ذبحتونا: استطلاع مركز الدراسات حول التوجيهي موجّه ويستهدف خصخصة الجامعات
جو 24 :
** ذبحتونا: يبدو أن المركز يتماشى مع رؤية وزارة التعليم العالي التي تحاول إلغاء نظام القبول الموحد، ووضع بديل عنه يتمثل بالقبول الجامعي المباشر والسنة التحضيرية
** ذبحتونا: كان أولى بالمركز أن يطرح سؤاله حول مدى رضا المواطن و الطالب عن سياسات القبول الجامعي والاستثناءات
** ذبحتونا: لجوء 78% من الطلبة للدروس الخصوصية بأنواعها تدق ناقوس الخطر في منظومة التعليم بأكملها
وصفت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة /ذبحتونا استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول امتحان التوجيهي بأنه "موجّه"، لافتة إلى أن التصريح الصحفي المرافق لاستطلاع الرأي اتسم بالانحياز للرؤية والسياسة الحكومية المستقبلية في ملفي التوجيهي والقبول الموحد، وأتى ضمن مخطط حكومي لضرب التوجيهي تمهيدًا لإلغائه وخصخصة الجامعات الرسمية.
وأشارت ذبحتونا إلى أن المركز قام في البداية بإصدار تصريح صحفي حول الاستطلاع أكد في عنوانه الرئيسي أن أكثرية الأردنيين لا يثقون بنظام القبول الموحد، وهو ما يتناقض مع النتائج التي أعلنها المركز نفسه والتي أشارت إلى أنه فقط 34٪ من عينة الطلبة و26٪ من العينة الوطنية لا يثقون بالقبول الموحد، فيما وصل حجم الثقة به إلى 55٪ من عينة الطلبة و49٪ من العينة الوطنية. وسرعان ما تراجع المركز عن تصريحه بعد ساعات قليلة من اعتراض الحملة، ليقوم بتعديلات على صياغة التصريح الصحفي.
ونوهت حملة "ذبحتونا" إلى أن مركز الدراسات الاستراتيجية قام بالتركيز على نقاط محددة في الاستطلاع، وحاول "لوي" الأرقام لتسويق رؤيته المتناغمة مع الحكومة. فيما أوردت الحملة بعض الأمثلة على ذلك كالآتي:
1- قام المركز بالتركيز في العناوين الرئيسية على أن "أكثر من ثلث الاردنيين يطالبون بإلغاء التوجيهي"". علمًأ بأنه وفقا لنفس الاستطلاع فإن 58% من الطلبة و 59٪ من العينة الوطنية رفضوا فكرة إلغاء التوجيهي. فالأولى أن يقوم المركز بطرح النسبة الأكبر في عناوينه وليس النسبة الأقل.
2- أشار المركز إلى أن أكثرية الأردنيين لا يثقون بنظام القبول الموحد. علمًا بأن نتائج استطلاع المركز نفسه أظهرت أن فقط 34٪ من عينة الطلبة و26٪ من العينة الوطنية لا يثقون بالقبول الموحد، فيما وصل حجم الثقة به إلى 55٪ من عينة الطلبة و49٪ من العينة الوطنية، فكيف يخرج علينا المركز بأن "الأكثرية" لا تثق بالقبول الموحد؟!!
وتابعت حملة ذبحتونا: "يبدو أن المركز يتماشى مع رؤية وزارة التعليم العالي التي تحاول إلغاء نظام القبول الموحد، ووضع بديل عنه يتمثل بالقبول الجامعي المباشر والسنة التحضيرية. فقد اتسمت الأسئلة التي تم وضعها والمتعلقة بالقبول الموحد بأنها أسئلة موجهة، فقد قام المركز في استطلاعه للرأي بطرح السؤالين المتعلقين بالقبول الموحد وهما "هل تثق بالقبول الموحد وسؤال هل تعتقد أن نظام القبول الموحد عادل؟" .. وهذان السؤالان جاءا مباشرة بعد سؤال حول المكرمات في ا لقبول الموحد، ما يجعل الإجابة على السؤالين لها علاقة بالسؤال السابق.
وقالت الحملة إنه وبالرغم من ذلك فلم تتجاوز نسبة عدم ثقة الطلبة بالقبول الموحد الـ34% و26% للطلبة والعينة الوطنية على التوالي، وهي نتيجة لرفض الاستثناءات وليس رفضا للقبول الموحد.
وأشارت الحملة إلى وجود خلط عند المواطنين لم يستطع -أو لم يرغب- المركز بإظهاره، ما بين نظام القبول الموحد وما بين أسس وسياسات القبول الجامعي. فالاستثناءات والمكرمات والموازي هي جزء من سياسات وأسس القبول الجامعي التي تضعها وزارة التعليم العالي كل عام والتي تظهر حجمًا كبيرًا من غياب العدالة الناجمة عن الاستثناءات التي تشكل السواد الاعظم من المقبولين. بينما القبول الموحد هو نظام يضع كافة الطلبة في ميزان واحد الا ان وجود الاستثناءات في أسس القبول هو ما شوه هذا النظام. وبالتالي كان الأولى بمركز الدراسات المختص باستطلاعات الرأي أن يميز في أسئلته ما بين القبول الموحد وأسس القبول. وقد كان أولى بالمركز أن يطرح سؤاله حول مدى رضا المواطن و الطالب عن سياسات القبول الجامعي والاستثناءات، إلا أن المركز تجاهل أي ذكر لسياسات القبول الجامعي، ما يؤكد أن هنالك استهداف لنظام القبول الموحد.
استطلاع الرأي وبدائل التوجيهي
وتابع بيان الحملة: أن الاستطلاع طرح سؤالًا حول بدائل التوجيهي، وكان السؤال: ما هو البديل المقترح عن امتحان التوجيهي؟ وقد أظهرت الإجابات أن 33% من الطلبة و45% من العينة الوطنية أجابوا بأن البديل الأفضل لهم هو "اختبار قدرات للطلبة يسمى اختبارا وصفيا يحدد مسارهم الأكاديمي" أي أنه أقرب إلى امتحان التوجيهي ولكن بمسمى آخر. فيما اختار 58% من الطلبة و52% من العينة الوطنية التوجيهي مع إضافات مختلفة عليه.
وأضافت "ذبحتونا": اللافت أن المركز لم يقم بتوجيه أية أسئلة للمقارنة ما بين القبول وفق معدل التوجيهي من جهة والقبول المباشر من خلال الجامعة من جهة أخرى، وهو القضية موضع الخلاف، واكتفى بهذا السؤال العام دون الدخول بالتفاصيل. وكأن من قام بوضع الأسئلة يريدون إجابات بعينها لتسويقها إعلاميًا.
وأشارت الحملة إن المركز تجاهل تسليط الضوء على السؤال المتعلق بالدروس الخصوصية لطلبة التوجيهي، حيث أظهر الاستطلاع أن 78% من الطلبة يلجؤون إلى الدروس الخصوصية. وكنا نتمنى من المركز أن يستفيض في قراءة هذا الجانب من خلال إلحاقه بسؤال آخر حول نسبة طلبة المدارس الحكومية الذين يلجؤون للدروس الخصوصية، إضافة إلى تفصيل أنواع الدروس الخصوصية التي يلجأ لها الطلبة (البطاقات، الدروس الخصوصية المنزلية، المراكز الثقافية).
واعتبرت حملة ذبحتونا أن لجوء 78% من الطلبة للدروس الخصوصية بأنواعها تدق ناقوس الخطر في منظومة التعليم بأكملها وتستوجب وقفة جدية من قبل وزارة التربية والمدارس الخاصة لبحث أسباب هذه الأرقام المرعبة.
وتوقفت حملة ذبحتونا أمام سؤال الاستطلاع للطلبة "هل تقدمت بطلبات للدراسة في جامعات حكومية أو خاصة غير القبول الموحد؟" حيث أظهرت النتائج أرقامًا صادمة، فقد بلغ عدد الطلبة الذين لم يتقدموا بأية طلبات سوى طلبات القبول الموحد 75%، فيما تقدم للبرنامج الموازي 13% و9% تقدموا بطلبات لجامعات خاصة، و3% تقدموا بطلبات لجامعات حكومية وخاصة.
وقالت حملة ذبحتونا إن هذه الأرقام تكشف حقيقتين؛ الأولى هي الواقع المالي الصعب للمواطنين ما جعل ثلاثة أرباع لا يقومون بمجرد تقديم طلب للموازي أو الجامعات الخاصة. وهو ما يعني عجزهم عن تحمل نفقات التعليم العالي. وأما الحقيقة الثانية فهي الحاجة لإعادة النظر في الرسوم الجامعية في الجامعات الرسمية والخاصة ولبرنامجي التنافس والموازيبما يوفر إمكانية التعليم العالي للطلبة غير القادرين ماليًا.. وكنا نتمنى أن يكون أرفق بهذا السؤال سؤال آخر حول سبب عدم التقدم للبنرامج الموازي أو الجامعات الخاصة.
وأكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" على أن ملفي التوجيهي والقبول الموحد سيكونان على رأس أولوية الحملة خلال الفترة القادمة، وستعمل الحملة على اتخاذ سلسلة خطوات للتصدي لكافة سياسات خصخصة الجامعات الرسمية.