إبعاد النشطاء المقدسيين.. تفريغ ممنهج للأقصى لتسهيل تهويده
جو 24 :
كثّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا من وتيرة إصدار قرارات الإبعاد بحق نشطاء مقدسيين عن المسجد الأقصى المبارك؛ في محاولة جديدة لتفريغ الحرم القدسي من النشطاء المؤثرين.
حملة إبعاد النشطاء تأتي في ظل تكثيف سلطات الاحتلال مخططات تهويد الأقصى عبر مضاعفة عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد والتضييق على المصلين فيه أو الوصول إليه.
وبالتوازي مع قرارات الإبعاد؛ تصدر سلطات الاحتلال قرارات بمنع نشطاء مقدسيين من السفر خارج المدينة، ساعيةً من وراء ذلك لمنعهم من نقل الرواية الفلسطينية عن المدينة وفضح جرائم الاحتلال فيها.
وأصدرت سلطات الاحتلال منذ مطلع مايو المنصرم وحتى اليوم عشرات قرارات الإبعاد بحق نشطاء وقيادات مقدسية، فضلًا عن قرارات أخرى بمنع من السفر.
وفي محاولة للتصدي لهذه الحملة الشرسة، دعت هيئات مقدسية إلى شدّ الرّحال للأقصى والمشاركة في فجر وجمعة "مرابطون رغم الإبعاد"، يوم غد الجمعة.
تفريغ الأقصى من المؤثرين
الناشطة هنادي حلواني كانت واحدة ممن صدر بحقهم مؤخرًا قرار بالإبعاد عن الأقصى، إضافة لقرار صدر سابقًا بمنعها من السفر خارج القدس.
تقول حلواني لوكالة "صفا": أنا ذاهبة اليوم لتسلم قرار الإبعاد الجديد عن الأقصى، ومن المتوقع أن يصل إلى 6 أشهر".
وتشير إلى أنها تسلمت الأسبوع الماضي قرارًا بالإبعاد لمدة أسبوع، بينما القرار الصادر اليوم هو صادر عن ما يسمى قائد لواء منطقة القدس لإبعاد مطول عن الأقصى.
يذكر أن حلواني صادر بحقها قرار منع من السفر خارج القدس منذ شهر يونيو 2021.
وتوضح أن "الاحتلال ينتهج هذه السياسة منذ سنوات للتضييق على النشطاء والمؤثرين، وفي محاولة منه لتفريغ الأقصى وتأمين ساحاته للمستوطنين".
وتضيف حلواني، "أما قرارات منع السفر تهدف بالدرجة الأولى إلى منعنا من كشف جرائم الاحتلال في القدس للعالم الخارجي أو المشاركة في نشاطات وفعاليات خارج فلسطين لإظهار الوجه الحقيقي للاحتلال".
وتلفت الناشطة المقدسية إلى أن "الاحتلال يسوق ذرائع واهية في قراراته الصادرة بحقها كالدعوة لتنظيم تظاهرات وممارسة أعمال تحريض تضر وتخل بالأمن العام".
وتبين حلواني أن أول قرار إبعاد صدر بحقها كان عام 2013 ثم توالت بعدها القرارات وأصبح الإبعاد شبه دائم منذ ذلك العام وحتى اليوم.
وتتابع، "أنا ممنوعة من دخول الأقصى ولكني أقف يوميًا على أبوابه وأنشر عبر صفحتي منشورات داعية للتضامن معه، ولن تمنعنا هذه القرارات من إيصال صوت الأقصى للعالم".
وتشدد حلواني على أهمية دعوات شد الرحال للأقصى والمشاركة في فجر وجمعة "مرابطون رغم الإبعاد"، مؤكدة أن "هذه الدعوات هي رسائل دعم قوية لنا وتشعرنا أننا لسنا وحدنا في الدفاع عن الأقصى".
تغييب القيادة
قرارات الإبعاد ومنع السفر طالت أيضا رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، والذي صدر بحقه يوم الإثنين الماضي، قرار منعه من السفر خارج القدس لمدة شهر قابل للتجديد لمدة 6 أشهر، في حال لم يقدم اعتراضا.
يقول الهدمي لوكالة "صفا": إن الاحتلال حرص منذ 20 عامًا على إنهاء كل أشكال القيادة المقدسية والنشطاء عن الأقصى والقدس، بعدما أبعد القيادة الرسمية عنها عبر اتفاقية أوسلو التي كان أحد بنودها بألا تمارس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير أي عمل رسمي بالمدينة، ووافقت الأخيرة على ذلك واستمر عملها بالضفة الغربية بعيدا عن القدس.
ويضيف، " قرارات الإبعاد تهدف إلى تحجيم العمل الشعبي في المدينة ومنع تراكمه والاستفراد بأهل القدس وتسهيل تنفيذ المخططات التهويدية".
ويؤكد الهدمي، أن "كل شخصية مؤثرة يتم استهدافها عبر الاعتقال أو الإبعاد".
ويتابع، "أنا أسكن في حي الصوانة في مدينة القدس وصدر قرار بإبعادي عن باقي مناطق القسم الشرقي من المدينة بما في ذلك المسجد الأقصى وجرى تزويدي من بلدية الاحتلال بخارطة خروج من بيتي إلى خارج حدود المدينة باتجاه الضفة الغربية أو مناطق الداخل المحتل".
ويشيد الهدمي بدعوات الرباط في الأقصى، معتبرًا أنها "تدلل على رفض الشارع المقدسي لقرارات الاحتلال بحق القيادات المقدسية ومهمة لأن تشعرهم أن الشارع يقف خلفهم".
مسوغات غير قانونية
الناشطة المقدسية رائدة سعيد صدر بحقها، الإثنين الماضي، قرار إبعاد عن الأقصى لمدة 5 أشهر.
وتؤكد سعيد لوكالة "صفا"، أن قرارات إبعاد النشطاء المقدسيين عن الأقصى زادت بشكل ملحوظ خلال الشهر الأخير.
وتقول: إن المسوغات التي تسوقها سلطات الاحتلال في قرارات الإبعاد ومنع السفر غير قانونية وهي ظالمة هدفها تفريغ الأقصى.
صفا