اجتماعات سرية.. كيف يستعد الغرب لسيناريو "ضربة نووية"؟
جو 24 :
عقدت مجموعة "التخطيط النووي" السرية التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" اجتماعا وصفته تقارير غربية بالهام قبيل مناورات نووية غربية وأخرى متزامنة لروسيا وقلق واسع بشأن تهديدات موسكو المتكررة.
ورغم تأكيدات غربية باستبعاد حدوث أزمة نووية إلا أن صحيفة الغارديان قالت إن الاجتماعات تناولت فحص الخطط والسيناريوهات لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تداعيات ضربة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي، لم تسمه، أن الحكومات منخرطة في "تخطيط حكيم لمجموعة من السيناريوهات المحتملة"، مؤكدا أن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه كسر المحرمات التي ظلت قائمة منذ عام 1945، والتي من شأنها "أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا".
وتتصاعد مخاوف غربية من احتمال استخدام موسكو سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا، منذ أن لمح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إلى ذلك بشكل مبطن لدى ضم أربع مناطق محتلة ردا على خسائر في ساحة المعركة.
ويبدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الإثنين، مناوراته النووية السنوية "Steadfast Noon"؛ للتدريب على استخدام قنابل نووية أميركية موجودة في أوروبا، وبشكل متزامن تجري روسيا تدريبات مماثلة وسط تصاعد نبرة الوعيد المتبادل بين الجانبين.
وتعد موسكو وواشنطن أكبر قوتين نوويتين وبفارق كبير عن الدول الأخرى، وتسيطران على نحو 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
اجتماع مجموعة التخطيط النووي السرية، التابعة للناتو، ترأسه وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي خلال الجلسة التي تعقد عادة مرة أو مرتين في السنة في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل.
وعقب الاجتماع، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس للصحفيين: "روسيا ستجري أيضا تدريباتها السنوية، على ما أعتقد، بعد أسبوع من التمرين السنوي أو بعده مباشرة، لكن ما لا نريده هو القيام بأشياء خارج الأعمال الروتينية".
وأضاف والاس: "هذا تدريب روتيني وكل شيء يتعلق بالاستعداد، كما أن اجتماع الناتو يدور حول التأكد من أننا جاهزون لأي شيء، أعني، هذه هي مهمة هذا التحالف، وهي التأكد من أن الشركاء الثلاثين جاهزون معا لما يلقى علينا، وعلينا مواصلة العمل من أجل ذلك ".
وتأتي المناورات النووية من الجانبين في ظل قلق غربي بشأن إصرار الرئيس فلاديمير بوتن على أنه سيستخدم أي وسيلة ضرورية للدفاع عن الأراضي الروسية على خلفية التوتر الشديد حيث يزود بعض حلفاء الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أوكرانيا بأسلحة وذخائر متطورة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية الروسية.
وكان آخر تدريب أجرته روسيا لقواتها النووية في فبراير الماضي، قبيل العملية العسكرية في خطوة اعتقد مسؤولون آنذاك أنها كانت تهدف إلى "إثناء الغرب عن دعم كييف".
الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هناك حالة هلع وترقب تزداد حدتها في شرق أوروبا مع تصاعد حالة التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية والوعيد الغربي، واجتماعات مكثفة للناتو لبحث الإجراءات اللازمة لتجنب الذعر الذي قد يحدث في حالة قيام موسكو بأي ضربة نووية.
وأضاف ليديكبرك أن في خضم التهديدات المتبادلة ستجري بولندا تمرينات عسكرية للردع النووي بمشاركة الولايات المتحدة كما أكدت اهتمامها بالحصول على أسلحة نووية متطورة، فضلا عن انضمام 14 دولة بالناتو إلى ألمانيا في مبادرة "درع السماء" الأوروبية التي تستهدف اقتناء معدات دفاع مضادة للطائرات والصواريخ بشكل مشترك.
وأشار إلى أن إعلان موسكو عن مناورات نووية تتزامن مع تدريبات الناتو التي تعقد بشكل دوري في هذا التوقيت من كل عام يحمل مزيدا من الرسائل للغرب رغم أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن بوتين لم يتخذ بعد أي خطوات تدل على أنه يستعد لشن ضربة نووية.
وحول إجراءات الغرب حال قيام روسيا باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، أوضح أن اجتماعات قادة الغرب تبحث خطط وسيناريوهات تجنب الفوضى وحالات النزوح، بينما هناك غموض حول طريقة الرد إلا أن غالبية التصريحات استبعدت أي رد نووي مماثل.
غير أنه اعتبر أن نبرة التصعيد الأوروبية حول تدمير جيش روسيا حال استخدامها الأسلحة النووية هو أيضا رسالة عكسية بأن حلف الأطلسي جاهز لأي صدام وشيك.
سكاي نيوز