تفاعل واسع مع مقطع للمعلم السعودي محمد بن عميس.. فما قصته؟
تلقت امرأة سعودية راحلة، سيلاً من عبارات الثناء والإشادة من مواطنيها بعد نحو ستة عقود من حادثة واجهت فيها تحدياً صعباً انتصرت فيه بعزيمتها لابنها الذي كشف عن تفاصيل القصة الحزينة والمؤثرة بعد كل تلك السنين.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها ملايين السعوديين، شوهد مقطع فيديو للمعلم السعودي محمد بن عبدالله بن عميس، مئات آلاف المرات في غضون ساعات فقط، حيث أثار حديثه عن والدته موجة حزن وإعجاب كبيرتين في آن.
وكان الرجل الذي تقاعد منذ سنوات، يتحدث عن طفولته وهو في الصف الرابع الابتدائي في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير في جنوب غرب المملكة عام 1967، عندما وجد نفسه في مواجهة تحدٍ صعب بسبب فقر أسرته، قبل أن تنتصر له والدته رغم شقاء حياة الأسرة في تلك السنين.
وروى المعلم عميس كيف تعرض للضرب من مدير المدرسة في تلك الحادثة لارتدائه ثوباً أسود لا يلائم الحر الشديد، حيث طلب منه المدير ارتداء ثوب أبيض بدلاً منه، دون أن يقدر حال أسرته التي كانت عاجزة عن تلبية ذلك الطلب.
لكن الأم العصامية قررت الانتصار لولدها في اليوم نفسه، حيث توجهت لجمع الحطب طوال اليوم بكمية كبيرة تفوق طاقتها، وباعته في اليوم التالي واشترت لابنها ثوباً أبيض كما قال المعلم الذي قطع قصته عن والدته الراحلة بسبب الدموع، وبدا مسامحاً لمديره الذي وقف خلف تلك الحادثة.
وكان الإعلامي السعودي صلاح الغيدان بين من نشروا مقطع الفيديو عي حسابه في تويتر، وكتب معلقاً ”وكأن مدير المدرسة ضرب والدته.. رفقاً بالمتعففين يا قائدي المدارس".
وكتب الأكاديمي السعودي سعد عبدالله آل ثابت معلقاً ”جيل عصامي حفر في الصخر وذاق مرارة الفقر والمعاناة والحاجة … تلك الحياة صنعت منهم رجال أكفاء وناجحين وفي مستوى المسؤولية ، رحم الله والدته وعوضها بصبرها جنات النعيم".
بينما علق مغرد يدعى خالد بالقول ”تخيلت حملة الحطب الي جمعتها هذه الام كم التعب الي عانته من اجل جمع الحطب والي يحطب يعرف هذا التعب وكم الجهد الي حملت فيه الحطب على ظهرها ، درس عظيم لخشاش اليوم من النساء ، ودرس آخر لقساه القلوب من معلمين واداريين".
وكشف إمام وخطيب جامع بن صمان، في أحد رفيدة، الشيخ سعد آل دايل، جانباً من حياة المعلم عميس الذي زامله في إحدى المدارس، وقال ”هذا المعلم الفاضل/ محمد بن عبدالله بن عميس، زاملته معلما في ابتدائية الإمام الشعبي في أحد رفيدة".
وتابع ”أحسبه من خيرة وأفاضل من مرّوا على التعليم، مجتهد ومخلص في عمله، وفي أشد ظروفه لا يغيب عن عمله. و لعلّ ما هو فيه من بركة في صحته وأولاده هو نتاج ما قدّم .. جزاه الله خيرا".
وشهد قطاع التعليم في السعودية منذ ذلك الحين، سيما في السنوات الأخيرة، تطوراً كبيراً واعتماداً على التقنية والدراسة عن بعد وتطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة وتوزيع طلاب الثانوية في مسارات تخصصية تناسب ميولهم الدراسية.