jo24_banner
jo24_banner

18 عاما على اغتيال كبير مهندسي القسام الشهيد عدنان الغول

18 عاما على اغتيال كبير مهندسي القسام الشهيد عدنان الغول
جو 24 :

توافق اليوم الجمعة 21 أكتوبر ذكرى اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي كبير مهندسي كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الشهيد القائد عدنان الغول.

ولد الشهيد القائد يحيي (عدنان) محمود جابر الغول في مدينة غزة بتاريخ 24/7/1958م في مخيم الشاطئ لعائلة فلسطينية مجاهدة عرفت بحب الوطن والتضحية.

حين عادت الأم إلى منزل العائلة في مخيم الشاطئ تحمل بين أضلعها مولودها الجديد بمشاعر ممزوجة بين الفرح والحزن -فقد كان زوجها أبو خضر يقبع في السجن- استقبلتهم اخته الكبرى زينب لتسألها عن اسمه فتجيب الأم يحيي تيمناً بنبي الله يحيي، فأصرت زينب بأن تسميه عدنان ليقرروا مناداته بعدنان على أن يبقى اسمه يحيي في الأوراق الرسمية.

وهاجرت العائلة من قرية هربيا إثر نكبة عام 1948م إلى قطاع غزة، فمكثت قرابة الشهرين في منزل متواضع لأحد الأقارب بمدينة غزة، ومن ثم انتقلت للعيش في إحدى مخيمات اللاجئين بمدينة رفح وعاشوا فيها مدة عامين.

وفي شتاء عام قاسٍ اضطرت العائلة للانتقال إلى مدينة دير البلح ثم مخيم الشاطئ -مسقط رأس القائد عدنان- قبل أن يحط رحالهم في منطقة المغراقة عام 1965م والتي عاش فيها طيلة حياته.

والده المقاوم

نشأ عدنان الغول وسط أسرة محافظة لأبويين فلسطينيين وتسعة من الأخوة (سبعة ذكور واثنتين من الإناث)، فأبوه الحاج محمود الغول الذي يعتبر رمزاً من رموز المقاومة والذي تصدى للعدوان الإسرائيلي على قرية هربيا قضاء المجدل، حيث قام بتشكيل قوة لمجابهة الاحتلال مكونة من 70 مجاهداً، واستطاع أن ينفذ العديد من العمليات ضد العدو ويلحق بهم الخسائر.

وفي إحدى عملياته الجهادية، تمكن الحاج محمود من سحب إحدى المصفحات الإسرائيلية بواسطة شاحنة له إلى وسط البلدة وعليها آثار دماء جنود الاحتلال.

وخلال عام 1957م خاض الحاج محمود الغول عمليات عسكرية نضالية ضد القوات البريطانية على أعتاب قطاع غزة، واستولى من خلالها على عدد من الأسلحة ومبلغ من المال، ما دفع القوات المصرية إلى اعتقاله فيما بعد في سجن غزة المركزي وحُكم عليه بالسجن مدة 18 شهراً.

تأثر أبناء الحاج محمود الغول بسيرة والدهم الجهادية فما أن اشتد عودهم التحقوا بالعمل الجهادي ونفذوا عمليات فدائية ضد جنود الاحتلال حيث أصبحت أسماؤهم معروفة لدى قوات الاحتلال ما أدى الى اعتقال ثلاثة من إخوة القائد عدنان واستشهاد أخاه محمد الغول بطلق ناري في رقبته بعد خوضه اشتباكا مع القوات الإسرائيلي.

وتميز عدنان منذ صغره بالعديد من الصفات والتي لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصيته القيادية، فقد اتسم بالصبر والتحمل، وهو ما اكتسبه خلال ممارسته لهواية الصيد، وتميز بالحيوية والنشاط وكان محباً للرياضة والعاب القوى، إلا أن إصابته بمرض الروماتيزم قيد من قدرته على ذلك.

طالباً للعلم

عرف عدنان بكثرة القراءة والمطالعة، وكان شغوفاً بقراءة السيرة النبوية، وتمييز بتعلمه للعديد من اللغات، حيث تعلم وأتقن اللغة العبرية كتابة وقراءة وكذلك الإنجليزية، وكان مواكباً للتطورات الحاصلة في المجال العسكري منذ صغره عبر متابعة الإصدارات ذات العلاقة والاستفادة منها، وإسقاطها على بيئة العمل الجهادي.

درس المرحلة الابتدائية في المدارس التابعة لوكالة الغوث بمخيم الشاطئ، وفي أحد الايام وأثناء عودته من المدرسة قرر الذهاب إلى شاطئ البحر ليلهو ويلعب والمياه تحيطه من كل جانب فيصاب على إثرها بحمى شوكية كادت أن تفقده حياته لولا رعاية الله له، اضطر أهله أن يحملوه الى مستشفى دار الشفاء بغزة، وهناك مكث أربعة أيام، ليفيق في اليوم الرابع معافياً من مرضه إلا أن أذنه اليسرى ظلت تؤلمه حتى استشهاده.

وبعد أن قررت العائلة الاستقرار في منطقة المغراقة استكمل عدنان دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس النصيرات، وقد كان خلال هذه المرحلة محباً للاستكشاف وشغوفا باللعب في الألعاب النارية والخشبية.

وفي عام 1973م التحق عدنان بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية في النصيرات قبل أن ينتقل إلى مدرسة فلسطين بمدينة غزة لدراسة الثانوية العامة، وفي تلك المرحلة برزت قدراته العلمية بشكل واضح، فتميز على زملائه الطلبة؛ لاسيما في مادتي الفيزياء والكيمياء، حيث كان يرغب دراسة المساقات العلمية ذات المسائل الرياضية والقوانين الفيزيائية، الأمر الذي عزز ميوله إلى زاوية التركيبات الكيميائية وكان لذاك الأثر الكبير في حياته وميوله للعمل العسكري فيما بعد.

وأنهى دراسة الثانوية واستطاع التخرج منها بنجاح واقتدار بعد رحلة من المثابرة والاجتهاد، وكانت هذه المرحلة بمثابة منارة ترسم له طريق المستقبل.

وفي يوم 2 فبراير 1977م فجع الشاب عدنان بوفاة والده الذي أصيب بجلطة دماغية حادة، وحزن حزناً شديداً، وأصيب بصدمة كبيرة، فلم يحتمل فقدان والد الذي كان يعتبره رمزاً للبطولة والفداء.

وعَقِبَ وفاة أبيه وتفوقه في الثانوية العامة أصرت عائلة الشاب عدنان على إرساله للخارج لإكمال دراسته الجامعية عام 1979م لنيل درجة البكالوريوس في علم الكيمياء في إسبانيا، لكنه لم يمكث هناك إلا قليلاً ثم عاد إلى قطاع غزة ليتوجه بعدها إلى مصر لإكمال دراسته الجامعية هناك، والتحق بجامعة بيروت العربية بمدينة الإسكندرية بكلية التجارة.

وكانت لمرحلة تعليمه في مصر أثر على تعرفه على فكر الإخوان المسلمين والاحتكاك بقيادتهم التاريخية، إلا أن الظروف لم تساعده على إكمال دراسته فقرر العودة إلى قطاع غزة والعمل في الزراعة والزواج، وكان ذلك عام 1981م من ابنة عمه، وقد رزق منها بثمانية من الأبناء.

رحلة جهادية

انغمس القائد عدنان الغول في أعباء العمل العسكري في مرحلة مبكرة من حياته، فقد بدأها بالمواجهة والاشتباك مع قوات العدو ضمن عمليات مجموعة مجاهدي المغراقة.

واستكمل مشواره الجهادي نحو تطوير التصنيع العسكري، وخلال هذه الرحلة الجهادية عرف عدنان بجرأته العالية في القتال، وتميز بشجاعة منقطعة النظير.

تشكيل خلية المغراقة

في نهاية شهر ديسمبر 1983م، عكف القائد على تشكيل خلية عسكرية لمقاومة الاحتلال، حيث استأذن قيادته في الوقت الذي لم تكن الحركة قد اتخذت قرارها بخوض العمل العسكري على نطاق واسع، فأذنت له، وشكل خلية عسكرية عرفت باسم خلية مجاهدي المغراقة والتي ضمت عدداً من المجاهدين وهم: (محمد حسان، عمر الغول _شقيق عدنان_، عبد الكريم أبو ربيع، عليان البهتيني، حاتم الخطيب، وعبد الرحمن نصر) وقد توفرت فيهم مجموعة من المعايير أهمها الالتزام الديني الكبير والسرية والكتمان والقدرة على التحمل.

المهمة الأولى للخلية

في أحد الأيام عام 1984م التقى المجاهد عمر بأحد أصدقائه الذي كان يعمل في مسكبة عسكرية للكيان الإسرائيلي، والتي كانت تتسلم كميات كبيرة من الرصاص بعد مرور 10 سنوات على صناعتها، بهدف فحصها وإعادة تصنيعها من جديد، فرأى عمر أنها فرصة ذهبية لإمداد الخلية بالرصاص.

قام بعرض الأمر على صديقه وكانت الموافقة، فبدأت الخلية التخطيط لإيجاد طريقة للوصول إلى المسكبة واغتنام ما يمكن من الرصاص، وبعد البحث والمشورة اتخذ القائد عدنان قراراً بالتسلل إلى المكان، وإدخال ما يمكن من العتاد وكانت الفكرة أن يتم إخفاء الرصاص المراد اغتنامه داخل الثلاجات والغسالات التالفة.

تمت العملية وفق الخطة الموضوعة وحققت نجاحاً كبيراً، حيث تمكنت الخلية من إدخال أكثر من 5000 طلقة لأسلحة متعددة، وكانت هذه العملية بمثابة باكورة المهمات التي انطلقت بها خلية المغراقة.

بعد نجاح العملية فرضت المخابرات الإسرائيلية رقابة أمنية عالية على المجاهدين، حيث قامت بتجنيد العملاء، ما دفع الخلية إلى تأمين الجبهة الداخلية، حيث بدأت بحصر أسماء العملاء ومتابعتهم، وتحديد العناصر الأكثر خطورة ممن كان لهم يد في اغتيال المجاهدين، وقامت بتصفية عدد من هؤلاء العملاء كرد فعل طبيعي على خيانة الوطن، ولخلق حالة من الردع لمن يفكر في التعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

العمليات العسكرية للخلية

العملية الأولى: ذكرى معركة بدر الكبرى

في يوم الأربعاء السابع عشر من رمضان عام 1985م، نفذت الخلية هجوماً قوياً على حافلة إسرائيلية كانت تقل عدداً من جنود الاحتلال، وتمكنت الخلية بقيادة أبو بلال من قتل عدد من الجنود والانسحاب بسلام، وقد كانت العملية بمثابة ضربة أمنية للعدو.

العملية الثانية: استهداف موقع "الشوباني"

بعد نجاح المهمة الأولى عمل القائد عدنان على إدخال المتفجرات إلى ميدان المواجهة لإحداث خسائر أكبر في صفوف العدو، فقام بتجهيز عبوة موجهة ولغم أرضي، والتسلل إلى مركز مراقبة للقوات البحرية الإسرائيلية، في منطقة تعرف باسم "الشوباني النويري" على شاطئ بحر النصيرات وسط قطاع غزة، وزرع العبوة الموجهة على بعد 20 متراً من الجنود، وفي تمام الساعة 11 مساءً وقع انفجار عنيف هز أرجاء المكان، وأسفرت العملية عن مقتل ستة جنود إسرائيلية.

العملية الثالثة: استهداف مخابرات العدو

عملت الخلية على توجيه ضربة أمنية للمخابرات الإسرائيلية، حينما قامت برصد تحركات قائد المخابرات الإسرائيلية لمنطقة جباليا المكنى بـ "أبو خضر"، وفي مساء يوم السبت 22 أغسطس 1987م انطلق القائد عدنان برفقة شقيقه عمر والمجاهد أبو أحمد بسيارة من نوع (بيجو 404) لتنفيذ العملية، وكمنوا للضابط في منطقة (الكف) شمال القطاع، وما إن وصلت سيارته انقضوا عليها وباشروا بإطلاق النار صوبها بشكل مباشر ومن مسافة صفر ما أدى إلى مقتل الضابط ومرافقه.

رحلته إلى سوريا

كشف أمر خلية المغراقة عام 1987م بعد اعتقال عدد من أفرادها، ومداهمة أماكن السلاح، فلم يبقى أمام أبو بلال خياراً سوى الخروج من قطاع غزة متوجهاً إلى سوريا، وفي عام 1988م توجه أبو بلال رفقة أبو أحمد إلى مصر بواسطة قارب بحري صغير.

بعد وصولهم لمنطقة الشيخ زويد، كشف أمرهم فقامت السلطات المصرية باعتقالهم، وبعد محاولات عدة استطاع القائد عدنان الحصول على تأشيرة سفر إلى سوريا، ليبدأ من هناك مرحلة جهادية جديدة من الإعداد والتدريب وتحصيل العلوم العسكرية.

شعرت حركة حماس بضرورة تعزيز علاقتها مع العمق العربي والإسلامي، وبعد دراسة الخارطة الإقليمية رأت الحركة سوريا وجهة لها، وما إن وصلت قيادة حماس إلى سوريا بقيادة محمود المبحوح، التقى بهم عدنان واصطحبهم في جولات ميدانية إلى العديد من المناطق السورية والمخيمات الفلسطينية، وبدأ القائد عدنان والمبحوح بتوطيد العلاقات السياسية بين الحركة والجهات الرسمية في سوريا ولبنان.

وفي نهاية عام 1992 أقدمت قوات الاحتلال على إبعاد أكثر من 415 مجاهداً إلى مرج الزهور، فشد عدنان رحاله إلى مرج الزهور للالتقاء بإخوانه من قيادة وعناصر الحركة، وكان دائم التواجد في مخيم الإبعاد، مستغلاً وقته في تدريب مجموعة من مجاهدي القسام تدريباً عسكرياً، يؤهلهم لمواصلة الجهاد من جديد، بعد عودتهم إلى فلسطين، وتمكن بعد سبعة أعوام من العودة إلى أرض الوطن في أغسطس 1994م، ليشق طريق الجهاد من جديد.

برفقة المهندس الأول

وفي ظروف استثنائية التقى القائدان عدنان ويحيي عياش داخل قطاع غزة، ليدشنان بناء الصرح المقاوم الفلسطيني لدحر الاحتلال عن أراضينا المحتلة، لتكون البداية لسلسلة عمليات استشهادية جديدة وبمتابعة مباشرة من قائد هيئة الأركان العام محمد الضيف.

وبعد أن ضاق الخناق على المهندس عياش داخل القطاع اضطر للعودة إلى الضفة الغربية، فكان للقائد عدنان رفقة الشهيدين يوسف أبو هين وسعد العرابيد الدور البارز في عملية تسهيل انتقال العياش للضفة.

كان للقائد الغول دوراً بارزاً في عمليات الثأر المقدس للمهندس الأول يحيي عياش، فقد قام بتجهيز حقائب الاستشهاديين والإشراف على تنفيذ عشرات العمليات الاستشهادية.

عُرف بالحس الأمني العالي وهو ما جعله ينجح في الإفلات من الاحتلال طيلة 18 عاماً، بعد محاولات عدة للإمساك به، كمت يتمتع بفطنة عالية مكنته من الهروب من سجون سلطة أوسلو مرات عدة.

تعرض لعمليات اغتيال عدة، وقد كان دائما قريباً من الخطر والشهادة، فبعد نجاحه بتجربة إطلاق أول صاروخ بتار قامت الطائرات الإسرائيلية أثناء انسحابهم برصدهم واستهدافهم ليرتقي ابنه بلال شهيداً في مشهدٍ يجسد أسمى معاني التضحية والفداء، كما أصيب بفقدان عددٍ من أصابع يده أثناء إحدى تجاربه العسكرية.

الصناعات العسكرية

أبدعت المقاومة الفلسطينية عبر تاريخا النضالي في ابتكار أساليب المقاومة لمواجهة الاحتلال، وكان لأبو بلال الدور الهام في ذلك فقد تمكن القائد من تصنيع أول قنبلة يدوية عام 1995م بواسطة تشكيل مادة TNT التي كان يضعها في كأس زجاجي حتى تأخد شكل القنبلة، وبعد نجاح التجربة ورغم شح الإمكانيات عمل القائد على تشكيل فرق التصنيع وأنتج أكبر عدد من القنابل قدرت جولته الأولى ب 1000 قنبلة.

تمكن المهندس من إنتاج أول قذيفة أنيرجا محلية عام 1998م، والتي سجلت نجاهاً باهراً وفعالية جيدة لتكون لبنة الأساس في مجابهة آليات العدو ومدرعاته، حيث تم استخدامها أثناء عملية اقتحام مغتصبة دوغيت -المحررة- شمال قطاع غزة عام 2001م.

بدأ القائد عدنان يفكر في ضرورة إدخال قذائف الهاون إلى ساحة المواجهة نهاية عام 1997م، فعمل على تصنيع قذائف الهاون، ثم عمل على مشاريع القذائف المضادة للدروع، لينطلق عام 2001م بمشروع تصنيع قاذف البنا لمواجهة التهديد الميداني الأكبر للمجاهدين، متمثلا بالمدرعات الإسرائيلية، حيث عمل لاحقًا على تطوير القاذف بإنتاج قاذف جديد أكثر تطوراً فأنتج قاذف البدر والبتار.

شهد تاريخ 26 أكتوبر 2001م ميلاد أول صاروخ قسام، يتم إنتاجه من قبل وحدة التصنيع القسامية ضمن منظومة الصواريخ، والذي شكل نقلة نوعية في مواجهة العدو، وقد أسهم القائد أبو بلال في تطوير آلية الإطلاق التي كانت تتم عبر الدائرة الكهربائية وتحويلها لآلية العمل بنظام المؤقت، مما وفر للمجاهدين الحماية من الطائرات الإسرائيلية.

أما أهم المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده فهو سلاح الياسين عام 2003م، وهو مأخوذ عن فكرة قذيفة P2 روسية وقد مكّن هذا السلاح المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات الاحتلال وإعطاب العديد منها.

وأما المشروع الطموح الذي كان يعد له أبو بلال قبل استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه، وفي ذات الوقت استطاع أبو بلال الحصول على مظلة من طائرة F16، وبدأ التفكير في العمل على مشروع الطيران الشراعي، إلا أن هذين المشروعين لم يتمكن من تحقيقهما، فقد كتب الله له الشهادة قبل إتمامهما، وترك الباب مفتوحاً لإخوانه المجاهدين من بعده.

محاولات الاغتيال

محاولة الاغتيال الأولى: محاولة الاغتيال بالسم

في أواخر عام 1994م، تعرض أبو بلال لمحاولة اغتيال بالسم عن طريق رجل يدعى أبو جمال، خلال عملية شراء للسلاح، ما أدى لتراجع حالته الصحية حتى عجز الأطباء عن علاجه وقد تمكنت فيما بعد امرأة بدوية من علاجه بطب الأعشاب، مما أوقف تدهور حالته الصحية، إلا أن آثار السم بقيت في جسده حتى يوم استشهاده.

المحاولة الثانية: تفخيخ الجهاز الطبي والهاتف النقال

عام 1995م تعرض القائد عدنان لمحاولة اغتيال عن طريق أحد الهواتف النقالة، والذي قام أحد التجار بإهدائه له، حيث تفطن أبو بلال للجهاز وقام بتسليمه للمهندس يحيي عياش لفحصه، فوجده مفخخ بمواد حساسة متفجرة، فأعطى أبو بلال الأمر لنجليه بلال ومحمد بالتخلص منه فوراً.

المحاولة الثالثة: القنبلة اليدوية المفخخة

في شهر إبريل 1997م، وبينما كان أبو بلال موجوداً في مكتب جهاز المخابرات الفلسطينية بغزة، طلب منه أحد عناصر جهاز المخابرات تفكيك قنبلة كانت بحوزته، فأمسك عدنان القنبلة لتفكيكها داخل المقر إلا أن هذا الشخص رفض الأمر بحجة خوفه من المتفجرات، وطلب منه إصلاحها في بيته، وحينما عاد عدنان إلى بيته حاول تفكيك الصاعق بخفة، لكنه شعر بأن القنبلة على وشك الانفجار، وبسرعة حاول ابعادها عنه لكنها انفجرت بالقرب منه ما أدى لإصابته بجراح بالغة، فقد على إثرها أصبعي البنصر والوسطى.

المحاولة الرابعة: استهداف السيارة واستشهاد نجله

يوم 22 أغسطس 2001م، انطلق القائد عدنان رفقة القائد الشهيد سعد العرابيد والشهيد يوسف أبو هين وأبو عماد، لتجربة إطلاق أول صاروخ بتار، واختار نجله بلال ليكون عنصر تأمين لهم أثناء التجربة.

وبعد نجاح التجربة، وأثناء انسحاب القادة، ظهرت طائرة أباتشي في الأجواء القريبة منهم، فانطلق بلال يراوغ الطائرة لإبعاد انظارها عن القادة، وارتقى شهيداً بعد استهدافها له أمام انظار أبو بلال في مشهد بطولي.

المحاولة الخامسة: توغل قوات الاحتلال ونسف المنزل

في مساء يوم 9 مارس 2002م، داهمت قوات إسرائيلية كبيرة منزل القائد عدنان بهدف إلقاء القبض عليه، لكن أبو بلال كان قد غادر منزله قبل ساعات قليلة، فلم يجدوا له أثر، فقاموا بزرع المتفجرات ونسف المنزل بالكامل.

المحاولة السادسة: طائرات الأباتشي

في أحد أيام عام 2002م، وأثناء رحلة خلوية لعائلة القائد عدنان لبيارة العائلة بمنطقة المغراقة، علم الاحتلال بوجود أبو بلال في المنطقة عن طريق أحد العملاء، حيث هبطت طائرتي أباتشي إسرائيليتين داخل البيارة، وبدأوا بالبحث عنه، إلا أن أبو بلال كان قد غادر المكان متوجهاً إلى منطقة النصيرات.

المحاولة السابعة: استشهاد نجله محمد وابن أخيه عمران

في فجر يوم الجمعة 27 يونيو 2003م، عاد المجاهدون نضال حسان وعمران عمر الغول ومحمد عدنان الغول ومحمود عمر الغول من ليلة رباطهم على ثغور غزة، فتوجه نضال إلى منزله، فيما توجه عمران ومحمود لمنزلهما رفقة ابن عمهما، وأثناء استعدادهم لأداء صلاة الفجر، شعر محمد بوقع أقدام داخل البيارة، فاستكشف الأمر، وتبين أنهم قوة إسرائيلية تحيط بالبيارة، فأطلق النار عليه وخاضوا معركة بطولية ضد قوات الاحتلال وأردوهم بين قتيل وجريح، وانتهت المعركة باستشهاد محمد وعمران، فيما أسر محمود وحكم عليه بالسجن 14 عاماً.

المحاولة الثامنة: إطلاق نار من قبل أحد العملاء

بعد الفشل المتلاحق في الوصول إلى القائد عدنان، قررت المخابرات الإسرائيلية اغتياله بواسطة أحد العملاء داخل القطاع، وفي إحدى ليالي مطلع عام 2003م كمن أحد العملاء المأجورين وسط شارع فرعي يقع بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفور مرور القائد عدنان أطلق العميل النار تجاهه، وبشكل سريع احتمى أبو بلال من نيرانه، وتمكن العميل من الهروب.

المحاولة التاسعة: استهداف منزل د. مروان أبو راس

في يوم السبت 6 سبتمبر 2003م، عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس اجتماعاً للقيادة في منزل الدكتور مروان أبو راس، وكان أبو بلال حاضراً في ذلك الاجتماع، وبينما الاجتماع منعقد، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية بصاروخ واحد استهداف الطابق الثالث من المنزل الواقع في حي الدرج وسط مدينة غزة، أسفر عن تدميره بشكل كامل، واشتعال النيران في باقي أجزاء المنزل، وقد أصيب معظم الحاضرين بجراح متفاوتة ونجى القائد عدنان من أكبر عملية اغتيال.

موعد مع الشهادة

علم الاحتلال أن القائد عدنان يقف خلف منظومة التصنيع العسكري لكتائب القسام حينها شعر الكيان الإسرائيلي أن كل يوم يمضي وعدنان على قيد الحياة هو بمثابة خطر استراتيجي وتهديد حقيقي يجب التخلص منه بأي ثمن كان، وعلى الفور بدأت دائرة المخابرات الإسرائيلية وأذرعها بإعداد الخطط لاغتيال عدنان.

شعر القائد عدنان بدنو أجله واقتراب موعد الرحيل، لكن قلبه كان مطمئناً يحدث إخوانه قائلاً: "أنا اليوم أعطيتكم كل ما لدي ولم يبقى من علمي شيء"، وبهذه الكلمات فهم رفقاء الدرب أن الشهادة تلوح في الأفق، وحق لرجل عاش حياته كلها مجاهدا أن يختم له بخاتمة الشهداء، جائزة رب العالمين لعباده المجاهدين.

صفا
تابعو الأردن 24 على google news