"الحلاقة على الصفر" بمخيم شعفاط.. مقاومة من نوع آخر
لا يكاد شارع في مخيم شعفاط شمال شرقي مدينة القدس المحتلة يخلو هذه الأيام من شاب "أصلع"، لكن ذلك بمحض إرادته، وليس بفعل تساقط الشعر بشكل طبيعي.
عشرات الشبان توافدوا منذ أيام إلى محلات الحلاقة للتشبه بالشاب عُدي التميمي، الذي يتهمه الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية حاجز شعفاط، مساء الثامن من أكتوبر الجاري.
وأدت العملية، التي استخدم فيها شاب مقاوِم مسدسًا، وأطلق الرصاص من "مسافة صفر" على جنود الحاجز، إلى مقتل مجندة وإصابة اثنين آخرين، أحدهما بجراح حرجة.
ومثّل فيديو العملية، الذي سرّبه أحد المستوطنين من كاميرا مراقبة قريبة، "فضيحة" لجيش الاحتلال، إذ لم يطلق أكثر من 15 جنديًا كانوا على الحاجز رصاصة واحدة باتجاه الشاب المنفذ، الذي تمكّن من الانسحاب من المكان.
ولليوم الثامن على التوالي، تواصل قوات معززة من شرطة الاحتلال وجيشه البحث عن الشاب التميمي، وسط تخوفات إسرائيلية من تنفيذه عملية أخرى.
وفي محاولة لإرباك قوات الاحتلال، حلق عشرات الشبان رؤوسهم على "الصفر"، علّ ذلك يحمي منفذ العملية ويشتت جهودها في ملاحقته.
وبدا الشبان في غاية السعادة وهم يتناوبون على كرسي الحلاق، حتى أن بعضهم تباهى في ذلك بنشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما رأى مراسل القناة "13" العبرية أن عمل الشبان "استفزازي"، ويُصّعب مهمة الاحتلال في العثور على منفذ العملية.
وفي محاولة لمعاقبة سكان مخيم شعفاط جماعيًا، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا عليهم لمدة ستة أيام.
وبعد صمود ومواجهات وعصيان مدني، اضطرت سلطات الاحتلال لرفع الحصار عن المخيم والمنطقة، في وقت ما زالت تبحث عن منفذ العملية.
وأكد أهالي المخيم في بيان أن "الانتصار تكلل واكتمل بدعم أبناء شعبنا الأبي في كل مناطق تواجده".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الأهالي تضليل قوات الاحتلال لحماية المقاومين؛ إذ نفذوا ذلك عديد المرات كان أبرزها خلال ثورة 1936.
وخلال تلك الثورة شاع ارتداء المواطنين للكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود لإرباك الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية، بعد أن كانوا يلاحقون رجال الثورة الذين ارتدوا الكوفية ليتخفوا عن عيون الاحتلال وعملائه.
ولاقت الحلاقة "على الصفر" استحسان المقدسيين في مخيم شعفاط والبلدات المحيطة، وتعدى ذلك إلى تقليد الحلقة في مناطق فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.