jo24_banner
jo24_banner

السرايا العثمانية في مادبا.. ذاكرة مكان لا يشيخ "صور"

السرايا العثمانية في مادبا.. ذاكرة مكان لا يشيخ صور
جو 24 :

يقف الثمانيني، حنا القنصل، على أعلى قمة في محافظة مادبا، (30 كلم جنوبي العاصمة الأردنية عمان) مطلاً من شرفة السرايا العثمانية التي يعود تاريخها للقرن التاسع عشر الميلادي، مستحضراً تاريخ موقع مادبا الأثري القديم، الذي كان ولا يزال من أهم معالم المدينة حتى اليوم.

عام 1896، بنى العثمانيون السرايا في مركز محافظة مادبا، بمساحة 450 متراً مربعاً؛ لتضم كل الدوائر الحكومية في مكان واحد، ولتكون مقرًا للحاكم الإداري في العهد العثماني وعهد الانتداب البريطاني، وإمارة شرقي الأردن، ثم مقرًا للأمن العام حتى 2008، لينتقل لاحقاً بعد أن امتلكته وزارة السياحة والآثار إلى محطة ثقافية تستعرض الدلالات الحضارية العميقة لمدينة مادبا.

إحياء هذا المكان بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وإحدى الشركات الأردنية الخاصة، أعاد الكبار من أهل المدينة إلى سنوات خلت من أعمارهم، وذكريات مع السرايا التي ذهب عنها طابعها المخيف قديما، وصارت مبعثا للسرور والبهجة بعد أن دشنتها وزارة السياحة نهاية الأسبوع الماضي كمنشأة سياحية؛ بهدف إبراز المنتج السياحي الوطني.

وعلى ما يرى منسق المتحف التاريخي، حنا القنصل، فإن مشروع السرايا هو "محاولة لتغيير رؤية المجتمع لفترة زمنية سابقة غلب عليها طابع الرعب، خاصة أن أغلب أبناء المدينة من جيله أمضوا ليالي كثيرة في السرايا فترة الأربعينيات من القرن الماضي حين كانت سجنًا ومقرًا لإصدار الأحكام العرفية، فيما اليوم يتحول المقر إلى متحف ثقافي ومنتجع سياحي في سعي لتغيير جذري لصورة المكان في أذهان الناس".

اليوم ينهمك القنصل وآخرون في تفاصيل المشروع وعيونهم على تنشيط الحركة الثقافية المحلية لمدينتهم الأثيرة، كي "يمثل المشروع شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص؛ للمساهمة في تعزيز حالة السياحة الأردنية"، إضافة إلى توفير فرص عمل، مبيناً أن "المشروع سيوفر معرضًا فنيًا مجانيًا دائمًا، وكذلك سيعد برنامجًا للحركات الثقافية المتنوعة بشكل دائم".

ويستعيد القنصل قامة المكان، التي تذكر بحضور الدولة العثمانية ومحافظتها على هوية شرقية للجغرافيا والتاريخ، لافتاً إلى أن "مادبا التي تلتف حول سراياها بصفته ذاكرتها الخالدة، فيما تسعى اليوم لربط ماضيها الجميل بغدها المنتظر".

وفي سعيه لاحتلال موقع على خارطة السياحة الإقليمية، يسعى الأردن إلى تبوء مكانة سياحية عبر خطة إستراتيجية تستثمر في الخزينة الثرية في البلاد أثريا ، والتي أسهمت الدولة العثمانية على امتداد أربعة قرون خلت، منذ معركة مرج دابق 1516 حتى 1916م في ترك بصمة تاريخية لا تزال معالمها بادية على تلك الدولة العربية حتى اليوم.

في الرؤية المستقبيلة للمشروع ستكون هناك أيام للمنتجات الفصلية من البيئة المحلية، وفق القنصل الذي يسعى برفقة من وصفهم بـ"الغيورين من أبناء مادبا إلى خلق حالة فنية ثقافية جمالية تعكس روح محافظة مادبا، وصولاً إلى مشروع وطني ينهض بالحالة الثقافة والاجتماعية والبيئية ويضعها على طريق التميز".

"السبيل"

..

تابعو الأردن 24 على google news