طرق لعلاج التوتر والصداع النصفي
جو 24 :
لا تكاد تصادف أحدًا من محيطك إلا ويقول إنّه يعاني من التوتر، ويسعى للتخلّص منه دون جدوى. إذا كنت تعلم أسباب التوتر لديك فيعني أنّك قادر على السيطرة عليه أو الحدّ منه. ولكن المشكلة إذا كنت لا تدرك هذه المسبّبات فسوف يكون لها تداعيات سلبيّة على تفاصيل حياتك.
لذا حاول تجنّب التوتر في حياتك اليوميّة، خصوصًا إذا كنت تعاني من الصّداع النصفي، لأنه يزيد من حدّة الألم والقلق الناتج عنه. في ما يأتي خمسة أشكال مختلفة للسترس تحفّز ظهور الصّداع النصفي، مع كيفيّة التعاطي السّليم معها، وفق ما يعرضها موقع Web MD.
ضغط العمل
هذا السبب ليس خافياً على أحد؛ فإذا كنت تحبّ عملك أم لا، فأنت معرضٌ للضغط الناتج عنه. فبعد يومٍ حافلٍ بالاتصالات الهاتفيّة والرسائل الإلكترونيّة والتدريبات المطوّلة، لن تسلم أبدًا من الشعور بالتوتّر مهما كنت هادئًا وصلبًا.
يبرز ذلك كمسبّب رئيسي للصّداع النصفي الذي قد نشعر به خلال اجتماع عمل أو بعد الانتهاء من قراءة البريد الإلكتروني.
أما الحلّ فلن يكون بترك الوظيفة بانتظار أن تربح ورقة اللوتو مثلاً، إنّما بوضع تكتيك خاصّ يساعد على الحدّ من صداع العمل. فبعد الانتهاء من مكالمة مرهقة أو مشروع معقّد، قم بنزهة صغيرة في جوار المكان، أو اتّصل بصديق أو قريب من شأنه أن يخفّف عنك ضغط العمل. أمّا إذا كان يومك مزدحمًا بالمواعيد والأشغال فيمكنك تأجيل بعضها إلى يوم الغد مثلاً.
العلاقات الاجتماعية
علاقاتنا الاجتماعية متنوّعة، ومنها ما هو محبّب إلينا، ومنها ما هو مفروض علينا. في كلتا الحالتين نحن معرّضون للتوتّر في أيّ علاقة نواجهها، حتى وإن كانت مع شخص عزيز.
بعض المواضيع المتداولة تكون مزعجة بالنسبة لك، وبعض الناس يتطرّقون إليها عن قصد أو من غير قصد. وهذا ما يسبّب لك الصداع النصفيّ الذي قد يزداد بسرعة من 0 إلى 100 إذا لم تعالج الأمر فورًا.
لا تستسلم لهذا النوع من التوتر، بل تعامل مع المشكلة القائمة كما لو كانت خاصّة بك وحدك. بعض الأسئلة قد تفيد حالتك النفسية: هل تشعر بالجوع مثلًا، أم أنك مرهق أم حزين أم تشعر بالوحدة؟ والإجابة عنها قد تريحك كثيرًا وتحسّن مزاجك مهما كانت الظروف المحيطة بك.
التسابق مع الوقت
كم مرّة تشعر بأنك في سباق مع الوقت، وأنّك تريد أن تصل إلى موعدك في الوقت المحدّد، أو أن تنجز عملًا في موعده أو غير ذلك من الأمور التي يصعب عليك تحقيقها في وقتها… الأمر الذي يصيبك بالتوتر والقلق، ممّا يؤثر سلبًا على نتيجة عملك أو رؤيتك للأمور؟
لا حلّ جذرياً لهذه المشكلة، ولكن يمكنك التخفيف منها. بعض التعديلات في تنظيم الوقت قد تكون مفيدة، كأن تستعدّ مسبقاً لحضور حدث مهمّ أو أن تؤخّر موعدًا إذا شعرت بأنّك لن تكون في الوقت المحدّد… والأهمّ ألا تحمّل نفسك أعمالًا تفوق طاقتك الجسديّة!
التوتر الخارجي
كلّ ما تسمعه من أخبار سيّئة وأحداث مؤلمة في محيطك القريب أو البعيد قادرٌ من دون شكّ على أن يعكّر مزاجك، وأن يُسبّب لك الحزن والقلق، كالأخبار المتداولة عن جرائم قتل وسرقة أو أمراض معدية وفيروسات جديدة.
وقد تكون برامج درامية من الواقع الحزين تتناقله شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي. قد يمرّ أمامك فيديو طريف، ولكن سرعان ما يأتي بعده خبر حزين من مكان حول العالم…
في هذه الحالة، خذ استراحة لبعض الوقت بعيدًا من الأخبار ومواقع التواصل. أقفل هاتفك لمدّة ساعة مثلاً، وتذكّر كيف كان الناس يعيشون قبل العام 1990، من دون هواتف خليويّة ولا أجهزة ذكيّة.
بهذه الخطوة سوف تعيد الكثير من الهدوء لذهنك، والنشاط لجسدك. وعندما تعود إلى واقعك سوف تتقبّل الأحداث بطريقة إيجابيّة، ممّا يخفّف تدريجيًا من ألم الصّداع النصفيّ والقلق الذي يرافقه.
التوتّر الناتج عن الإجهاد والضغوطات
هل تعلم أن الإجهاد بحدّ ذاته قد يسبّب "توترا” آخر، أي أن المشكلة ستتفاقم وسيصعب حلّها.
بينما أنت تسعى لإدارة مشكلة التوتر الذي تعيشه، ستشعر بمزيد من التوتّر والإجهاد النفسي.
تطرح على نفسك بعض الأسئلة: هل أحصل على القسط الكافي من النوم يوميًا؟ هل أمارس ما يكفي من تمارين اليوغا؟ هل أنا محاط بأشخاص سلبيّين؟ أسئلة كثيرة لن تجد جواباً واضحاً عليها بل مزيدًا من التوتر والقلق، وبالتالي قد يُصيبك الصّداع النصفي.
التفكير الإيجابي هو الحل!
انظر إلى أجدادنا الذين تخطّوا في الماضي الكثير من الحروب والأمراض والأوبئة. فلمَ لا نواجه نحن اليوم الظروف السيّئة التي نعيشها بالعقل الحكيم والإرادة الصلبة نفسها.
فكّر في أنّ الإجهاد والتوتر الذي تعيشه لن يدوم طويلًا، والمشكلات المسببّة له ستجد الحلول المناسبة لها؛ ومهما كانت الحياة قاسية فهي تخبّئ لنا الكثير من المفاجآت السعيدة!