jo24_banner
jo24_banner

قلة أدب ميسي.. الخلوق!

قلة أدب ميسي.. الخلوق!
جو 24 : “كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!

مرة أخرى، ومن دون قصد، هذه الحلقة مخصصة لميسي.. الذي يخصص له الإعلام الرياضي نصف مساحته! وهذا ما يدل على أن هذا النجم ديك خارق حقاً!

ولنبدأ بدييغو ألفيس حارس مرمى فالنسيا المرشح لخلافة فالديز، والذي امتدح كريستيانو وسرعته وتسديداته وأضاف: “ولكن ميسي هو الأفضل، إنه أمر لا جدال فيه، مشكلة كريستيانو هو أنه لعب في عصر ميسي”. لا علاقة لي بهذه المقارنة، لكن لاحظت أن الجميع فهم اللعبة، ومنهم دييغو ألفيس، فإن كنت تريد أن تلعب في برشلونة، عليك أن تقوم بالخطوات الثلاث التالية:

1ـ غازل ميسي.. سيزداد الحديث عن إمكانية انتقالك إلى برشلونة!

2ـ امتدح ميسي.. ستسأل الإدارة ميسي عن رأيه فيك، وهو سيطلب وقتاً مستقطعاً للتفكير على انفراد مع دجاجاته المفضلات!

3ـ تحدث عن ميسي بتقديس.. ستأتي موافقة ميسي، وسيتحقق حلمك باللعب لبرشلونة!

نصل إلى الحدث الأهم، أي ما قاله باكي وهو أحد أفراد الطاقم الفني لغوارديولا في أيام برشلونة، في موسم السداسية، إذ قال: “لاعبو برشلونة ليسوا أفضل لاعبين أخلاقاً في العالم”! لا أصدق ذلك، أنت تتحدث عن نادي القيم والمبادئ والرصانة! لا أعلم، ربما هم كذلك، أنت أدرى مني، ومن أي مشجع لا يعرف ما يدور خلف أسوار القن! لكن الناس يأخذون بالظاهر، وفي المؤتمرات الصحفية لا يوجد أفضل من البرشلونيين، أدب وأخلاق ومبادئ.. و”ألف بنت” تتمناهم!

باكي فجر القنبلة قائلاً: كنا نتناول الغداء قبل الذهاب إلى الطائرة لخوض إحدى المباريات، وطلب ميسي حينها علبة كوكا كولا، فصرخ جوارديولا على الفور: “لا لا غير مسموح شرب المشروبات الغازية قبل الطائرة بثلاث ساعات”، فقام ميسي من مكانه وتناول بنفسه علبة الكولا، وفتحها وشربها أمام جوارديولا، وأهانه وعارضه أمام جميع اللاعبين والجهاز الفني.. كلام باكي لم ينته بعد، لكني أريد أن أعلق، ولدي نقاط عدة: أولاً، اتضح لنا أن ميسي وأنيستا وغيرهما ليسوا مثل طلاب المدارس الذبن ينفذون كل أوامر غوارديولا دون نقاش.. إذا إبراهيموفيتش كاذب!

ثانياً، ميسي رجل عادي جداً، يخطئ وليس ملاكاً كما يحب أن يصوره بعضهم، كما أنه ليس الشيطان الرجيم اللعين! هو ميسي، رجل مثلنا جميعاً نحب ونكره ونصاب بالغرور والعناد، ونتصرف بحماقة وغباء.. والفرق الوحيد أنه أحد أشهر رجال العالم، وأفضل لاعب كرة قدم في التاريخ بحسب كثيرين، وهذا كفيل بأن يغير ريش وأخلاق أي ديك! وبعض الناس لو حصلوا على ربع شهرة وأموال ميسي، لعاثوا في الأرض فساداً! وكل ما قلته لا يعني أن تصرف ميسي لا ينم عن “قلة أدب”! ثالثاً، غوارديولا كان يتغزل بميسي بعد كل مباراة، وكذلك كان يفعل ميسي.. لذلك علينا أن نفهم أن ما يحدث في غرف الملابس والمطاعم شيء، وما يحدث أمام الكاميرات شيء آخر تماماً، ولنا في قضية “بو بو” دليل آخر!

رابعاً، لو كان مدرب آخر مكان غوارديولا، لكان ميسي جلس على دكة البدلاء إلى أن يصل “الكولا” إلى حد الركب! وهذه النقطة يمكن تفسيرها بطريقتين، فيمكن تفسيرها على أن غوارديولا جبان وضعيف وترك الفريق للاعبين وهم من صنعوا الإنجازات للنادي، وله بطبيعة الحال! والطريقة الثانية، أنه رجل ذكي، لم يسمح أن يتغير تاريخ برشلونة من أجل نزوة غازية عابرة! لا أدعي البطولة أو أي شيء، لكني لو كنت مكان غوارديولا، لمثلت أني منشغل وغير منتبه لفعلة ميسي! وليشرب ميسي البيبسي أو حتى “التيزاب” طالما أنه يلعب هكذا! أو كنت سأذهب إلى الحمام، لأبكي وأشتم ميسي.. في سري بالطبع!

باكي قال، ولكن مازحاً هذه المرة: “إن أراد ميسي مقاضاتي على كشف هذه القصة، عليه أن يعلم أن ورائي مجموعة من أميز المحامين”! لا تخف يا رجل، ميسي لن يقول شيئا، كما حدث في قضية البوبو! وكما حدث في قضية صورة لاس فيغاس! وكما حدث في قضية صراعه مع فيا! وكما حدث في قضية الضرائب.. فميسي لا يشعر أنه مطالب بأن يتحدث، أو بالأحرى هو يعرف أنه ليس جيداً في الحديث، هو جيد في أمرين: كرة القدم، والتهرب من.. الأسئلة!

باكي رمى معلومة تبدو غير مهمة: “للمعلومات فقط؛ ميسي يشرب الكوكا كولا، وبيبسي هي الشركة التي ترعاه”، في رأيي؛ هذه هي الضربة الأقوى في الخبر، وكلنا نذكر أن شركة “كوكاكولا” فسخت تعاقدها مع رونالدينيو حين ظهر في مؤتمر صحفي وأمامه عبوات بيبسي! وقلب ميسي الصغير لا يحتمل أن يخسر إعلان بيبسي، خسارة كنتاكي تكفي!

معاني الكلمات:

تيزاب: حمض الأسيد، أو ماء النار.. يستخدم للتنظيف وتسليك المجاري، وأحياناً لتشويه وجوه الآخرين!

بو بو: قالها ميسي لأربيلوا في الموسم الماضي خارج ملعب المباراة، وثارت ضجة.. وهي تعني “أحمق”، ولو كنت مكان آربيلوا وقال لي ميسي هذه الكلمة تحديداً، لكنت ضحكت ووقعت على ظهري أقهقه.. حتى يرحل وهو في ذهول!

قن: هو بيت الدجاج، وكان روسيل قال سابقاً حين سئل عن وضع الفريق بوجود ميسي ونيمار: “هناك ديك واحد في برشلونة”! وأعتقد أنه في حال مواجهة برشلونة لبايرن ميونح في ألمانيا، فإن كل المدرجات ستهتف كلما لمس ميسي الكرة: “كوكو كوكو، كوكو كولا”!

ألف بنت تتمناك: مصطلح تقوله الأم لابنها، فهي تعتقد أن كل البنات يرغبن بابنها.. لسبب بسيط؛ القرد في عين أمه جورج كلوني!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير