أوجعا الاحتلال بذات الطريقة.. ما أشبه "التميمي" بـ"ملحم"
ما أشبه الليلة بالبارحة، فبذات العقيدة والاندفاع وبنفس البطولة والاستبسال نصرةً للمسجد الأقصى ومدينته المقدّسة، يعيد اليوم الشهيد عُدي التميمي، ما فعله صاحبه بحب القدس والأقصى الشهيد نشأت ملحم، ليوجع منظومة الاحتلال الأمنية في خاصرتها.
وهزت مشاهد البطولة التي أظهرها الشهيد التميمي، مشاعر الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي، حين فاجأ الاحتلال، وسط عملية بحث وترصد له استمرت 11 يومًا، بخروجه وتنفيذ عملية فدائية ثانية، أطلق فيها النار، واستبسل حتى وهو مصاب، حتى أنفاسه الأخيرة.
واستشهد مساء أمس الأربعاء عديّ التميمي، منفذ عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط، بعد أن أصاب جنديًا بجراح بعملية إطلاق نار ثانية قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة.
الفتك حتى النفس الأخير
ولم تر أرض فلسطين منذ سنوات هذه الطريقة في الفتك بالاحتلال ومنظومته وجنوده، ردًا على عدوانه على المسجد الأقصى، إلا في يناير عام 2016، حينما سبقه فيها الشهيد نشأت ملحم، بتنفيذ عملية بشارع "ديزنكوف" وسط "تل أبيب"، قتل فيها إسرائيلييْن اثنين وأصاب آخرين، ثم انسحب بسلاحه، واستمرت مطاردته ثمانية أيام.
فقد نفّذ ملحم عمليته في الأول من يناير عام 2016، وعاد لإطلاق النار على الجنود في التاسع من نفس الشهر، وارتقى شهيدًا، أما عُدي فكان تاريخ عمليته على حاجز شعفاط في الثامن من أكتوبر، وعاد لتنفيذ عملية أخرى على مرأى العالم أمس الـ19 من ذات الشهر، وارتقى بمجد وشهادة منقطعة النظير.
الشهيدان لوحقا بمشاركة كافة أجهزة أمن الاحتلال، وكليهما عادليستشهدبعملية ثانية في مسقط رأسيهما؛ فملحم في بلدته وادي عارة، والتميمي في القدس.
واغتالت قوات الاحتلال نشأت (29 عامًا) في اشتباك بأحد المنازل بعرعرة، بعد أسبوع من الملاحقة، وأبقت على اعتقال عدد من أقاربه تتهمهم بالمساعدة في إخفائه عقب تنفيذه عمليته.
كما اغتالت قوات الاحتلال التميمي في اشتباك على حاجزٍ في القدس، بعدما أطلق النار مرة تلو المرة على الرغم من تعرضه لوابل من الرصاص.
كما تسببت العمليتان بحالة من الرعب والخوف بين الإسرائيليين، خاصة أن الشهيدين نفذا عملياتهما وهربا بالسلاح وعادا ونفذا أخرى بذات السلاح.
ذات الفشل الاستخباراتي
أما المواقع العبرية، فقد انبرت بالحديث عن الفشل الاستخباراتي المريب الذي تعيشه "إسرائيل" عقب عملية التميمي، متسائلة "كيف يمكن حدوث ذلك؟، 10 أيام والأمن برمته على قدميه سعياً للوصول للمنفذ الذي هرب من ساحة العملية وفي النهاية يأتي وينفذ أخرى على مسافة كبيرة من المكان الذي اعتقد الأمن أنه يختبئ فيه؟".
وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون: "لا أذكر أن فلسطينيًا عاد لتنفيذ عملية خلال عملية مطاردته وأيضاً مع قنبلة يدوية، وهو سيناريو يتم أخذه في الحسبان واتفق مع التقديرات الأولية للأمن بأنه نفذ عملية شعفاط كعملية فدائية لكنه فوجئ بنجاحه في الهرب دون إصابته".
كما عقّب المراسل العسكري لإذاعة الجيش "دورون كدوش" قائلاً: "نذكر رئيس الحكومة بأن الجيش والشاباك والشرطة وحرس الحدود لم يقوموا بتصفية المنفذ؛ بل إن الحراس المدنيين على مدخل المستوطنة الذين عملوا ببرودة أعصاب قلّ نظيرها".
وأضاف"بالمقابل أدار الجيش والشاباك وحرس الحدود ملاحقة فاشلة على مدار 11 يوماً دون أي نتيجة".
وأيام استشهاد ملحم، أجمع المراسلون العسكريون على أن الشرطة والشاباك والوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب "يمام"، فشلت على مدار ثمانية أيام من إدارة عملية البحث عنه، حتى نفذ عمليته الثانية.
وزعمت القناة "14" العبرية أن مسلحين فلسطينيين ساعدوا التميمي في الاختفاء والعودة إلى حاجز "معاليه أدوميم" لتنفيذ العملية الثانية، وهي ذات التهمة التي وجهتها أجهزة الاحتلال لأقراب صاحبه، الذين اعتقلهم لأسابيع قبل أن تطلق سراحهم، بعد فشلها في التحقق من هذه التهم.