قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة إن عزوف الأردنيين عن المشاركة السياسية أمر مؤلم، والأردن الآن يسير بمشروع الإصلاح الشامل (سياسيا واقتصاديا وإداريا) بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف الخصاونة في حديثه لقناة "بي بي سي”، أن الأردن سيشهد حكومة حزبية منتخبة عندما يختار الملك ذلك بعد نضوج هذه التجربة الممتدة على مساحة تقريبا 10 سنوات.
وتابع: حينها يستطيع جلالته إذا أراد ذلك أن يكلف الحزب أو ائتلافات الأحزاب التي حققت أغلبيات داخل البرلمان بأن تشكل حكومات حزبية تمتلك برامجها وتحاسب على هذه البرامج.
وأكد رئيس الوزراء أن أكثر الأردنيين ومنذ سنوات لديهم أزمات مع الحكومات، ولا تختلف هذه الحكومة عن سابقاتها، لكن تدني ثقة الأردنيين بالحكومة الحالية له عدة أسباب؛ فهناك تراجع في منسوب الثقة بين المواطن والحكومات المتعاقبة، ولسنا مختلفين عنها .
وبين أن الحكومة الحالية تأتي بظروف استثنائية لا سابق لها، فهي تعاملت مباشرة مع استحقاقات حالة وبائية لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود، وبالتالي فإن أزمة كورونا وتبعاتها كانت سببا في تدني ثقة المواطن بالحكومة، وكانت عاملا إضافيا وأساسيا في تراجع شعبية هذه الحكومة.
ولفت إلى أن البنك المركزي الأردني لديه احتياطي نقدي تاريخي وقياسي، يبلغ 18 مليار دينار أردني، كما أن مؤشرات الاقتصاد الأردني صحية وإيجابية.
وقال الخصاونة إنه في حال لم ينعكس هذا الوضع الاقتصادي على الشارع الأردني، وبقيت شعبية الحكومة متدنية، فاستقالتي متعلقة بالصواب الذي عليّ أن أفعله في ضوء المعطيات المتوفرة، ولن يحكم عملي محاولات السعي لاستجلاب شعبويات وشعبيات على حساب المجازفة والمخاطرة بالاقتصاد الوطني الكلي ومصائر الأردنيين الاقتصادية وأوضاع الخزينة العامة على المدى الأبعد.
وقال رئيس الوزراء بشر الخصاونة إن هناك ارتفاعا مطّردا وكبيرا في عمليات تهريب المخدرات بشكل أساسي على الحدود الأردنية الشمالية والشمالية الشرقية.
وأضاف الخصاونة في حديثه لقناة "بي بي سي”، أن هناك حوارا ونقاشا مع السلطات السورية من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية وتنسيق في هذه المنطقة التي يزيد امتدادها على 340 كم، وهي واسعة ووعِرة.
وتابع: نعلم طبيعة وحجم التحديات على الجانب الآخر من الحدود داخل الأراضي السورية المرتبطة بانتشار قوات الأمن السورية والقوات العسكرية السورية في تلك المنطقة، ونحن نُكمل الجهد من جانبنا لمنع عمليات التهريب هذه وإيقافها، لكن هناك تصاعدا فيها، وهي عمليات منظمة وتشكل تهديدا كبيرا يوميا على القوات المسلحة.
وبين أن هذه العمليات ليست مسألة ربط مع جهات متحالفة أو قريبة من أحد، بل هي شبكة تهريب تمتد إقليميا على مساحة أكثر من دولة، وعائداتها تُسهم في تمويل من يقوم بالاستثمار في هذه التجارة بشكل ما، والشرطة العسكرية الروسية كانت تلعب دورا أساسيا ومحوريا في توفير الأمن عبر اتفاقيات المصالحة والهدنة التي رعتها روسيا في مرحلة من المراحل، وتحديدا في جنوب سوريا وعلى امتداد الحدود.
وأشار الخصاونة إلى أن قائمة الأولويات والإيقاعات لم تعد تسمح بأن نشهد هذا الحضور المكثف للشرطة العسكرية الروسية، الأمر الذي زاد من حجم التحدي والتأهب المطلوب منا للتعامل مع هذا الخطر الآن.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأردنية الإيرانية، قال: لم نتعامل من جانبنا مع إيران يوما واحدا كمصدر تهديد لأمننا القومي، ولدينا ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل إيران مع بعض الملفات الإقليمية ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي للأردن، بما في ذلك دول خليج العربي الشقيقة، .
وأضاف: نسعى إلى أن نصل لصيغة مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار، ونحن منفتحون على علاقة صحية للغاية مع جمهورية إيران، لكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي المعاصر الذي أعقب إنشاء منظمة الأمم المتحدة والمرتكز على عدم التدخل في الشؤون السياسية للدول، واحترام سيادتها ووحدتها الترابية ومبادئ حسن الجوار التي يجب أن تحكم إطار هذه العلاقات، خصوصا بين الدول المتجاورة.
وتابع رئيس الوزراء: ليس سرا أن التموضع الإيراني كان تموضعا شكل تحديا لبعض الدول الشقيقة فيما يتعلق بممارسة شكل من أشكال النفوذ الذي لم يخدم بالضرورة استقرار هذه الدول وشكل تهديدا لدول شقيقة أخرى.