نعم للمنهاج الفلسطيني، لا للمحرف- القدس تعلن نجاح اضراب المدارس
جو 24 :
- على غير العادة.. خلت شوارع مدينة القدس اليوم الاثنين، من الطلبة الفلسطينيين صباحا خلال توجههم إلى مدارسهم وعصرا خلال خروجهم منها.. لا اكتظاظ في الشوارع أو على محطات الحافلات... وخلت ساحات المدارس والصفوف من طلبتها، بعد الالتزام الكامل بالإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في المدينة، رفضا لمحاولات بلدية الاحتلال بفرض المنهاج الفلسطيني المحرف في المدارس.
يافطات "نعم للمنهاج الفلسطيني... إضراب شامل.. لا للمنهاج المحرف"، عُلّقت على أبواب المدارس في القدس وجدران ومحطات الحافلات، تأكيدا على الدعوة للاضراب العام في المدراس.
"نجح الاضراب اليوم.. بإرادة الأهالي ودعم المؤسسات واللجان المختلفة"... بهذه الكلمات علّق المقدسيون في المدينة وبلداتها وأحيائها المختلفة على اضراب التعليم في القدس هذا اليوم، رغم محاولات وزارة المعارف اجبار الأهالي على ارسال الطلبة الى المدارس، حيث نشرت في ساعة متأخرة من مساء أمس على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك" جمهورنا الكريم رداً على تساؤلات أولياء الأمور والطلاب بخصوص الإضراب المعلن، نود اعلامكم أن الدوام غداً في جميع المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية سيكون كالمعتاد."
الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين في القدس الاستاذ أحمد الصفدي وصف يوم القدس "باليوم الوحدوي" لتكاتف كافة الجهات الفلسطينية من "اتحاد أولياء أمور الطلبة، اتحاد المعلمين، ومحافظة القدس، ووزارة شؤون القدس، ووزارة التربية والتعليم، وكافة المظلات التعليمة في المدينة الخاصة، والتابعة للبلدية ووزارة المعارف، مدارس الوكالة، والمدارس الأهلية، والمدارس التابعة للأوقاف الإسلامية".
وأضاف:" القدس تنهض اليوم من جديد للمحافظة على المنهاج الفلسطيني، إضراب اليوم هو انتصار للمنهاج الفلسطيني لأهميته وخطورة تحريفه وتشويهه."
وأضاف الصفدي:" الالتزام كان بشكل كامل وهو رسالة واضحة وصريحة وثابتة بأنه لا يمكن القبول بتعليم أبناء القدس المنهاج الفلسطيني المشوه أو المنهاج الإسرائيلي "البجروت"، والتمسك بالمنهاج الفلسطيني."
وقال ان الهجمة على التعليم في القدس هي قديمة جديدة، لافتا إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة المعارف ضد مدرستي الإيمان والإبراهيمية، بسحب تراخيصهما لمدة عام، مضيفا:" الإجراءات ضد المدرستين كانت خطوات غير مدروسة، فكانت الكلمة لأولياء الأمور برفض ذلك وتوزيع المنهاج الفلسطيني غير المحرف".
وأضاف الصفدي:" اذا استمرت بلدية الاحتلال بملاحقة المدارس واستهدافها من الممكن أن يتحول الى اضراب شامل كما جرى عند احتلال القدس عندما حاول الاحتلال فرض منهاجه".
وحذر الصفدي من خطورة إجراءات البلدية لفرض المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس، سواء بتهديد المدارس، أو من خلال الإغراءات المالية وتخصيص ميزانيات ضخمة لتهويد المنهاج وفتح مدارس مختلفة .
وأكد أن الإضراب عن التعليم هو ليس هواية للمعلمين أو أولياء الأمور، إنما هو ضرورة حتمية ووسيلة للضغط على حكومة الاحتلال للتراجع عن خطواتها ضد المدارس غير المدروسة .
من جهته قال محمد أبو الحمص عضو اتحاد لجان أولياء الأمور في محافظة القدس، ان الاضراب اليوم للحفاظ على هويتنا الفلسطينية، وهو رسالة للعالم بأن الاحتلال يحاول بعدة طرق تغيير وتشويه المفاهيم خاصة لدى فئة الطلبة، وبالتالي تسهيل تطبيق برامجه التهويدية.
وأكد أبو الحمص ان قرار الاضراب لم يكن سهلا، مطالبا العائلات في القدس الانتباه لما يجري في المدارس، بفتح البلدية المدارس المخصصة لتعليم المنهاج الإسرائيلي، مضيفا: القدس محتلة ويجب أن يدرس الطالب فيها المنهاج الفلسطيني عن التاريخ الفلسطيني والعادات والتقاليد والنضال الفلسطيني.
ولفت أبو الحمص الى وجود 3 نسخ تعليمية في القدس وهي "المنهاج الفلسطيني الأصلي غير المحرف، المنهاج الفلسطيني المحرف "الذي يطبع في مطابع تابعة لبلدية الاحتلال ويتم شطب الدروس والفقرات والآيات القرانية..وغيرها"، والمنهاج الإسرائيلي "البجروت" والذي يلغي الوجود الفلسطيني."
وطالب أبو الحمص الأهالي بسحب أبنائها من المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي، والتي افتتحت مؤخرا واجبر الأهالي على تسجيل أبنائهم بها لعدم وجود مقاعد لهم في مدارس أخرى.
وأكد مفيد أبو غنام رئيس اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلبة في مدارس الطور، ان الاضراب هو خطوة أولى لرفض المنهاج الفلسطيني المحرف من قبل بلدية الاحتلال ووزارة المعارف، وهي خطوة مهمة ونجاح الإضراب لهذا اليوم يعكس الوعي الكبير في المجتمع الوطني الفلسطيني، كما يدل على رسوخ الثقافة الفلسطينية والفكر الوطني والعقيدة الإسلامية لدى المقدسيين.
وقال ان رسالة الإضراب أن "القدس عربية عاصمة فلسطين ونرفض تحريف المنهاج الفلسطيني ".
أما القوى الوطنية والإسلامية فطالبت المؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها ومنع تغول الاحتلال واذرعه التنفيذية على مدارس القدس، كما دعوها لحماية المؤسسات التعليمية في المدينة والطلبة.
كما طالبت القوى الحكومة الفلسطينية بتوفير البدائل الحقيقية، وتأمين الاحتياجات الفعلية والموارد اللازمة لحماية المؤسسات التعليمية والمنهاج الفلسطيني بعيدا عن الشعارات والعبارات الفضفاضة.
وخلال الفترة الأخيرة تصاعدت هجمة سلطات الاحتلال على مدارس مدينة القدس؛ ففي نهاية تموز الماضي، أصدرت "وزارة التعليم في حكومة الاحتلال"، قرارا يقضي بسحب الترخيص الدائم من 6 مدارس لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية على دولة وجيش الاحتلال"، ويشمل القرار مدرسة الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة أفرعها في بيت حنينا.
وقالت الوزارة في بيان لها أنها ستسحب من المدارس رخصة العمل الدائمة وتستبدلها برخصة مؤقتة لمدة عام، وتجديدها مشروط بتعديل منهاج التدريس وما أسمته "المضامين التحريضية ضد الحكومة الإسرائيلية والجيش".
وشهر آب الماضي أرسلت وزارة التعليم في حكومة الاحتلال رسالة لعدة مدارس بعنوان "كتب مدرسية تحتوي على محتوى تحريضي في مدارس القدس الشرقية"، حيث هددت بسحب ترخيصها في حال "العثور على كتب تحتوي على مواد تحريضية".
وقامت لجان أولياء الأمور في القدس بتوفير وتوزيع المنهاج الفلسطيني على الطلبة، رفضا لتوزيع بلدية الاحتلال المناهج المحرفة.
ويحاول الاحتلال من خلال "اعادة طباعة المنهاج الفلسطيني "نزع الهوية الفلسطينية عن الطلبة وفصله عن تاريخه ومجتمعه من خلال حذف كل ما يتعلق بهذا الانتماء في كتب المنهاج، على سبيل المثال ؛ في كتاب المطالعة والنصوص للصف العاشر، تم حذف مواضيع التعبير المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وتمسك الفلسطينيين بالأرض والوطن رغم الاحتلال (ص 119 من الكتاب)، كما تمّ حذف أبيات الشعر (ما قيمة الانسان بلا وطن بلا علم، الواردة في كتاب المطالعة والنصوص للصف العاشر أيضا، في كتاب التلاوة والتجويد للصف الثامن تمّ استبدال كلمات في آيات قرآنية من سورة الكهف وأحكام التجويد الخاصة بها (الآيتين: "رجما بالغيب"، "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم" المحرفة: استبدال الآيتين بالكلمتين: سهم، خمسة ساد)، إضافة الى التحريف في كتاب المطالعة والنصوص للصف الثامن؛ حيث ورد في المنهاج الفلسطيني الأصيل نص عن وصف القدس ونشاط عن شعراء فلسطينيين، أما في المنهاج المحرف فقد حُذف النص والنشاط -ص 69) وهذه مجرد أمثلة قليلة عن التحريفات والتشويهات العديدة للمناهج الفلسطينية الأصلية.
كما حذفت سلطات الاحتلال العلم الفلسطيني وكافة الرموز الوطنية عن جميع الكتب رغم أن وجودها من حق الناشر، ولا يحق قانونيا لغيره إزالتها.
وكان زياد الشمالي رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة في مدارس القدس قد أشار "في لقاء سابق مع معا" إلى وجود 4 مظلات تعليمية في مدينة القدس وهي:
1- المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية يدرس فيها 50 ألف طالب وطالبة، "13 ألف طالب يدرسون المنهاج الإسرائيلي، 37 ألف طالب يدرسون المنهاج الفلسطيني المحرف".
2- المدارس الأهلية والخاصة يدرس فيها 42 ألف طالب وطالبة، يدرسون المنهاج الفلسطيني واليوم الحملة والإجراءات ضدهم لمحاولة فرض المنهاج الفلسطيني المحرف.
3- مدارس الأوقاف الإسلامية ويدرس فيها ما يقارب 8 الآف طالب وطالبة.
4- مدارس الوكالة يدرس فيها 900 طالب وطالبة.
نعم للمنهاج الفلسطيني، لا للمحرف- القدس تعلن نجاح اضراب المدارس
معا