عودة الهدوء لسريلانكا بعد موافقة الرئيس ورئيس الوزراء على الاستقالة
جو 24 :
عاد الهدوء إلى سريلانكا اليوم الأحد بعد موافقة الرئيس الهارب غوتابايا راغابكسا ورئيس الوزراء رانيل فيكرمسينغ على الاستقالة، بينما حذرت دول عربية مواطنيها من السفر إليها.
واقتحم المتظاهرون أمس السبت القصر الرئاسي بالعاصمة كولومبو، ومنزل رئيس الوزراء رانيل فيكرمسينغ، قبل أن يضرموا النار فيه، وسط غضب من انهيار اقتصاد البلاد.
وأظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل القصر الرئاسي مئات المحتجين -وقد لف بعضهم الأعلام حول شجسده-وهم يحتشدون في غرف القصر الرئاسي وممراته، ويرددون شعارات مناهضة لراغابكسا.
وأظهرت مقاطع فيديو بعض المتظاهرين يسبحون في حوض السباحة داخل القصر، وجلس آخرون على الفرش والأرائك، وشوهد البعض يفرغ خزانة ذات أدراج؛ في مقاطع انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واستمر المحتجون اليوم الأحد في التجول في أرجاء مقر إقامة الرئيس الذي تم تدمير أجزاء منه.
وأضرم آخرون النار في المنزل الخاص لرئيس الوزراء رانيل فيكرمسينغ الذي وافق أيضا على الاستقالة لإفساح المجال أمام تولي حكومة تضم جميع الأحزاب.
ولم يكن الرئيس ولا رئيس الوزراء موجودين حينما هاجم الناس مسكنيهما.
موافقة على التنحي
وقال رئيس البرلمان ماهيندا يابا آبيواردينا، إن الرئيس راغابكسا، بطل الحرب الأهلية التي استمرت ربع قرن ضد متمردي التاميل، يعتزم الاستقالة يوم الأربعاء.
وأضاف آبيواردينا في بيان مصور، أن الرئيس اتخذ قرار التنحي في 13 يوليو/تموز لضمان تسليم سلمي للسلطة، مطالبا المواطنين باحترام القانون والحفاظ على السلام.
بدوره، قال مكتب فيكرمسينغ إن رئيس الوزراء وافق على التنحي.
وأظهرت قنوات إخبارية محلية حريقا ضخما ودخانا يتصاعد من منزله في إحدى ضواحي كولومبو الغنية. وتولى فيكرمسينغ رئاسة الحكومة 6 مرات، وينظر إليه أيضا على أنه جزء من النخبة الحاكمة غير المكترثة بالشعب.
وفي سياق متصل، قال صندوق النقد الدولي الذي يجري محادثات مع الحكومة السريلانكية بشأن خطة إنقاذ محتملة بقيمة 3 مليارات دولار إنه يأمل التوصل إلى حل للوضع الحالي يسمح باستئناف الحوار بشأن برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي.
الولايات المتحدة تراقب
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تراقب التطورات في سريلانكا عن كثب، وأن الشعب هناك يطالب بالشفافية وبمستقبل أفضل.
وندد بلينكن بالعنف تجاه المظاهرات في سريلانكا، مطالبا بتحقيق شامل وبملاحقة المسؤولين عن أحداث العنف في مظاهرات سريلانكا.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة تتابع هذه التطورات عن كثب وتدين أي عنف ضد المحتجين السلميين والصحفيين.
وأضاف أن واشنطن تدعو إلى تحقيق كامل واعتقال ومحاكمة أي شخص متورط في حوادث عنف على صلة بالاحتجاجات.
وتابع المتحدث "نحث هذه الحكومة أو أي حكومة جديدة يتم اختيارها دستوريا على العمل بسرعة لتحديد وتنفيذ الحلول التي من شأنها تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل، ومعالجة استياء الشعب السريلانكي من تدهور الأوضاع الاقتصادية، بما في ذلك نقص الطاقة والغذاء والوقود".
تحذيرات عربية
في السياق، طالبت 5 دول عربية أمس مواطنيها المقيمين في سريلانكا بتوخي الحذر بعد الاضطرابات المتزايدة في البلاد، في حين طالب بعضها بسرعة المغادرة.
وحثّت الخارجية الكويتية مواطنيها على تأجيل السفر إلى سريلانكا وتجنب الموجودين هناك مناطق الاضطرابات والاحتجاجات والعمل على مغادرتها في أقرب فرصة ممكنة.
ودعت خارجية البحرين مواطنيها إلى عدم السفر لسريلانكا حاليا والموجودين هناك إلى مغادرتها فورًا، والابتعاد عن أماكن التجمعات حفاظًا على سلامتهم، نظرًا للظروف الأمنية الراهنة.
بدورها، طلبت السفارة السعودية لدى سريلانكا من مواطنيها تأجيل السفر إليها، وكما دعت رعاياها هناك لأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن التجمعات والمظاهرات.
بينما أهابت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية مواطنيها الموجودين بسريلانكا بضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب مواقع المظاهرات وأماكن الاضطرابات.
وفي السياق ذاته، دعت سفارة الإمارات في كولومبو، المواطنين الموجودين فيها إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق المظاهرات، والتواصل مع السفارة في الحالات الطارئة.
من جهتها، أعربت الخارجية التركية أمس عن قلقها إزاء التطورات المرافقة للمظاهرات المستمرة في سريلانكا، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف.
وتشهد سريلانكا مظاهرات عارمة للمطالبة باستقالة رئيس البلاد غوتوبايا راغابكسا، ورئيس الوزراء رانيل فيكرمسينغ، في إطار مظاهرات واسعة احتجاجا على سوء المعيشة بسبب الأزمة الاقتصادية.
وسبق أن أعلن فيكرمسينغ في يونيو/حزيران الماضي، انهيار اقتصاد بلاده بالكامل وعدم قدرتها حتى على دفع مستحقات واردات النفط.
وتعاني سريلانكا منذ عدة أشهر نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية، وهي أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال البلاد عام 1948، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة والتحويلات المالية من المغتربين.
المصدر: الجزيرة