جزر القمر
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
أتابع منذ فترة النشاط المستمر للدولة العربية الشقيقة جزر القمر على الصعيد السياسي العربي والرياضي والثقافي، تلك الدولة التي لو سألنا عنها العديد من أبناء الدول العربية لما عرفوا عنها شيئاً للأسف.
هذه الدولة نشيطة عربياً، فهي تتواجد في المحافل العربية كافة وتستطيع أنت كعربي متابعة نشاطها ومعرفة كم تحاول هذه الدولة من التقرب إلى أشقائها العرب، وما لفت نظري هو تواجدها في عاصمتنا عمان الأسبوع الماضي من خلال مشاركة (اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات) الجزر قمرية في لقاء المنظمة العربية للإدارات الانتخابية، فجزر القمر دائمة حاضرة عربياً.
جزر القمر تلك الدولة صغيرة المساحة والسكان حيث لا تتجاوز مساحتها 2000كم وعدد سكانها ما يقارب المليون نسمة تُعدّ من أصغر الدول الإفريقية إلا أنها تقع في موقع جغرافي مهم في المحيط الهندي في الساحل الشرقي من القارة الإفريقية والجنوب الوسطي من الوطن العربي، فهي تتشكل من أربع جزر رئيسية هي: جزيرة انجزيجة وموالي وانزواني وماهوريه.
لاشك بأن الوطن العربي مثقل بالمشاكل، وكل دولة تعاني من همومها الاقتصادية والسياسية وتعاني ما تعانيه داخلياً وخارجياً.
ولكن هناك مميزات مهمة من الممكن الاستفادة منها من خلال تعزيز العلاقة مع جزر القمر فهي تتمتع بموقعها الجغرافي والجيوسياسي المهمين، بالإضافة إلى المناخ والتربة الزراعية الخصبة.
تلك الدولة ممكن أن تستفيد من الغير بتدريس اللغة العربية ونشرها بشكل أوسع وأفضل وغيرها من الأمور التي تعزز انخراطها بالمجتمعات العربية والبيئة العربية الإسلامية.
إن ترك الفراغ وعدم التواصل مع الأشقاء في جزر القمر سوف يعطي مجالاً لدول عدة للاستفادة من الجيوسياسية والموقع الجغرافي للأشقاء وهذا ما حدث تقريباً في دولة الصومال الشقيقة؛ فهناك مطامع إقليمية ودولية تحيط بنا، ويجب الانتباه حتى لا نفقد منطقة حيوية جديدة من الممكن أن تقدم إضافة نوعية لمنطقتنا العربية.