو بدء البعض بالمقارنة مع أيام مورينيو والتحسر عليه، يجب أن نتذكر بأن الأخير تعادل مع فياريال 1-1 في موسم الفوز باللقب المحلي كما أنه أضاع عدة نقاط الموسم الماضي بنفس الطريقة، لذلك التسرع بانتقاد أنشيلوتي الآن غير مقبول، والحكم دائماً يكون بالنتائج النهائية.

ومن الأمور المهمة الأخرى في هذا التعادل مستوى دييغو لوبيز الرائع الذي جعل بعض الصحفيين الاسبان يعترفون أخيراً ويقولون “دييغو أفضل من كاسياس، ومن لا يعترف بذلك فهو إما متعصب أو منافق”.

أخر ما أمتلك قوله عن هذا التعادل هو أهمية أن يكون مودريتش دوماً بمستواه في الشكل الجديد للريال، فلو لم يكن بيومه يضيع الفريق دفاعياً وهجومياً لأن الخطة تعتمد أكثر عليه، وبالتالي يتوجب تجهيز لاعب ثالث في ظل غياب تشابي الونسو للعب مكانه في حالات مثل يوم أمس، وأعتقد أن ايسكو يملك ما يجعله يجيد هناك.

عن كاسياس في دوري الأبطال:

ابدأ مع كلام رئيس تحرير صحيفة الآس الفريدو ريلانو حيث قال “أن يكون الحارس الاحتياطي في الدوري هو الأساسي في دوري الأبطال أمر غريب، ومما يزيده غرابة أن هدف الريال الأول في ظل المرحلة الحالية هو الفوز بلقب دوري الأبطال العاشر”.

ما قرره أنشيلوتي غير منطقي لأنك تلعب بالحارس الأفضل في البطولة الأهم، والحارس الأفضل عادة يلعب في الدوري ودوري الأبطال والأقل أهمية يلعب في الكأس، لكن ما يفعله كارلو غريب جداً، ويجب البحث عن تفسير له.

بعض البرامج الاسبانية تحدثت عن محاولة من أنشيلوتي شراء السلام كعادته، بالتالي الناس سترتاح لأنها سترى كاسياس في بطولتين “الدوري والكأس” ودييغو لوبيز في بطولة واحدة هي الدوري، وهناك كلام عن محاولة لحرق كاسياس تماماً في البطولة الأهم للجماهير المدريدية فأي خطأ سيرتكبه هناك سيكون كافياً لإجلاسه احتياطياً بصمت إلى الأبد، وهو كلام يرد عليه عشاق كاسياس بأنه تمهيد لعودته كحارس في الدوري من باب تألقه في دوري الأبطال.

لا أقبل بأن نبدأ بوصف كاسياس بأنه حارس كارثة رغم تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، لكنه تراجع لا يجعلك ترتعد لو كان في المرمى فهو كان حارس ممتاز وعندما ينخفض مستواه يصبح حارس جيد جداً، وبالتالي لا أوافق على حالة الهلع التي شاهدتها من الجماهير عقب قرار أنشيلوتي بلعب كاسياس أساسياً في دوري الأبطال، لكن أوافقهم بأن المسألة غير منطقية بشكل واضح حتى يبرر كارلو الأمر.