الشهيدة فرج الله.. من زيارة عائلية إلى الأسر والشهادة
الثلاثاء الماضي، حضرت الشهيدة الأسيرة سعدية فرج الله (64 عاماً) من بلدة إذنا بالخليل، إلى قاعة المحكمة على كرسي متحرك بعد تراجعٌ كبير في وضعها الصحي حتى ارتقت أول أمس السبت في إحدى غرف سجن الدامون.
والشهيدة الأسيرة فرج الله، أول امرأة شهيدة في تاريخ الحركة الأسيرة وهي أكبر الأسيرات سناً وأم لثمانية أبناء.
وفي الثامن عشر من ديسمبر 2021، تعرضت الشهيدة للاعتداء من قبل مستوطنين وقوات الاحتلال التي أطلقت عليها الرصاص بالقرب من المسجد الإبراهيمي وسط المدينة، ما أدى إلى إصابتها بجروح قبل أن يتم اعتقالها.
وأفاد شقيق الشهيدة تيسير فرج الله، بأن شقيقته كانت في زيارة عائلية لابنتها التي تقطن بالقرب من المسجد، وفي طريق وصولها تعرضت لاعتداء من قبل مستوطنين وأطلقت عليها قوات الاحتلال الرصاص ما أدى إلى إصابتها.
وقال في حديثه لوكالة "صفا" إن الشهيدة سعدية مكثت أسبوعاً في المشفى قبل نقلها إلى السجن بسبب إصابتها.
وبيّن فرج الله أن شقيقته قضت أكثر من ثلثي فترة اعتقالها داخل زنازين العزل الانفرادي، مضيفاً: "كانت سعدية لا تطيق المكوث كثيراً داخل المنزل وكنا نلقبها بالحرّة، ما جعل أسرها وعزلها يؤثر بشكل كبير على صحتها النفسية والجسدية".
وأوضح أن شقيقته حضرت محكمتها الأخيرة في 28 من الشهر الماضي على كرسي متحرك، لافتاً إلى أن المحامي طالب بتقديم العناية الطبية اللازمة لها دون أية استجابة من قبل إدارة السجن.
وأكد أن الشهيدة سعدية لم تكن تعاني من مشاكل صحة قبل اعتقالها، وأصيبت بالضغط والسكري خلال فترة أسرها وتعرضت للإهمال الطبي المتعمد.
وبيّن أن قوات الاحتلال منعت الشهيدة من الزيارة لفترات طويلة بحجة المنع الأمني، وكانت تسمح لها بالتواصل مع عائلتها بمكالمة واحدة غير منتظمة كل أسبوعين أو ثلاثة لا تتجاوز الدقيقتين.
وقال إن شقيقته كانت تشتكي كثيراً من ظروف اعتقالها وعزلها، وإهمالها الطبي بالرغم من تدهور وضعها الصحي.
وأفاد فرج الله أن ظروف استشهاد شقيقته غير واضحة لغاية اللحظة، مشككاً برواية الاحتلال الذي أبلغهم عن تعرضها لجلطة تسببت باستشهادها.
وأضاف أن عائلة الشهيدة تطالب بتشريح جثمانها للوقوف على أسباب استشهادها، وتأكيد تعرضها للإهمال الطبي المعدم من قبل إدارة السجن.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أعلنت أمس الأحد عن وصول جثمان الشهيدة إلى معهد الطب العدلي في أبو كبير، وأن الطاقم القانوني قدم طلبا لمحكمة حيفا لتشريح وتسليم الجثمان والتحقيق في ظروف استشهاد الأسيرة سعدية.
وحمل فرج الله الاحتلال مسؤولية استشهاد شقيقته، مؤكداً على أن وفاتها كانت بسبب الضغوط التي مارسها الاحتلال في حقها داخل الأسر إلى جانب الإهمال الطبي المتعمد.
ظروف الأسيرات
وقالت الأسيرة المحررة شذى حسن في حديثها لوكالة "صفا"، إن الأسيرات يعانين من ظروف وأوضاع صعبة جداً على كافة الأصعدة.
وأوضحت أن الأسيرات يقضين 19 ساعة داخل الغرف ويسمح لهن فقط بخمس ساعات للفورة، ويكون من ضمنها وقت استخدام حمامات الاستحمام.
وبيّنت أن ساحة الفورة مليئة بكاميرات المراقبة ما يحد من حرية الأسيرات، ويتواجد في غرفة السجن الواحدة 7 أسيرات وبمساحة تقدر ثلاثة أمتار فقط للأسيرة الواحدة.
وأشارت حسن إلى سياسة الإهمال الطلبي المتعمدة في حق الأسيرات، مضيفةً "أن الأسيرات يرين الموت قبل تلقيهن لأي علاج، وبعض الأسيرات يرفض الذهاب لعيادة السجن لسوء ظروفها".
وأفادت بأن العلاج الوحيد الذي يقدم للأسيرات داخل السجن هي حبة مسكن للألم وبعد مماطلة كبيرة جداً، وإذا نقلت إلى عيادة السجن أو المشفى تنقل مكبلة بصرف النظر عن وضعها الصحي وفي ظروف سيئة وصعبة جداً.
وقالت إنها شهدت حادثة داخل السجن لأحد الأسيرات المصابات وكانت تعاني من آلام شديدة وغير قادرة على المشي ولم يتم النظر في حالتها أو إسعافها إلا بعد مرور 45 دقيقة.
وبيّن أن الأسيرات اللواتي يعانين من مراحل متقدمة من المرض ويحتجن الذهاب إلى المشفى، ينتظر دورهن لفترات تتجاوز ثلاثة أشهر.
وأكدت المحررة شذى أن العديد من الأسيرات أصبن داخل الأسر بالضغط ومرض السكري بسبب الإهمال الطبي والضغط النفسي الذي يمارس في حقهن.صفا