تجدد قصف محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا والأمم المتحدة تبدي قلقها
جو 24 :
تعرّضت محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، للقصف مجددا الخميس، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشن الضربات الجديدة، في حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة قبيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن بهذا الشأن من خطر وقوع "كارثة".
وحذّرت مجموعة "أنيرغواتوم" الأوكرانية المشغّلة للمحطة من أن "الوضع يزداد سوءًا"، مشيرة إلى "وجود مواد مشعة في مكان قريب وتضرر أجهزة عدة لاستشعار الإشعاعات".
وقال يفغيني باليتسكي، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية التي أقامتها موسكو في هذه المنطقة الواقعة في جنوب البلاد ويسيطر عليها الروس "حاليا لم يسجّل أي تلوّث في المحطة ومستوى النشاط الإشعاعي عادي"، مشددا على أن "أطنانا عدة" من النفايات الإشعاعية مخزّنة في المكان.
وأعلنت شركة إنيرغواتوم تسجيل "خمس ضربات جديدة في المحيط المباشر لمستودع للمواد المشعة" متهمة القوات الروسية بشنها.
وكانت القوات الروسية سيطرت على المحطة في الرابع من آذار/مارس، بعد أيام قليلة على بدء الحرب.
من جانبه، اتهم المسؤول الموالي للروس فلاديمير روغوف العضو في الإدارة التي شكلتها موسكو في المنطقة عبر تلغرام "مقاتلي (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي" بشن الضربات.
وأكّد روغوف أن الهجوم نفذ بقاذفات صواريخ متعددة وقطع مدفعية ثقيلة من الضفة اليمنى لنهر دنيبر، مشيرا خصوصا إلى بلدة مارغانيتس حيث قتل 13 مدنيا أوكرانيا الأربعاء في قصف روسي، وفقا للسلطات الأوكرانية.
وكانت المحطة استُهدفت بعمليتي قصف الأسبوع الماضي، ما أثار قلق المجتمع الدولي.
والخميس دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية ومحيطها مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوروجيا التي تعرضت لقصف جديد.
وتواصلت المعارك ليلة الخميس على خط الجبهة في أوكرانيا، بما في ذلك بالقرب من المحطة.
"تداعيات كارثية" محتملة
والخميس جاء في بيان للأمين العام للأمم المتحدة أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة "للأسف، بدلا من خفض التصعيد، وردت تقارير على مدى الأيام العديدة الماضية، عن مزيد من الحوادث المقلقة للغاية والتي يمكن أن تؤدي إذا استمرت، إلى كارثة".
وتابع "لنكن واضحين أن أي ضرر محتمل يلحق بمحطة زابوروجيا أو أي منشآت نووية أخرى في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على المنطقة المجاورة، ولكن على الإقليم وما هو أبعد منه. هذا غير مقبول على الإطلاق".
وناشد غوتيريش "جميع الأطراف المعنيين التحلي بالحكمة والتعقل".
وشدد على "وجوب عدم استخدام الموقع في سياق العمليات العسكرية" داعيا إلى إنشاء "محيط منزوع السلاح لضمان أمن المنطقة".
ويعقد مجلس الأمن الدولي الخميس اجتماعا طارئا للبحث في الملف الشائك، بطلب من روسيا.
من جانبها، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان أن مديرها العام رافايل غروسي سيبلغ مجلس الأمن "بالوضع على صعيد الأمن والسلامة النووية" في المجمّع وبـ"الجهود التي يبذلها في سبيل إرسال بعثة خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الموقع في أقرب وقت ممكن".
والخميس قال الرئيس الأوكراني في مداخلة مخصصة لمؤتمر للمانحين في كوبنهاغن إن "روسيا هي حاليا دولة إرهابية وهي تأخذ المحطة النووية رهينة وتمارس الابتزاز بكارثة نووية".
وتابع أن روسيا يمكنها أن تتسبب في المحطة بـ"أكبر حالة طوارئ إشعاعية في التاريخ (...) والتبعات يمكن أن تكون أسوأ من تلك (التي نجمت عن حادثة العام 1986) في تشيرنوبيل".
وأعلن وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف الخميس جمع 1.5 مليار يورو مخصصة لتدريب القوات الأوكرانية وتوفير العتاد لها خلال مؤتمر دولي في كوبنهافن بمشاركة 26 دولة.
ضربات روسية
في نيكوبول (جنوب شرق) على بعد نحو مئة كيلومتر من محطة زابوروجيا الواقعة على الضفة المقابلة من نهر دنيبر، أعلن الحاكم فالنتين رزنيشينكو عبر حسابه على تلغرام مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بجروح خلال الليل في قصف روسي براجمات صواريخ غراد.
في دونباس (شرق)، أعلن رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو على تلغرام صباح الخميس أن 11 مدنيًا قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ستة منهم في بخموت وثلاثة في سوليدار وواحد في كراسنوغوريفكا وآخر في أفدييفكا.
وتحاول القوات الروسية، التي تقصف سوليدار بشكل مستمرّ، طرد الجيش الأوكراني من المدينة حتى تتمكن من التقدم نحو مدينة بخموت المجاورة.
ومنذ أن وضعت القوات الروسية حدا لعملياتها في محيط كييف وانسحبت من منطقة العاصمة الأوكرانية، يركّز الكرملين الجهود على منطقة دونباس التي يسيطر عليها جزئيا منذ العام 2014 انفصاليون موالون للكرملين.
لكن التقدم الروسي بطيء جدًا، وتحولت الحرب إلى مبارزة مدفعية بين جيشين متحصنين حول بعض البلدات.
وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو "نحن بانتظار أن تحرر قواتنا المسلّحة جنوب بلادنا، بما فيه ماريوبول. نحن بانتظار هذا الأمر الذي سيتحقق قريبا".
في بيلاروس نفى الجيش الخميس، معلومات وردت بشأن تفجيرات قد تكون حدثت ليلا بالقرب من مطار عسكري في منطقة غومال في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان أنه في "العاشر من آب/أغسطس، وقرابة الساعة 23:00 (20:00 ت غ) وخلال جولة مراقبة اشتعلت النيران في عربة" من دون تفاصيل أخرى.
ودمرت انفجارات قوية الثلاثاء، مستودعا للذخيرة في مطار عسكري روسي في القرم ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين وأثار الذعر بين آلاف السياح الروس الذين يمضون عطلهم في شبه الجزيرة.
وأكد الجيش الروسي أن هذه الانفجارات لم تنجم عن أي عملية إطلاق نار أو قصف.
ورغم أن السلطات الأوكرانية لم تقر رسميا بمسؤوليتها عن الحادث، أكد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على تويتر الثلاثاء أن "على الجيش الروسي أن يعتبر وباء الحوادث التقنية في القواعد الجوية في القرم وبيلاروس تحذيرا: انسوا أوكرانيا، اخلعوا البزات وارحلوا. لن تكونوا بمأمن لا في القرم المحتلة، ولا بيلاروس المحتلة".
أ ف ب