جرعة مضاعفة من الرعب.. أفلام مخيفة دارت أحداثها في مكان واحد
جو 24 :
مع حلول شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، ينتظر كثيرون "عيد الرعب" (الهالوين) بعد أن صار مجالا للمنافسة بين صنّاع الأفلام ومنصات البث المختلفة لطرح أفلام رعب جديدة تُثير الفزع لدى محبّي هذا النوع من الدراما.
ورغم تنوّع التقنيات الفنية التي يلجأ إليها صُنّاع أفلام الرعب لتخويف الجماهير، تظل أكثر الأعمال هلعا هي التي تدور أحداثها في مكان واحد، حيث لا يجد الأبطال مهربا من الخطر الذي يلاحقهم فيضطرون إلى مواجهته مهما كلفهم الأمر.
كذلك يفعل الجمهور الذي يجد نفسه يعيش الحالة نفسها معهم، خاصة إذا ما برع صانع العمل في تقديم حبكة مثيرة نفسيا، وبالطبع تتضاعف جرعة الخوف أكثر إذا كان المتفرج يعاني من رهاب الأماكن المغلقة (كلوستروفوبيا)، حتى إنه بسبب مثل هذه النوعية من الأفلام صار كثيرون يخشون أماكن ارتبطت عندهم بالحكايات المخيفة.
ومنها دورة المياه التي أصبحت مكانا مثاليا للرعب بعد فيلم "سايكو" (Psycho) لهيتشكوك في 1960، أو الشاطئ الذي ظل مخيفا على مدار سنوات بعد فيلم "الفك المفترس" (Jaws) الذي صدر عام 1975، وإليكم قائمة بأفلام رعب أخرى حديثة نسبيا دارت أحداثها كلها في مكان واحد.
أن تُدفن حيا
إذا كنت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة، فإن فيلم "مدفون" (Buried) لا يناسبك، وهو عمل إسباني ناطق بالإنجليزية، صدر عام 2010 ولعب بطولته الممثل ريان رينولدز الذي فاجأ الجمهور بهذا الدور، بعد أن اعتادوا أدواره في الأفلام الخفيفة الرومانسية والكوميدية.
تحكي أحداث الفيلم قصة سائق شاحنة أميركي يعمل في العراق، وبعد هجوم شنّه مجموعة من الخاطفين، يستيقظ فإذا به قد دُفن حيا داخل تابوت تحت الأرض، ليس بحوزته سوى قداحة وهاتف محمول قاربت بطاريته على النفاد، وعليه خَوض صراع مع الزمن على أمل أن يستطيع المسؤولون تحديد موقعه والوصول إليه قبل نفاد البطارية أو الأكسجين.
من الحب ما قتل
"بؤس" (Misery) هو أحد أفضل أفلام الرعب والإثارة النفسية المُقتبسة عن روايات "ملك الرعب" ستيفن كينغ، ومع أنه أُنتج عام 1990 وتطورت بعده التقنيات والمؤثرات كثيرا، ما زال قادرا على إخافة كل من يشاهده.
يحكي العمل عن مؤلف شهير يتعرّض لحادث بالسيارة في منطقة معزولة وسط عاصفة ثلجية، ويشاء القدر أن تعثر عليه امرأة بالمصادفة فتأخذه معها إلى منزلها من أجل مداواته وإنقاذ حياته.
وما لم يحسب المؤلف حسابه أن تكون هذه المرأة من المعجبات المهووسات به فترفض إخلاء سبيله، بل يصل بها الهوس لدرجة التمادي في عزله من خلال تقييده وإصابته بأضرار جسمانية ونفسية بالغة وتُجبره على البقاء معها في المنزل، ومع ذلك يُقرر البطل الهرب حتى لو كان ذلك آخر ما قد يفعله في حياته.
قطار الموت
ومن السينما الكورية نُرشّح فيلم "القطار المتجه إلى بوسان" (Train To Busan) وهو فيلم تشويق وإثارة، مناسب لمحبّي الرعب القائم على قصص الموتى الأحياء "الزومبي"، أو الحكايات المخيفة ذات الأماكن المحدودة، حيث لا يكون لدى الأبطال مكان آخر يهرعون إليه وعليهم أن يتحلّوا بما يكفي من الذكاء إذا ما أرادوا النجاة.
صدر العمل في 2016 وحقق إيرادات بلغت 98.5 مليون دولار، ليصبح الفيلم الأعلى ربحا لذلك العام في كوريا الجنوبية. تدور قصته حول أب وابنته يصعدان على متن قطار كوري سريع كي يقلّهما من مدينة سول إلى مدينة بوسان.
وقبل مغادرة القطار بلحظات، يغزو المحطة مجموعة من الموتى الأحياء الذين يقتلون سائق القطار ويحلّون محلّه، فيترتّب على ذلك انتشار عدوى خطيرة وعنيفة بين الركاب، وهنا يجد الأب نفسه مضطرا إلى خوض معركة مصيرية لحماية ابنته.
ألعاب مسلية
نسختان ومؤلف ومخرج واحد؛ هذا هو حال الترشيح التالي، ففي 1997 كتب وأخرج المخرج مايكل هانيكي فيلم الإثارة النمساوي "ألعاب مسلية" (Funny Games) الذي تسبّب بالرعب للمشاهدين للدرجة التي جعلت العديدين منهم يغادرون دور العرض قبل انتهاء الفيلم، كذلك وصفه بعض المشاهدين والنقاد بالعمل الشديد السادية، ومع ذلك عاد المخرج لإعادة تقديم العمل مرة أخرى في 2007 بنسخة أميركية تلعب دور البطولة فيها ناعومي واتس.
أحداث الفيلم تتمحور حول اثنين من المراهقين يقرران اقتحام منزل إحدى العائلات واحتجاز أفرادها في المنزل، ومن ثمّ تعريض الجميع لألعاب سادية من أجل الاستمتاع بتعذيبهم تأثرا منهم بكَمّ العنف الذي يصدّره الإعلام للمجتمع.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية