jo24_banner
jo24_banner

كانت سببا لوفاة الملكة إليزابيث.. ماذا يعني الموت جراء "الشيخوخة"؟

كانت سببا لوفاة الملكة إليزابيث.. ماذا يعني الموت جراء الشيخوخة؟
جو 24 :

رغم أن الموت بسبب "الشيخوخة" يعد عبارة مألوفة إلى حد ما، إلا أن كثيرن أعربوا عن دهشتهم من تسجيلها رسميا على أنها السبب الوحيد للوفاة في شهادة وفاة إليزابيث الثانية.

وعلق العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي بأن المصطلح يبدو غامضا.

 

فالموت بسبب "الشيخوخة" مباشرة، لا يحدث،في الواقع، بالمنظور الطبي، لأن "الشيخوخة"، في حد ذاتها، ليست سببا للوفاة.

وبشكل أوضح، عندما يقال إن شخصا ما مات بسبب "الشيخوخة"، فإن ما نعنيه حقا هو أن هذا الشخص مات نتيجة مرض (مثل الالتهاب الرئوي)، أو نتيجة حادث صحي (نوبة قلبية مثلا)، كان يمكن لشخص يتمتع بصحة جيدة وأقوى وأصغر سنا أن ينجو منها.

وعادة ما تتمثل الأسباب الرئيسية للوفاة في الخرف ومرض ألزهايمر، أو مرض القلب، أو السرطان، أو"كوفيد-19"، وغيرها من الحالات الصحية الخطيرة المهددة للحياة.

ووفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، يجب أنتخضع شهادات الوفيات إلى إرشادات صارمة، يحددها كبار المسؤولين الطبيين.

وبموجب هذه القواعد، يجب أن يكون لدى الطبيب ما يكفي من المعلومات ليعلن عن المرض الذي يتسبب في وفاة المريض بشكل دقيق وواضح.

على سبيل المثال، لا يكفي أن يقول أخصائي طبي بعبارات بسيطة أن شخصا ما ماتلـ"أسباب طبيعية" أو "فشل عضو"، دون ذكر الأسباب الكامنة.

ولكن يمكن ذكر "الشيخوخة" كسبب للوفاة إذا شوهدت عوامل متعددة لدى المريض. ولا يمكن تحديد سبب واحد أوحد للموت.

 

ويمكن للطبيب كتابة "الشيخوخة" كسبب لموت عندما تتوفر مجموعة من الشروط:

- قام برعاية المتوفى بنفسه على مدى فترة طويلة (بمعنى سنوات، أو عدة أشهر)

- لاحظ تدهوراتدريجيا في الصحة العامة للمريض

- ليس على علم بأي مرض أو إصابة محددة ساهمت في الوفاة

- عندما يتأكد الطبيب المعتمد من عدم وجود سبب آخر يدعو إلى إبلاغ النائب العام بالوفاة

- إذا كان عمر المريض 80 عاما أو أكثر وتم استيفاء جميع الشروط المذكورة أعلاه

وبحسب ما ذكره موقع "ساينس ألرت"، فإنالشيخوخة، كمسألة تسبب الموت، لها تاريخ طويل ومثير. وكانت سببا رئيسيا للوفاة في القرن التاسع عشر، جنبا إلى جنب مع الوصف الغامض بقولهم "وُجد ميتا".

وفي منتصف القرن التاسع عشر، انتقل تسجيل وفاة شخص ما في المملكة المتحدة، منمنظور ديني إلى منظور علماني، مع قانون تسجيل المواليد والوفيات لعام 1836 (المملكة المتحدة).

وكتب الفيلسوف الكندي إيان هاكينغ أن الموت بسبب أي شيءبخلاف ما كان مدرجا في القائمة الرسمية لأسباب الوفيات، "غير قانوني،كقولهمبالموت بسبب الشيخوخة".

 

وما يشير إليه هذا هو أن تقديم سبب دقيق للوفاة أمر مهم لأنه أداة قيمة لتتبع اتجاهات الوفيات على مستويات مختلفة من السكان.

وفي النهاية، أصبحت عبارة "الشيخوخة" هي الملاذ الأخير لوصف سبب غير معروف للوفاة، أو أنها تعكس موت شخص ما بسبب عدد من المضاعفات، ولكن عندما يكونالوصف غير عملي أو غير أخلاقي، فإنه يتطلب تشريح الجثة للعثور على السبب الأساسي الدقيق للوفاة.

وما يجعلمن النادر استخدام "الشيخوخة" كسبب للوفاة في القرنين العشرين والحادي والعشرين هو أنها لا توفر أي"خاتمة" لأسر المتوفين، حيث تظهر الأبحاث أن العائلات تريد معلومات أوفى وأدق حول كيفية وفاة أحبائهم، وليس فقط لأنها يمكن أن تكون مفيدة لمداراة مخاوفهم الصحية، ولكن أيضا لأنها توفر سببا مقنعا لموت أحبائهم.

ويمكن أن يؤدي السبب غير المعروف للوفاة إلى تفاقم الحزن والصدمة، خاصة إذا كانت الوفاة مفاجئة أو غير متوقعة.

ويبدو أن ذكر "الشيخوخة" كسبب لموت الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاما، يعني أن العائلة المالكة ترغب في الاحتفاظ ببعض الخصوصية في ما يتعلق بتفاصيل وفاة الملكة.

المصدر: ساينس ألرت + ديلي ريكورد


 

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير