كيف ستساعد التكنولوجيا على طلب العلم في المستقبل؟
جو 24 :
كان التعلّم من بعد تحدّياً كبيراً خلال بداية الجائحة، لكنّه أصبح اليوم أمراً طبيعيّاً ووسيلة لتسهيل حياتنا، بغضّ النظر اعتبار الكثيرين أنّ التعلّم في الصّف أكثر فاعليّة، إلّا أنّ التعليم الرقميّ دائماً ما يتمّ الحديث عنه كمستقبلٍ للتعلّم.
مراحل الانتقال الرقميّ
في كلّ مرة يريد الخبراء نقل تجربة ما إلى الإنترنت، يتكرّر نفس السيناريو، إذ يحاول التقنيّون نسخ التعليم التقليديّ إلى العالم الرقميّ. يسعى المسؤولون عن التحوّل في المرحلة الأولى إلى إقناع الناس والتبرير بأنّ التعلّم عبر الإنترنت "أفضل لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الفصل الدراسيّ الفعليّ"، ويتمّ تدريب الأساتذة والمعلّمات ومساعدتهم على استخدام التقنيات الجديدة.
بعد ذلك، عندما تبدأ المؤسّسات بالاستفادة من ال#تكنولوجيا تتوقّف عن التبرير، والاعتذار عن الاختلافات الواضحة بين التعليم من بُعد والتعليم في الفصول الدراسيّة الفعليّة، وهذه المرحلة الثانية؛ عندها، نرى الكثير من تفاعل الطلاب، إذ تقدّم الشركات المزيد من الطرق للطلاب لتقديم إجابات وطرح الأسئلة بشكل متكرّر، وتعطي المشرفين من الأدوات ما يسمح لهم بتوجيه الصّف بشكل أفضل، وغيرها.
أمّا المرحلة الثالثة فتكون عندما تبدأ المؤسّسات بتطوير الأدوات والمحتوى والخبرات للتنسيق عبر الإنترنت تحديداً.
مع انتشار #الوباء بسرعة، خاض المعلّمون والطلاب المرحلة الأولى بسرعة كبيرة، فحاول المسؤولون نقل تجربة التعليم العاديّة إلى الإنترنت في أقلّ وقت، والقيام بذلك مع التحدّيات الأخرى التي يواجهونها من مثل انتشار الوباء بين عائلاتهم، وعدم توافر الأجهزة والإنترنت عند الجميع.
لكّن المرحلتين اللاحقتين، اللتين تعتبرهما "فوربس" الأهمّ في عمليّة التحوّل الرقمي، لم تُتيحا للجميع المرور بهما نتيجة الأوضاع المحيطة.
إذن، ما الذي سيشمله المستقبل حيث يُمكن للمعلّمين أن يكونوا أكثر استعداداً للتعليم عبر الإنترنت؟
1) كثرة الخيارات وسهولة الوصول
من أهمّ خصائص التعلّم من بُعد هو أنّه يمكن للطلّاب الاستفادة منه بغضّ النظر عن موقعهم الجغرافيّ، كما أنّه يخفّض مصاريف التنقّل إلى حرم المدرسة أو الجامعة. يفيد الإنترنت أيضاً في سهولة جمع طالبي العلم ذوي الاهتمامات المشتركة وجمعهم في صفّ واحد، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا يرتادون نفس المدرسة.
هذا، وقد تتّسع خيارات التعلّم وتُتاح صفوف جديدة مناسبة لاهتمامات الطلّاب؛ لذا فإن مستقبل التعلّم عبر الإنترنت ينطوي على توافر المزيد من فرص التعلّم، وهذا الأمر لديه القدرة على تحفيز المتعلّمين للمشاركة أينما كانوا
2) المشاركة
تشير الأبحاث إلى أنّه كلّما زادت المشاركة في الصف، كان أداء المتعلّمين أفضل، وللتعلّم عبر الإنترنت الكثير من المزايا.
في الفصل التقليدي، يجب رفع الأيدي والحديث أمام الجميع، ممّا قد يُخيف العديد من الطلاب الخجولين ويمنعهم من إبداء آرائهم في موضوع ما. أمّا عبر الإنترنت، فتوجد طرق عديدة لمشاركة الجميع، حيث يمكن اقتراح "مجهول الهوية"، دردشة خاصة، وصفوف فرعيّة؛ بالإضافة إلى إتاحة وسائل لتتبع من كان نشطاً، وإعطاء تنبيهات مفيدة وودّية حسب الحاجة.
3) أنماط متعدّدة للتعليم
تُتيح التكنولوجيا أنواعاً كثيرة من الأنشطة والعروض التوضيحيّة التي يُمكن أن تؤدّي إلى دروس وتجارب متنوّعة للغاية وجذابة للغاية. يُمكن إدارة الاختبارات القصيرة والواجبات وتقييمها والتفاعل معها في الوقت الفعليّ، ممّا يمنح المعلّمين فرصاً سلسة لإعطاء التعليمات. يمكن أيضاً تضمين وتوزيع الفيديو والصّوت بسهولة.
هذا، ويستطيع الطلاب رؤية النماذج ثلاثية الأبعاد للظواهر العلميّة ومعالجتها، وذلك من دون التعمّق في الواقع المعزَّز والافتراضيّ.
4) الذكاء الاصطناعيّ والتكيّف
من المعروف أنّ الطلّاب يتعلّمون بشكل أفضل عندما يواجهون تحدّيات على مستوى يمكنهم التعامل معه، ولكن لا يمكن تخطّيها من دون التفكير والعمل. ولكنّ بعض الأنشطة والتحدّيات قد تكون مناسبة للطلّاب، ومملّة أو صعبة للبعض الآخر.
المهام والأنشطة التكيّفية قادرة على إعطاء بعض الاختيارات للطلاب الذين يحتاجون إلى المراجعة أو إلى التأكّد من المعلومات، وإلى التحدّيات لأولئك الذين هم على وشك الشعور بالملل.
تقوم المهام التكيّفية حاليّاً بعمل جيّد للغاية في توفير التحدّيات، وتعزيز الثقة عند الحاجة، واستغلال وقت الطلاب بشكل أكثر حكمة. ولكن المستقبل أكثر إشراقاً على حدّ تعبير "فوربس"، حين يمكن "تعلّم الأنشطة وإشراك الطلاب بطرق تعزّز معرفتهم، وأكثر من ذلك بكثير".