2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما الذي تريده قناة العربية السعودية من الدعوة لتحويل المملكة الاردنية الهاشمية الى مملكة فلسطين الهاشمية؟

ما الذي تريده قناة العربية السعودية من الدعوة لتحويل المملكة الاردنية الهاشمية الى مملكة فلسطين الهاشمية؟
جو 24 :


كتب المحرر السياسي -

ما يدعو إلى القلق ليس المقال نفسه، بل أن أحدا في الأردن لم يقف أمامه. ومن حاول قال: مجرد مقال لكاتب، بينما يعلم الجميع أن في قناة العربية أقل الموظفين عددا في غرفة التحرير هم الصحافيين.

الدعوة أبعد من كونها دعوة لإلغاء دولة بكامل السيادة واستبدال نظامها بآخر، فقط، وهي ليست فقط محاولة لمعالجة الفشل اليهودي السكاني الضخم في أراضي الـ 48 والضفة الغربية والقدس.

هي ليست أيضا محاولة لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن. هذه مجرد حنجلة.. أما الرقص الدموي فهو ما بعد ذلك.

المطلوب من القارئ الأردني النظر إلى دعوة قناة العربية في أنها تريد تحقيق الهزيمة لشعبين معا: الأردني والفلسطيني، وتسجيل انتقال تاريخي للاحتلال نحو الأردن، بحيث تتحول كل التناقضات التي اشتغل عليها الاحتلال طوال سبعين سنة في فلسطين إلى الأردن.

أرجوكم، لا تنظروا إلى التوطين بصفته مأزقا اردنيا، بل كابوسا فلسطينيا أولا، يراد منه نقل الاحتلال من فلسطين إلى الأردن، بعد أن نجح المحتل في السيطرة على دول مطبعة بالريموت كنترول.

لا نعلم كيف تعاملت وتتعامل العين الأردنية الرسمية مع مقال لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مجرد مقال رأي في وسيلة اعلامية، فهذا يجري في الدول الديمقراطية، أما لدى قناة العربية، فلا يمر حرف من دون تدقيق. وبهذا فإن حبر المقال يعبر عن العربية تماما.

لا يخطئ المراقب في ملاحظة أن العلاقات السعودية الاسرائيلية أبعد من كونها دافئة. هذا أمر لا تسعى الرياض لاخفائه.

جزيرتا تيران وصنافير اللتان منحاتهما مصر للسعودية قبل سنوات قليلة كانت لترتيب الأرضية. وليس هذا وحسب. ويكفي القول إن التطبيع الخليجي الرسمي المعلن لا يمر دون قرار سعودي.

الحق أن الوقائع لا حصر لها اليوم، سواء اللقاءات الرسمية بين الجانبين بحسب ما يعلنه الاعلام العبري..

يدرك صاحب المقال، ونفترض أنه ليس من وُقع المقال باسمه السعودي "علي الشهابي"، أن تحقيق عملية احلال الفلسطينيين مكان الأردنيين في وطن الأردنيين محال دون خطوات سابقة منها إفقار الأردنيين بل وتجويعهم، وإعادة الفتنة بين الأردنيين أصحاب الأرض، والأردني الفلسطيني، فيما المُخرج يتفرج من خلف الشاشة محركا الدمى لتلعب ما يريد.

دعونا نضع فرضية أن من بين ما يريده المقال اليوم هو تحقيق الصدمة لدى الأردني رسميا وشعبيا، واثارة الموضوع داخل المجتمع الاردني، بتخويفه. اذن ما الذي يريدونه بهذا؟

المقال رسالة للأردني الرسمي، ومن المؤكد أنها وصلت. فما مضمونها؟

شعبيا، تأخر كثيرا بناء جبهة أردنية عريضة للتعامل الشعبي مع هذه المخاطر، وتأخر الأردني بالانتصار في معركة الوعي، التي ترى الفلسطيني عونا جوهريا للحفاظ على الأردن وطنا للأردنيين.

نحن متأخرون شعبيا ومتأخرون رسميا، حتى انفتق في ثوبنا الف خرق وما عدنا قادرين على متابعة الترقيع.

 
تابعو الأردن 24 على google news