تحرر من سجون الاحتلال "سُمية".. انتظرت "رمزي" 15 عامًا وأوفت بالوعد
لم تيأس الشابة سُمية لطول السنين التي لم تر فيها خطيبها وابن عمها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي رمزي، بل أعدت نفسها لساعة استقباله بعد 15 عاماً من الشوق والحنين.
خطيب الشابة سمية أبو ريدة حُكم عليه بالسجن الفعلي 15 عامًا، انتهت بتحريره مساء أمس الإثنين، وعودته إلى قطاع غزة.
"سمية" حفظت العهد كما حفظ "رمزي" لها الوعد، فكانت على عهدها باستقباله والتجهيز لزفافهما، وكان على وعده بأن ينفذ ذلك تكريمًا لصبرها وانتظارها هذه السنوات "العجاف".
ومن المتوقع أن يتوج ذاك الصبر والانتظار وصورة الوفاء بحفل زفافٍ في غضون أيام، بعد أن أتمت خطيبة وذوي المحرر "أبو ريدة" بناء منزله وتجهيز كافة مستلزمات حفل الزفاف، الذي طال انتظاره.
واستقبلت "سُمية" خطيبها فور وصوله منزله بثوب فلسطيني مُطرز، وأمسكت مع والدة الأسير أبو ريدة بحمام أبيض، وأطلقته في سماء المنزل، تعبيرًا عن الحرية، والتحرر من ظلم سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما نثرت الأم والأقارب الزهور والحلوى عليه وتعالت الزغاريد.
تقول "سُمية"، لمراسل "صفا": "عقدت قراني على ابن عمي الأسير المحرر رمزي أبو ريدة بعد اعتقاله بحوالي عامين؛ ووافقت عليه ليس لأنه ابني عمي فحسب، بل لأنه على خُلق ويحفظ كتاب الله وأنهى السند داخل السجن كما أنه مُتعلم ومُثقف".
وتضيف "الأسير هو إنسان قبل كل شيء ونموذج فخر للإنسان الذي ضحى بعمره وهو أغلى ما يملك لأجل حرية وكرامة شعبه، أقل شيء أقدمه له هو الوفاء والصبر له، وأي فتاة لنّ تتردد في فعل ما حدث معي وغيري من زوجات الأسرى".
وتتابع أبو ريدة "تحملت تلك السنوات الطويلة من الانتظار والمعاناة، كان اليوم بمثابة عقد وأكثر من الزمن، لستُ الأولى ولا الأخيرة، فكثير من الفتيات والزوجات ينتظرنّ تحرر أزواجهنّ، ومنهنّ غفران زامل زوجة حسن سلامة، ومن قبل خطيبة المحرر حسين الزريعي التي انتظرت 20عامًا وآخرين".
وتقول سمية "وافقت بكامل إرادتي دون تردد أو إجبار من أحد، رغم علمي أنني سأنتظر طويلاً، لكن وهبت تلك السنوات هدية له، مكافأة لصبره وثباته وعدم تخليه عني".
وتلفت إلى أن فرحتها فرحتين، الأولى بتحرر خطيبها والثانية بزواجهما المحددة سلفًا في غضون أربعة أيام من موعد الإفراج، مشيرة إلى أنها جهزت كل ما يلزم للفرح، "بالإضافة إلى شراء الآثار الكامل داخل الشقة، ولم يتبقى سوى مراسم الفرح".
أما والدة الأسير "أبو ريدة"، فلا كلام يعبر عن فرحتها بتحرر نجلها المعتقل منذ 15 عامًا.
وتمسك والدة الأسير أبو ريدة بسلة قش بها حلوى وزهور وتنثرها على نجلها قبل معانقته للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
وتقول: "أنا سعيدة جدًا لتحرره وبعد أيام سأفرح بزواجه؛ جهزت له كل شيء، هذا اليوم انتظرته طويلاً، الحمد لله الذي كتب لي عمرًا أن أشهد هذه اللحظات".
وتصف الأم سنوات سجن نجلها بأنها الأكثر معاناة في حياتها، "فقد قضيتها بين زيارات متقطعة على فترات مُتباعدة، وخوف ولوعة وشوق عليه".
وتضيف الحاجة أبو ريدة "صعبة جدًا تلك السنوات، التي أنهكت صحتي في التفكير على مصير ابني، لكنه تحرر أخيرًا بخير، وسأفرح به كما كل أم أسير تتمنى ذلك".
من جانبه عبر المحرر رمزي أبو ريدة عن فرحته بالتحرر ولقاء أهله وأقربائه وخطيبته.
ويقول لمراسل وكالة "صفا"، "اليوم التقي برفيقة الدرب بعد 15 عامًا من البُعد والاعتقال القسري، بإذن الله أكون عند حسن الظن والعهد والوعد الذي قطعته على نفسي".
ويتابع "فرحتي منقوصة لتركي أسرى خلفي قضى بعضهم أكثر من ثلاثين عامًا، ومنهم من فقد والديه، تقاسمت معهم كثير من الأشياء؛ يحلمون كل يوم بالحرية للتخلص من ظلم السجان وبطشه وجبروته".
ويشدد أبو ريدة، أنه خرج من السجن أكثر إيمانًا وصلابةً من ذي قبل، "وأقول لإخواني الأسرى: لا تقلقوا المقاومة ستفي بعهدها ووعدها وتحرركم، ونحن على ثقة أنها بن تخذلكم".