قرار روسي يثير اضطرابا بأوروبا.. فرنسا تعتزم تشغيل مفاعلاتها النووية وألمانيا تستخدم مخزونات الغاز
جو 24 :
تفاعلت الأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية، اليوم السبت، مع قرار موسكو وقف ضخ الغاز عبر خط "نورد ستريم-1" إلى أجل غير مسمى، وسط مخاوف من حدوث أزمة طاقة في القارة العجوز خلال فصل الشتاء المقبل.
وقد أعلنت برلين عزمها استخدام مخزونات الغاز والبحث عن بدائل للغاز الروسي، كما قررت باريس تشغيل جميع مفاعلاتها النووية لتأمين احتياجات الطاقة خلال الشتاء.
أمس، أعلنت غازبروم الروسية وقف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر "نورد ستريم-1" إلى أجل غير مسمى، وعللت قرارها بأعطال في آخر توربين يعمل بخط الأنابيب.
يذكر أن هذه الشركة أوقفت ضخ الغاز عبر الأنبوب الأربعاء الماضي، وقالت إن ذلك سيستمر 3 أيام، على أن يستأنف عمل الخط اليوم، وهو ما لم يحدث.
وأعلنت الشركة الروسية مشاركة شركة سيمنز إينرجي الألمانية في أعمال إصلاح نورد ستريم، وقالت إنها جاهزة لاستكشاف أخطاء التوربينات وإصلاحها، "لكن ليس لديها مكان لإصلاحها".
في المقابل، قالت شركة سيمنز إنها لم تتلق أي طلب من غاز بروم لإصلاح الأعطاب في الخط، وإنها ليست طرفا في أي أعمال صيانة في نورد ستريم منذ الساعة العاشرة من مساء أمس.
الخطوات البديلة
وتسبب قرار وقف الضخ عبر هذا الأنبوب إلى أجل غير مسمى في اضطرابات شديدة بالأسواق الأوروبية. ففي ألمانيا، أعلنت وزارة الاقتصاد عن توتر في سوق الغاز، إلا أنها أكدت أن "أمن الإمداد مضمون".
وأفادت الوزارة الألمانية بحدوث تقدم ملموس في تأمين إمدادات للغاز بديلة عن الغاز الروسي. وكشفت أن مستويات تخزين الغاز تجاوزت حاليا 84%.
أما وزير المالية كريستيان ليندنر، فقد اتهم روسيا بمحاولة الاستفادة اقتصاديا من حالة عدم الاستقرار في أسواق الطاقة بسبب حربها على أوكرانيا.
وفي ختام اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع، دعا ليندنر إلى اتخاذ خطوات تحرم موسكو من تحقيق إيرادات مرتفعة من صادرات النفط والغاز.
من جهتها، أعلنت فرنسا أنها ستعمد إلى تشغيل جميع مفاعلاتها النووية الـ 56 خلال الشتاء، من أجل التغلب على أي أزمة متوقعة في الطاقة.
وفي فرنسا أيضا، دعت وزيرة الطاقة أنييس بانييه روناتشر إلى تضامن أوروبي لتجاوز الشتاء المقبل دون نقص في إمدادات الطاقة.
ونقلت رويترز عن وزير اقتصاد إيطاليا دانييلي فرانكو قوله "وارداتنا من الطاقة هذا العام اقتربت من 100 مليار يورو مقابل 43 مليارا في 2021".
وقالت رئيسة وزراء السويد ماجدالينا أندرسن "نواجه احتمال شتاء حربي، وإذا لم نتحرك قد نواجه اضطرابات خطيرة في دول الشمال ودول البلطيق".
وأضافت أن ما سمتها "حرب الطاقة الروسية" لها تداعيات خطرة على أوروبا، وتهدد استقرارها المالي، وتعهدت رئيسة وزراء السويد بتقديم ضمانات مالية لشركات طاقة دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق.
ونقلت فايننشال تايمز أن وزراء الطاقة الأوروبيين سيناقشون في اجتماع طارئ الجمعة القادم خطوات لتخفيف نقص السيولة لشركات الطاقة.
استخفاف موسكو
ومن جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني إن الاتحاد يتوقع من بوتين احترام تعاقدات روسيا، مضيفا أن الدول الأعضاء مستعدة لكل الاحتمالات.
وقد اعتبر الاتحاد الأوروبي أن قرار موسكو وقف تصدير الغاز لأجل غير مسمى، للدول الأوروبية، دليل على استخفاف موسكو بالتزاماتها، وتفضيلها حرق الغاز بدلا من احترام العقود الموقعة.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو "إغلاق غازبروم خط نورد ستريم-1 بذرائع غير صحيحة تأكيد جديد على أنها مصدّر غير موثوق فيه".
تعليق أميركي
ورحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بقرار مجموعة السبع وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي، واعتبر -في تغريدة على تويتر- أن القرار خطوة كبيرة تحرم بوتين من تمويل ما وصفها بحربه غير المبررة في أوكرانيا.
وفي حديث للجزيرة، قالت نائبة المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن واشنطن ستواصل العمل المشترك لمعالجة وضع الطاقة المقلق بأوروبا. وأضافت أن خزانات أوروبا للغاز ستكون ممتلئة بحلول موسم الشتاء.
(الجزيرة)