2024-07-31 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"البشير": مستشفى الفقراء يرزح تحت الضغوط ونقص الامكانات

البشير: مستشفى الفقراء يرزح تحت الضغوط ونقص الامكانات
جو 24 :

انتظار طويل، وتعب يصل الى مرحلة الملل والعصبية في كثير من الاحيان، وازدحام يصفه مراجعون بـ"غير معقول"، هي اجواء تسود ارجاء وردهات مستشفى البشير بصورة يومية، تشعر المراجع انه من الصعب عليه ان يحظى بفرصة، تبدو ثمينة وغير متوفرة احيانا كثيرة، لنيل اهتمام طبيب او ممرض.
هذا الانطباع يكاد يشعر به كل زائر لمستشفى البشير، أكبر المستشفيات الحكومية في المملكة، والذي يوصف بـ"مستشفى الفقراء".
في مبنى العيادات الخارجية للمستشفى، الذي يضم 38 وحدة، يبدأ المراجعون بالتوافد منذ الصباح الباكر لحجز مقعد ودور لرؤية الطبيب، فيما يتدافع كثيرون لنيل الدواء حاملين الوصفات الطبية.
"حجزت دورا منذ التاسعة صباحا عند طبيب الاطفال"، تقول المراجعة منى، التي تحمل في حضنها ابنها الرضيع. وتضيف وهي تشير الى الطابور الكبير أن زيارة "البشير" لا يمكن أن تنتهي بساعة أو ساعتين، وقد يضيع اليوم باكمله".
أكثر من 50 % من المراجعين للعيادات الخارجية، والذين يتجاوز عددهم 3 آلاف مراجع يوميا، هم من النساء والعجزة والأطفال، يأتون من مختلف المحافظات، ليزيدوا ضغطا أكبر على المستشفى، فيما يعاني المستشفى وعياداته من نقص الاختصاصيين، وكوادر التمريض ونقص الادوية والخدمات.
مدير المستشفى الدكتور عصام الشريدة يقول لـ"الغد"، ردا على هذه الملاحظات، ان الاحوال في "البشير" تغيرت عما كانت عليه في السابق، وتطورت كثيرا. غير انه يعترف ان هناك "تقصيرا كبيرا"، ليس من قبل الكوادر الطبية او وزارة الصحة، ولكن نتيجة الاعداد الكبيرة التي تراجع المستشفى يوميا.
ويضيف الشريدة ان المستشفى يعاني نقصا في اطباء الاختصاص، كما يعاني من الازدحام ونقص اعداد الممرضين، ونقص الادوية، ويحتاج الى تخصصات نوعية، مثل تخصصات الاعصاب والاوعية الدموية والدم والجراحة العامة والتخدير.
ويبين ان المستشفى طلب من وزارة الصحة مؤخرا تأمينه بـ 26 طبيب اختصاص.
كما يعاني المستشفى من نقص في اعداد الممرضين والممرضات، اذ لا يمكن للممرض أن يقدم الخدمة لاكثر من 100 مريض ومراجع يوميا، بحسب ممرضين في المستشفى.
وتقول الممرضة (ن) انها لا يمكن ان تتمكن من استقبال ورعاية نحو 130 مريضا يوميا بصورة كفؤة وكاملة، حيث يتوافد هذا العدد الكبير يوميا على العيادة الواحدة، فيما لا يستطيع الطبيب، الذي تعمل معه، رؤية أكثر من 200 شخص يوميا.
الشريدة يرى أن المراجع يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الخلل في عمل العيادات الخارجية. ويقول "يصر المراجعون على القدوم الى المستشفى بدون موعد، او لصرف وصفة طبية، ويأتوننا من مناطق بعيدة".
ويبين أن إدارة المستشفى وجدت أن الحل يكمن في إنشاء "وحدة مواعيد"، لضبط التحويلات من خارج المستشفى. ويضيف "أصبحنا نتسلم المواعيد عبر الهاتف والايميل والفاكس، بحيث ننظر في الحالات الطارئة لنعطيها اولوية، اما الحالات غير المستعجلة، فتأخذ وقتا اطول".
ويلفت إلى أن هذا النظام معمول به في كل دول العالم، معتبرا أن الحل الأمثل لهذه الأزمات يكمن في "إصلاح شامل لنظام المراجعات"، من خلال تطبيق نظام توزيع المراجعات ضمن الفترة الواحدة، لتجنب الزحام والضغط.
ويشير الشريدة الى أن النقص في الكوادر يمكن ان يعد سببا في تراجع ونقص الخدمات الفندقية فقط، وليس الصحية، وانه "في بعض الأحيان ينتج عنه شعور بسوء التعامل من قبل المراجع، كما يلعب سوء سلوك بعض المراجعين، دورا في الحد من الخدمة والتقصير. ويضيف "لا يعقل ان يلجأ البعض الى اقتلاع صنابير المياه، من وحدات المياه او اتلافها وهي خدمة عامة".
ويلفت الشريدة إلى أن "الأولوية تعطى دائماً للناحية الطبية والعلاجية، اما التعامل والخدمات الأخرى، فتحتل مركزاً ثانوياً في ظل هذا النقص".
ويصر على أن المستوى الطبي لـ"البشير" يضاهي "أفضل" المستشفيات في العالم، أما المستوى الخدمي فيظل دون المطلوب.
في إحدى الغرف، تتحدث ام صالح عن معاناتها طوال الليلة السابقة، عندما لم تجبها أي ممرضة لاعطائها مسكنا لألم المغص الذي ألم بها. وتقول ان ذلك بسبب نقص اعداد الممرضات. فيما يشير الشريدة الى ان الممرضات "ينتظمن عادة في جولاتهن بكل دقة واخلاص".
ويرزح المستشفى تحت ضغط كبير من المراجعين والمرضى، حيث سجل العام الماضي 82747 حالة دخول الى اقسامه المختلفة، فيما بلغ عدد المراجعات لعياداته الخارجية (554434) حالة. اما قسم الاسعاف والطوارئ فراجعه العام الماضي 387456 مريضا، واجريت في المستشفى 23096 عملية جراحية كبرى ومتوسطة وصغرى، فضلا عن اجراء 5016729 فحصا مخبريا.
ويبلغ عدد الاسرة في المستشفى 962 سريرا، من المقرر ان يتم رفعها مع نهاية العام الحالي الى 1200 سرير، لترفع العام المقبل الى 1550 سريرا، وفقا للشريدة.
حجم الكادر الطبي في المستشفى، يتوزع على نحو 3020 شخصا، بينهم 855 طبيبا، و1100 ممرض وممرضة.
رغم الملاحظات والانتقادات العديدة، فان ادارة المستشفى الأكبر على مستوى المملكة، بين عشرات المستشفيات الحكومية والخاصة، تلفت الى ان احوال المستشفى "تغيرت في السنوات الأخيرة إلى الأفضل". وتشير الى ان "من يعرف البشير قبل خمس سنوات، سيرى اليوم الفرق في اوضاعه، من حيث إعادة تنظيم الأقسام، وتجميع المتقاربة منها في مجمعات خاصة"، إضافة إلى "رفع مستوى النظافة في أقسام المستشفى، وتحسين مستوى الجودة ودقة التنظيم في عدد من الاقسام".
(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news