روسيا تنشر حاملات صواريخ بالبحر الأسود وتتوعد الناتو.. بايدن: زيلينسكي لم يأخذ تحذيراتنا على محمل الجد
جو 24 :
توعدت روسيا اليوم السبت بالرد على حشد حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوات في بولندا، في حين أعلنت كييف رصدها 6 حاملات صواريخ كروز بحرية من نوع "كاليبر" جاهزة للاستخدام في البحر الأسود، بعد يوم من تأكيد فرنسا استعدادها للمشاركة في "عملية" تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا وفك أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" (Interfax) للأنباء نقلا عن دبلوماسي روسي أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن موسكو سترد على حشد قوات حلف شمال الأطلسي في بولندا، مضيفة أن الرد سيكون على نحو متناسب.
ونقلت الوكالة عن أوليغ تيابكين رئيس إدارة مسؤولة عن العلاقات الروسية مع أوروبا في وزارة الخارجية "سيكون أي رد، كما هو الحال دائما، متناسبا وملائما ويهدف إلى تحييد التهديدات المحتملة لأمن روسيا الاتحادية".
وفي شأن متصل، أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة استعداد باريس للمشاركة في "عملية" تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا وتصدير الحبوب الأوكرانية إلى البلدان التي تحتاج إليها بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وقال مستشار في الرئاسة الفرنسية "نحث الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول إلى ميناء أوديسا في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر".
وأكد ضرورة "أن تصل محاصيل الحبوب المصدّرة من أوديسا إلى الأسواق… بأسعار معقولة، خصوصا إلى البلدان الأفريقية".
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى "موافقة" على ذلك خلال محادثات مع ماكرون أجريت في 28 مايو/أيار الماضي، مشيرة إلى أن مبادرة في هذا الاتجاه من قبل روسيا وتركيا تم التباحث فيها هذا الأسبوع لم تثمر أي نتائج.
وتسعى فرنسا إلى صدور قرار عن مجلس الأمن في هذا الشأن، وأشار قصر الإليزيه إلى أن الروس والأتراك لا يمانعون.
التطورات الميدانية
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت القوات الأوكرانية أنها تهاجم منطقة خيرسون (جنوب) التي تخشى أن تضمها روسية، كما أكدت أنها تواصل الضغط على القوات الروسية في اتجاه خاركيف شمالا.
وفي حوض دونباس تستمر المعركة وتزداد شراسة في مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية ومدينة ليسيتشانسك المتاخمة لها.
وأفادت الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية في سيفيرودونيتسك لم تحقق تقدما جنوب المدينة منذ أمس الجمعة.
وكشف مسؤولون محليون بمقاطعة دونيتسك الأوكرانية أن حدة المعارك في جبهات القتال، تعرقل إخراج المدنيين وتزيد المخاطر على من بقي منهم في مناطق المواجهات العسكرية.
وتقدر السلطات الأوكرانية أن ربع السكان ما زالوا يقيمون في المدن والبلدات قرب مناطق النزاع، ومعظمهم من كبار السن.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين في منطقة "دنيبرو" شرقي أوكرانيا.
وأضاف كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي قضى على أكثر من 150 عسكريا أوكرانيا، ودمر 6 دبابات ومنظومتي صواريخ "غراد".
زيلينسكي والاتحاد الأوروبي
هذا وجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة بلاده بالإسراع بضم أوكرانيا إلى منظومة الاتحاد الأوروبي، قائلا خلال مخاطبته قمة كوبنهاغن للديمقراطية إن الاتحاد بحاجة إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال.
وشدد زيلينسكي على ضرورة منح بلاده وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي وعدم تركها في "منطقة رمادية"، بينما يتعين على دول التكتل أن تقرر بحلول نهاية يونيو/حزيران الجاري ما إذا كانت ستمنح كييف هذه الصفة.
في ذات الشأن، دان وزراء خارجية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ما وصفوه الغزو الروسي غير المبرر، مجددين دعمهم لاستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها.
كما دعا وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك روسيا إلى سحب قواتها فورا والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية.
وأكد البيان المشترك على ضرورة ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في أوكرانيا من دون استثناء، مشيرا إلى أن الدول الثلاث تدعم عمل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن أوكرانيا.
كما أكد البيان على الحاجة الملحة للسماح بمرور سريع للإغاثة الإنسانية للمدنيين.
بايدن وزيلينسكي
ومقابل هذا التضامن، حمل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية عدم سماعه التحذيرات الأميركية قبل هجوم روسيا على بلاده.
وقال بايدن خلال حفل استقبال في لوس أنجلوس "اعتقد كثير من الناس أنني أبالغ" عندما تحدث عن هجوم روسي على أوكرانيا قبل أن يبدأ.
وأضاف أمام صحفيين "لكنني علمت أن لدينا معلومات في هذا الاتجاه. (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) كان في طريقه لعبور الحدود. لم يكن هناك شك وزيلينسكي لم يرغب في سماع ذلك".
وكانت الولايات المتحدة بدأت التحذير من استعدادات روسيا لغزو جارتها قبل وقت طويل من إعلان الرئيس الروسي في 24 فبراير/شباط الماضي "عملية خاصة" ضد أوكرانيا.
وقوبلت هذه التحذيرات الأميركية بالتشكيك وأثارت انتقادات مبطنة إلى حد ما من جانب بعض الحلفاء الأوروبيين.
(الجزيرة + وكالات)