اول انخفاض شهري لاسعار النفط منذ 7 اشهر
جو 24 :
كتب الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة، عامر الشوبكي -
تسجل اسعار النفط اليوم مع نهاية شهر يونيو/حزيران ، اول انخفاص وخسارة ، بمتوسط السعر الشهري منذ نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وقد بلغ متوسط سعر خام برنت لشهر يونيو الحالي 116.86 دولار للبرميل، ومتوسط سع خام غرب تكساس 113.87 دولارا للبرميل.
وقد ارتفعت اسعار النفط في النصف الاول من العام الحالي 2022بنسبة 50% عن متوسط العام الماضي 2021 ، مع العقوبات لمواجهة حرب روسيا على اوكرانيا، واقترب سعر برنت من اعلى سعر تاريخي للنفط والمسجل قبل 14 عاماً، عندما لامس في مارس 139 دولارا للبرميل قبل ان ينخفض بعدها ليتذبذب معظم الوقت بين 110 و 120 دولارا للبرميل .
وتكافح الولايات المتحدة لتخفيض اسعار النفط التي تعزز معدلات التضخم وتثير السخط وتلهب الشارع، بينما تتشدد اوروبا ودول اخرى في خيار الابتعاد عن الطاقة من روسيا للحد من ايراداتها و وقف غذاء آلتها العسكرية، وقد اصدرت الولايات المتحدة سحب تاريخي من مخزونها الاستراتيجي بلغ 180 مليون برميل و 60 مليون برميل من اعضاء وكالة الطاقة الدولية، الا ان هذا لم يكن كافياً لمعالجة الخلل الهيكلي في سوق النفط بسبب نقص الاستثمارات وعجز بلغ مؤخراً 2.7 مليون برميل يوميا من انتاج دول اوبك وروسيا التي انخفض انتاجها بقرابة 1.5 مليون برميل مرشح للانخفاض اكثر.
ومن المرجح ان ترتفع اسعار النفط او تبقى فوق 100 دولار للبرميل، مع محدودية الطاقة الانتاجية للعالم، وانحسار طاقة المصافي على التكرير، ونمو الطلب بقدر اكبر من نمو المعروض ، و قوة قاهرة تعلق الانتاج في ليبيا والاكوادور وموسم الاعاصير في خليج المكسيك، اذا لا بد من حلول اكثر استدامة اهمها وقف الحرب على الوقود الاحفوري وتبني سياسات متوازنة تعتمد خليط من الطاقة المتجددة والهيدروكربونات.
الا ان عوامل كبح الاسعار متوفرة مع توقع الانكماش الاقتصادي لدول عديدة والسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الامريكي، ومع تظافر عدة محاور منها زيارة الرئيس بايدن للسعودية واجتماعه مع دول مجلس التعاون الخليجي والذي قد ينتج عنه الافراج عن كل او بعض الاحتياطي الانتاجي الوحيد المتبقي لدى السعودية والامارات والبالغ 2 مليون برميل يومياً ، خاصة وان روسيا تبيع النفط بخصم 30% و قد اوجدت سوق سوداء للنفط و حرب سعرية غير معلنة تضر بمصالح النفط العربي وموجه لصالح اهم زبائنهم الصين والهند ، كذلك لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق مع ايران رغم انتهاء الجولة الاولى من المباحثات التي ترعاها الدوحة ، لحاجة ايران الاقتصادية الملحة وحاجة العالم للنفط والغاز الايراني، من جهة اخرى بات قريباً عودة النفط الفنزويلي الى الاسواق مع تنامي التواصل الامريكي ، كما وتكافح الولايات المتحدة لتعزيز انتاجها الداخلي من النفط والاعمال جارية على انتاج النفط في مناطق عديدة في العالم منها بحر الشمال الاوروبي.
في النهاية العالم يتغير ويشهد مرحلة مخاض صعبة تحتاج ادوات مختلفة وخاصة، للخروج باقل الخسائر ، خاصة وان الازمة مستمرة في سلاسل الامداد و تشعل اسعار الطاقة والغذاء، والبنوك المركزية خياراتها محدودة في كبح معدلات التضخم ، و المتأثرون معظم سكان العالم بدرجات مختلفة والاكثر تأثرا بمتوسط دخل فرد اقل من 5000 دولار سنوياً لنشمل معظم دول افريقيا و 16 دولة عربية.